44 عاما من البث التلفزيوني في تونس

دشنه الحبيب بورقيبة يوم 31 مايو 1966

TT

يحتفل التلفزيون التونسي خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي بالذكرى الـ44 لأول بث تلفزيوني مباشر أجراه، وكان البث الرسمي ينطلق في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، وينتهي بحلول العاشرة والنصف ليلا، أي أن ساعات البث لم تتجاوز آنذاك حدود الثلاث ساعات، من بينها ساعة واحدة باللغة الفرنسية. الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة دشن رسميا التلفزيون التونسي يوم 31 مايو (أيار) من سنة 1966، وبدأ العمل بجهاز إرسال من جبل زغوان (نحو 60 كلم من العاصمة التونسية)، وأصبحت البرامج التلفزيونية التونسية تغطي ولايات (محافظات) تونس وسوسة، وبتغطية أقل لولايتي بنزرت ونابل.

التلفزيون التونسي بدأ أول برامجه آنذاك بوصلة من الموشحات، قدمتها مباشرة المجموعة الصوتية في الإذاعة، وقدمت كذلك أغنية فكاهية للفنان التونسي محمد المورالي بعنوان «البخت»، كما قدمت أغنية للفنانة التونسية نعمة بعنوان «آش يهم»، أرفقتها بأغنية ثانية للفنانة نفسها حملت عنوان «التليفون». كما قدم التلفزيون التونسي لمشاهديه أغنية للفنان التونسي علي الرياحي بعنوان «حبيبتي زنجية». ولم يبخل على مشاهديه، وقدم لهم مسرحية قصيرة للكاتب التونسي الساخر علي الدوعاجي بعنوان «زوبعة في فنجان»، وشارك في أداء أدوارها نور الدين القصباوي ومنى نور الدين ورشيد قارة والهادي السملالي. كما قدمت من ناحية أخرى لوحة فلكلورية راقصة بمشاركة محسن بن عبد الله وحمادي الغبابي، بالإضافة لخمس راقصات.

وكانت بداية طاقم المذيعين والمذيعات عبر اختبار شاركت فيه 27 مرشحة، وتم اختيار أربع مذيعات، هن نزيهة المغربي، ونبيهة بن صميدة، وعفيفة بن عاشور، وفكرية الغربي، وتم توزيعهن بالتساوي بين البرامج العربية والفرنسية. وكان محمد المحرزي أول رئيس تحرير لشريط الأنباء باللغة العربية، ونبيل بن خليل للغة الفرنسية. واعتمد التلفزيون التونسي في بداياته بالتنشيط الموسيقي على فرقتي الإذاعة، وكان أول الفنانين التونسيين الذين ظهروا على الشاشة الصادق ثريا، والفنان التونسي اليهودي رؤول جورنو. أما المخرجون الذين أخرجوا أول البرامج التلفزيونية فنذكر منهم عبد الرزاق الحمامي، وأحمد حرز الله، وحمادي عرافة، والمنصف بسباس، ويوسف اليجياوي، وعلي منصور، وعبد الجبار البحوري، ومحمد الحاج سليمان، والمنصف الكاتب، ومعظم هؤلاء المخرجين لا يزالون على قيد الحياة.

حول الفترة الأولى من البث التلفزيوني، قال المنصف بسباس، أحد المخرجين الذين واكبوا تلك البداية: «كان البث المباشر هو المسيطر على كل البرامج، وكانت مساحة البث ضيقة للغاية، ولم تكن الإمكانات التقنية متوفرة، حتى إن المخرج كان يتحايل على المكان والتقنيات من أجل إبراز حرفيته في الإخراج، دون الاعتماد الكلي على التجهيزات التي كانت فقيرة بطبعها». ويضيف بسباس: «ولكن المتعة كانت حاضرة في الإخراج التلفزيوني؛ لأن المخرج الجيد يمكن أن يتميز عن المخرج العادي بفضل الإضافات الشخصية التي يقدمها في برامجه، على غرار وضع صورة للشمس أمام الكاميرا من أجل بث صورة مختلفة، أو الاعتماد على المنبه الصوتي للساعة في احتساب التوقيت، خاصة في البرامج التلفزيونية المعتمدة على المنافسة».