متمردون برازيليون.. لا يحبون الكرة ويهربون من كأس العالم

في بلد تعد فيه كرة القدم جزءا من الشخصية القومية

TT

ليسوا كثيرين، لكنهم موجودون. جماعة من المتمردين في البرازيل تعيش على هامش مباريات المونديال في بلد تعد كرة القدم فيه جزءا من الشخصية الوطنية.

يقول كارلوس، أحد هؤلاء الذين يعانون خلال المونديال، وهو من برازيليا، لوكالة الأنباء الألمانية: «الأجواء في البرازيل خلال المونديال عبثية. الأعلام في السيارات، والشعب يرتدي الأخضر والأصفر، يبدو لي الأمر برمته طفوليا».

ويضيف: «من الممل للغاية متابعة التلفزيون في هذه الفترة والاستماع إلى الناس يتحدثون عن كرة القدم ويبدون آراءهم في الفرق. أمر مستحيل الاستماع إلى الحديث عن التشكيلات الأساسية، وأن رونالدينهو خارج القائمة. يا للعبث!».

وكارلوس واحد من 190 مليون برازيلي لا يموت من الفرحة عندما يدخل لويس فابيانو الكرة بين القائمين والعارضة، ولا يشعر بالإثارة عندما يمر كاكا بطريقته المعتادة، فيترك المدافع جالسا وراءه. ولا سيما أنه لا يرى المباراة أصلا.

ولا تختلف الأمور بالنسبة إلى برناردو وهو من برنامبوكو الواقعة شمال شرقي البلاد، يتذكر «في مونديال 1994، عندما توجت البرازيل للمرة الرابعة، كنت نائما. أيقطتني شقيقتي وهي تصرخ بعد الفوز».

ويضيف دون أن يفهم سبب الشغف الذي تثيره كرة القدم: «عندما أحاول رؤية مباراة أشعر بالملل. لا أتفاعل مع أي شيء. قد اندهش للعبة، لكن بعد عشر دقائق أتركهم وأرحل».

ورغم أنهم لا يحبون كرة القدم، فإن أناسا مثل برناردو يجدون أنفسهم مضطرين إلى ترك العمل، لأن النشاط المهني حولهم يتوقف. والرد هو العصيان: فهم لا يفكرون في التنازل ومشاهدة المباريات السبع التي قد تخوضها البرازيل إذا ما وصلت إلى الدور قبل النهائي. لذا، لا يوجد سوى البحث عن بدائل، مثلما فعل المتمردون في مباراة الثلاثاء التي فاز فيها منتخب بلادهم على كوريا الشمالية (2/1) في أولى مبارياته بمونديال جنوب أفريقيا، دون أن يقدم عرضا كبيرا.

«يا للملل!» تقولها ريناتا، الفتاة الثرية التي تعيش في ريو غراندي دو سول. وتوضح «لحسن الحظ، سألني المعلم الذي يدرس لي اللغة الإسبانية إذا ما كانت أفضل الحصول على الدرس وقت المباراة. بالطبع أريد ذلك».

ويقول كارلوس «لم أغادر المنزل. بقيت أكتب وأعمل، بعيدا عما يفعله الجميع».

أما برناردو، فيوضح «لقد ظللت في المنزل أقرأ، وأمارس ألعاب الفيديو ونمت القيلولة». ويضيف وهو يبدي أسفه لعدم تمكنه من الهرب من الجو العام «رغم أنني لم أتابع اللقاء، علمت بالنتيجة من ضوضاء الناس».