المكسيك تعرض كنوزها على العالم

29 موقعا أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي

TT

بعد الهند والسعودية ودبي، وصل معرض صور «معالم المكسيك للتراث العالمي» إلى لبنان، ومنه سينطلق إلى مصر وسورية وإيران. والمتفرج على هذه الصور الخلابة التي خرجت من المكسيك لتجول حول العالم، في رحلة ستستمر ثلاث سنوات، يدرك أن ثمة كنزا إنسانيا وحضاريا، يعود إلى حقبات تاريخية موغلة في القدم، في هذا البلد الذي طالما صورته الأفلام الأميركية على أنه بلد عصابات ومطاردات ومافيات سرية.

السفارات المكسيكية في الدول التي يحط فيها هذا المعرض، بصوره الفوتوغرافية المنتقاة بعناية، تبذل جهدا خاصا للتأكيد على عراقة المكسيك الحضارية، وضرورة اكتشافها كبلد سياحي من الدرجة الأولى. وهذا تماما ما حصل في لبنان، حيث افتتح المعرض في «مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس، بحضور القائم بالأعمال في السفارة المكسيكية خورخي مالكولم بيكر، الذي حض الحاضرين على زيارة المكسيك، مشيدا باتفاقية اليونيسكو لعام 1972 حول حماية المعالم الأثرية والطبيعية العالمية، معتبرا إياها من أهم الوسائل الفعالة لحماية التراث العالمي. ورأى مالكوم بيكر أن «اختيار اليونيسكو للآثار المكسيكية باعتبارها تراثا للإنسانية يحملنا مسؤولية خاصة تجاه حماية مواقع التراث العالمي من أجل الأجيال القادمة». ومعلوم أن 6 ملايين سائح يزورون المكسيك سنويا للاستمتاع بطبيعتها، وجبالها، وشواطئها، وأيضا - وهذا ما يركز عليه المعرض - آثارها ومتاحفها التي تعد من بين الأهم في العالم.

في المعرض صور تبرز آثارا تعود إلى عهود سحيقة، وتتدرج الصور في الزمن مبرزة معابد ومعالم للحضارات التي مرت على المكسيك، وأهمها حضارة المايا، حيث ثمة أهرامات بديعة تعود إلى تلك الفترة، كما أن هناك معابد تعود إلى زمن الأزتك، وهناك صور للكثير من الكنائس التي يرجع بناؤها إلى الفترة الاستعمارية، حيث استعمرت إسبانيا المكسيك لمدة ثلاثة قرون، ولم تنل تلك البلاد استقلالها رسميا إلا عام 1821، وتم إعلان الجمهورية عام 1824.

أربعون صورة فوتوغرافية فنية، وضعت في أطر فخمة، لمواقع فريدة وخلابة، غالبيتها باتت اليوم ضمن التراث العالمي الذي توليه اليونيسكو عناية خاصة للحفاظ عليه. وتفخر المكسيك بأنها تحتضن مثل هذه المواقع ذات الوزن الحضاري والتاريخي المتميز، وتريد أن تعرض كنوزها على العالم. علما بأن المكسيك تحتل المرتبة الأولى في القارة الأميركية، والسادسة عالميا، من حيث عدد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي التي بلغت 29 موقعا. وفي الصور إضافة إلى المواقع التراثية، بعض المحميات النباتية والمائية التي تمثل جزءا من محميات كثيرة أخرى تنتشر على الأراضي المكسيكية.