ولي عهد بريطانيا: تعاليم الإسلام.. أفضل وسيلة لحماية البيئة

أشار إلى أن التركيز على البيئة من القضايا المشتركة بين الأديان العظمى في العالم

الأمير تشارلز أثناء وصوله إلى مبنى مركز الدراسات الإسلامية الجديد في أكسفورد، ويظهر في الصورة الأمير تركي الفيصل والدكتور فرحان نظامي (تصوير: حاتم عويضة)
TT

منذ 17 عاما قام الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، بإلقاء محاضرته الشهيرة حول الإسلام والغرب في قاعة مسرح «شيلدونيان» بمدينة أكسفورد، وهو الخطاب الذي أثار الكثير من الجدل وحرك النقاش حول حوار الأديان. وأول من أمس، قام الأمير بزيارة ثانية لذات الموقع حيث ألقى محاضرة أخرى له بعنوان «الإسلام والبيئة» دعا من خلالها إلى اتباع «المبادئ الروحية» للإسلام من أجل حماية البيئة.

وكان الأمير قد قام بزيارة مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة أكسفورد، حيث كان في استقباله الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في لندن، والدكتور فرحان نظامي مدير المركز، وعدد من الشخصيات.

وألقى الأمير تشارلز، هذا الخطاب في الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لإنشاء «مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية»، الذي يرعاه الأمير نفسه.

وكانت النقطة المحورية في المحاضرة التي ألقاها الأمير تشارلز تدور حول إدراك الضرر الذي تلحقه البشرية بالبيئة وأهمية اتخاذ الخطوات لإيقاف ذلك، قبل أن يفوت الأوان.

وأشار إلى أن واحدة من الكثير من القضايا المشتركة بين الأديان العظمى في العالم هي التركيز القوي على حماية البيئة، التي هي من صنع الله.

وشجع الأمير أتباع جميع الأديان على مستوى العالم إلى إعادة التواصل مع تعاليمهم المقدسة بشأن هذه القضية، وقال إن جميع الأديان السماوية راسخة في فهم الحقيقة التي تقول إن الإنسان جزء من الطبيعة، وليس بعيدا عن الطبيعة، ويجب عليه دوما العيش في إطار موارد الطبيعة وحدودها.

وفي سياق تفصيله لتعاليم الإسلام بشأن هذه القضية، أشار الأمير تشارلز إلى أن القرآن يقول إنه لا يوجد فصل بين الإنسان والطبيعة، لأنه لا يوجد فصل بين عالم الطبيعة وبين الله.

وأشار الأمير إلى أن هذه التعاليم جلية وواضحة أيضا في اليهودية وفي المسيحية. وأشار إلى أن هذا الفهم تم التعبير عنه بصورة جيدة في كتابات الشعراء والعلماء المسلمين، والشعراء الغربيين أيضا، مثل الشاعر الإنجليزي ووردزوورث. وفي محاولته جذب الانتباه إلى ما يوحد الأديان، بدلا من أن يفرق بينها، قال الأمير إن أوجه الشبه أكثر من أوجه الاختلاف في النهج الذي تتبعه مختلف الأديان.

وكان تشجيع العلاقات الجيدة بين جميع الطوائف الدينية، عن طريق الإشارة إلى أوجه الشبه والموضوعات المشتركة، جزءا من عمل الأمير تشارلز على مدار أكثر من 25 عاما.

وجاء هذا الخطاب، الذي يدمج بين الدين والموضوع المفضل لديه، وهو البيئة، في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإنشاء هذه الهيئة التي يرعاها هو شخصيا.

وأضاف: «الحقيقة المزعجة هي أننا نعيش على هذا الكوكب مع بقية المخلوقات لسبب وجيه للغاية، وهو أننا لا يمكننا أن نعيش بمفردنا من دون الشبكة المتوازنة بصورة معقدة من الحياة حولنا. والإسلام أرشد إلى ذلك دوما، ويعد تجاهل هذا الدرس بمثابة إخفاقنا عن تنفيذ عقدنا مع الخلق».

وكانت النقطة الأخيرة التي تحدث حولها الأمير، هي أنه من الخطأ النظر إلى التقاليد والحكمة التقليدية (للنوع الموجود في تعاليم الأديان العظمى في العالم) على أنها تخلف ونظر إلى الوراء. ويؤمن بأن ذلك ليس صحيحا وأن التقاليد هي تراكم المعرفة والحكمة التي ينبغي توريثها للأجيال القادمة، وقال إنها إذن مرئية وتتطلع إلى الأمام.