عرض فلسطيني يجمع فنون السيرك والموسيقى والتمثيل

يروي جزءا من الحكاية الفلسطينية بأسلوب جديد

راقصات فلسطينيات خلال عرض في رام الله (رويترز)
TT

قدم ثلاثة من مدربي مدرسة «سيرك فلسطين» بمشاركة ثلاثة من مدرسي الموسيقى في مؤسسة «الكمنجاتي» على خشبة مسرح وسينماتك القصبة أول من أمس عرضا جمع بين فنون السيرك والتمثيل والموسيقى، يروي جزءا من الحكاية الفلسطينية بأسلوب جديد.

وقال شادي زمرد، مؤسس مدرسة «سيرك فلسطين» بعد العرض، لوكالة «رويترز»: «نعتمد في هذا العرض على أسلوب مدرسة السيرك الحديثة التي تجمع كل الفنون في العرض ذاته، الذي أردنا من خلاله أن نقول إننا بعد أربع سنوات على انطلاق أول مدرسة للسيرك في فلسطين أصبح بإمكاننا أن نقدم عروض محترفين».

وتدور حكاية العرض في مقهى «الخشة»، وهو لفظ عامي يشير إلى البيت المتواضع الذي استخدم المشاركون عشرات العلب الكرتونية الكبيرة في بنائه لتنطلق منه قصة حب بين مدربة السيرك (ميس حجاج) وصاحب المقهى (نايف عثمان).

ووسط حركات استعراضية على وقع موسيقى من أغاني المطربة المصرية أم كلثوم والمطربة اللبنانية فيروز، وألحان أخرى كتبت لهذا العرض، يتم تقديم مشهد يعود بالجمهور إلى ذكرى اللجوء والنكبة باستخدام تلك الصرة من القماش التي حملها مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا أو أجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 1948.

ويقدم العرض مشهدا تراجيديا يتمثل في تغيير اسم المقهى عندما يحضر إليه رجل (فادي زمرد) وهو شقيق شادي زمرد وشريكه في العمل مرتديا زيا يشير إلى أنه أجنبي، وبعد حركات استعراضية من السيرك تجمع بين الفكاهة واستعراض العضلات يجبر صاحب المقهى على أن يبصم بإبهامه على ورقة يتضح فيما بعد أنها لبيع المقهى الذي سرعان ما يتحول اسمه إلى «باز».

وتقدم ميس حجاج مشهدا تمثيليا مستعينة بتجربتها المسرحية مع مسرح عشتار، ترفض فيه فكرة بيع المقهى من أجل زواج صاحبه منها، وتروي قصصا من تلك التي كانت ترويها الجدات لأحفادهن.

وقال المشاركون في العرض في أحاديث منفصلة لـ«رويترز» بعد العرض إنهم لم يعتمدوا على نص مكتوب في تقديم هذا العمل الذي أمضوا ستة أشهر في التدريب عليه، الأمر الذي يتيح لهم مزيدا من الحرية والارتجال في كل مرة سيتم عرضه.

وقالت ميس الحاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، والتي بدأت مشوارها في احتراف السيرك منذ أربع سنوات «الفكرة الأساسية في هذا العمل أننا نريد أن نترك للجمهور القرار في أين يذهب، لذلك كان اسم العرض (لوين)، وحمل في طياته رسائل مباشرة وأخرى غير مباشرة عبر القصص التي قدمها».

وأوضح فادي زمرد مدرب السيرك في مدرسة «سيرك فلسطين» أن الهدف من العرض كان «تقديم القضية الفلسطينية بطريقة جديدة، أضفنا إليها عروض السيرك، وما قدم هو ما يجري على أرض الواقع اليوم من تغيير أسماء الشوارع والأماكن من قبل الاحتلال، وما يجري من نهب للأرض بطرق مختلفة».

وأضاف وقد بدا سعيدا برد فعل الجمهور الذي صفق طويلا بعد نهاية العرض إضافة إلى التصفيق عدة مرات خلال العرض «هذه أول تجربة لنا على خشبة المسرح بمشاركة العزف الحي للموسيقى، إضافة إلى استخدامنا للتمثيل، ويبدو أننا قد نجحنا».

وأشار عثمان إلى أن التدريب المكثف على مدار ستة أشهر مكن من تقديم عرض يحتاج إلى الانسجام التام بين المشاركين نظرا للحركات المشتركة. وأضاف «لم نستخدم وسائل الحماية في مثل هذه العروض لأننا نعمل باحتراف ولا مكان للخطأ».

وبدا الجمهور معجبا بما شاهده من حركات استعراضية. وقال الشاب أسامة مخيمر (24 عاما) «العرض رائع جدا، وبعد أن كنا نشاهد مثل هذه العروض على شاشة التلفزيون يمكننا اليوم أن نشاهدها في فلسطين على خشبة المسرح».

ويتدرب في مدرسة سيرك فلسطين التي تعمل في رام الله والخليل وجنين مائة طالب تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام و30 عاما. وقال زمرد مؤسس المدرسة «نجحنا في تأسيس نواة من عشرة طلاب سيشكلون فريقا محترفا للسيرك الفلسطيني يمكننا من المشاركة في العروض الدولية».

ووصفت نشرة وزعت قبل العرض العمل بأنه «عمل تجريبي ومزيج ما بين الواقع والخيال، وانفعالات عفوية وأخرى مدروسة تتلاحم جميعها لخلق صراع من أجل البقاء».