الأغاني تصدح في بلاد الأرز حتى صباح الثلاثاء المقبل

«عيد الموسيقى».. وسيلة السياسيين اللبنانيين للتقرب من ناخبيهم

TT

كل لبنان يضج بالموسيقى، بدءا من مساء أمس وحتى صباح الثلاثاء المقبل. وإن كانت فرنسا ابتكرت «عيد الموسيقى» وحددت له يوم 21 من يونيو (حزيران) من كل سنة، ثم عملت على نشره وتصديره إلى مختلف بلدان العالم وعلى رأسها الدول العربية عبر مراكزها الثقافية النشطة، فإن اللبنانيين استذوقوا طعم العيد، وباتوا يعتبرونه أحد أعيادهم المحببة.

وليل أمس، وبدعوة من نواب الأشرفية والرميل والصيفي، بدأ أول الحفلات في ساحة ساسين، وحضره آلاف الساهرين، في ما تطلق مدينة جبيل حفلها الساهر الأول لعيد هذه السنة، مساء اليوم بافتتاح كبير على مسرح ميناء بيبلوس، يشارك فيه الفنانان وليد توفيق ورولا سعد مع فرقة شهريار الاستعراضية. أما غدا الاثنين فسيكون هناك حفل آخر في جبيل في كاتدرائية مار يوحنا مرقس، لعازف البيانو الذي أصبح شهيرا في لبنان الشاب رامي خليفة ابن الفنان المعروف مارسيل خليفة. وتختتم حفلات عيد الموسيقى في جبيل يوم الثلاثاء بمنوعات غنائية ولوحات راقصة في ساحة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الطريق الرومانية.

وكان رئيس بلدية جبيل بعد انتخابه مؤخرا أعلن عن نيته جعل ليالي جبيل عامرة طوال السنة، وها هو يدشن تنفيذه لوعوده بعيد الموسيقى. وهكذا يكون قد فعل مثل نواب الأشرفية وفاعلين سياسيين آخرين، باتوا يجدون في عيد الموسيقى فرصتهم، لإنعاش مناطقهم، وإظهار مدى اهتمامهم بناخبيهم.

ويبقى المركز الثقافي الفرنسي إحدى أبرز وأهم الجهات التي تحيي هذا العيد في لبنان، بتنظيمها حفلات في كل المناطق، تعتمد فيها بشكل أساسي على مغنين لبنانيين، يغنون بالفرنسية، وإن تعذر الأمر فلا بأس بالإنجليزية أو العربية. وهذه إحدى مفارقات عيد الموسيقى، الذي أرادته في الأصل فرنسا، لنشر موسيقاها ولغتها حول العالم، فإذا بها تجد نفسها محاصرة بالإنجليزية وباللغات المحلية.

وتبقى الموسيقى الغربية هي الطاغية هذا العام، كما السنوات السابقة، مع طغيان لموسيقى الروك. أما الاحتفال الأكبر فسيكون وسط بيروت، تنظمه شركة «سوليدير» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي ووزارة الثقافة اللبنانية، ويبدأ في السادسة من مساء الاثنين في كنائس وسط العاصمة بموسيقات كلاسيكية منها الأرمني والغربي، ثم تنتشر العروض في الشوارع بدءا من الساعة الثامنة لتنتهي في مبنى «دوم» مع محترفي الـ«دي جي». ويشارك في هذه الحفلات المختلفة فنانون من لبنان والعالم بعضهم محترفون وآخرون هواة.

وبدءا من الثامنة مساء سيتمكن المارة من الاستماع إلى موسيقى الروك والراب والبوب في ساحة الشهداء. وعلى مقربة منها في ساحة سمير قصير ستصدح موسيقى هندية وموسيقى الفولك الغربية مع مشاركة لفلاديمير كوروموليان.

وليس ببعيد من ساحة الشهداء وساحة سمير قصير، وعند الحمامات الرومانية سيكون هناك لقاء موسيقي غنائي مع غازي عبد الباقي وغاس فرح، كما ستقدم فرقة «فريق الأطرش» برنامجها من الراب العربي.

ولشارع الحمرا برنامجه الخاص الموسيقي الغنائي أيضا، وتنظم المطاعم والمؤسسات السياحية الخاصة برامجها الموسيقية لزبائنها مساء الاثنين كمساهمة منها في المناسبة.

جدير بالذكر أن غالبية الفرق التي ستغزو وسط بيروت وشارع الحمرا ذات طابع شبابي. وبدءا من الساعة 11 ستصدح من قبة «الدوم» وسط بيروت الموسيقى الإلكترونية المحببة للشباب، ولا بد أن هذا التجمع قد يكون الأكثر صخبا.

وأعلن المركز الثقافي الفرنسي عن حفلات موسيقية غنائية في صيدا والنبطية ومناطق لبنانية أخرى، ودعي محبو الموسيقى، مساء أمس، لإحياء حفل على وقع مباريات كأس العالم في مجمع «ميشال المر الرياضي» حيث اشتعلت السامبا والتانغو والدبكة اللبنانية.