التاريخ والأسلحة والحلي والخيول العربية في معرض

يقام تحت رعاية الاتحاد السعودي للفروسية

قطعة خزفية ضمن المعروضات (رويترز)
TT

مهما تعددت المعارض والأعمال الفنية التي تتناول الخيل، فهناك دائما المزيد مما يمكن أن يضاف ويقال. فعلى ظهر الجواد الأصيل تحققت انتصارات وهزائم في الحروب، وكانت تنقل العروس إلى حفل الزفاف الملكي، وعلى أقدامه السريعة، كان الأقوياء يندفعون إلى داخل القرى ويؤسسون الدول.

كل ذلك يرويه معرض «منحة الصحراء.. فن وتاريخ وثقافة الحصان العربي»، فهو يركز على دور الجياد على مدار التاريخ. ويقام المعرض في المتحف الدولي للحصان داخل كنتاكي هورس بارك في ليكسنغتون، ويستمر هذا المعرض حتى 15 أكتوبر (تشرين الأول).

وتقول ساندرا أولسن، الأمينة المشاركة لمتحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي وأمينة المعرض، لوكالة «رويترز»: «كان للحصان أثر على الثقافة والدين والسياسة فاق أي حيوان آخر. كما أثر الحصان على نشأة الحضارات».

ولم تعرض الكثير من الأعمال البالغ عددها 408 داخل المعرض خارج السعودية أو الـ19 دولة التي أسهمت في دراسة بارزة تناولت حيوانا واحدا في تاريخ البشرية.

وتتضمن الكنوز قطعة «معركة أور» الأثرية التي يبلغ عمرها 4500 عاما، وهي في زيارتها الثانية خارج المتحف البريطاني داخل لندن منذ اكتشافها في العشرينات. وتحظى هذه القطعة القديمة بحيوية ملحوظة بفضل ألوانها الحمراء والزرقاء الزاهية.

وتعرض عصابة رأس ذهبية، من أور أيضا، تحمل أقدم الأوصاف لامتطاء الجياد تعود إلى 2600 قبل الميلاد، مع أعمال فنية تعود إلى أيام الفرعون إخناتون، زوج نفرتيتي ووالد الملك توت عنخ آمون.

ويوجد حصان ذهبي يجر عجلة من كنز أوكسوس، وهو عبارة عن مجموعة من 180 بندا ذهبيا وفضيا من طاجاكستان. ويعود الحصان إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وتشمل اللوحات الزيتية قطعا لفنانين مستشرقين من ديلاكروا وأدولف شراير وصولا إلى فنان الرياضة المعاصر أندر باتر. وترسم خناجر وألجمة الجياد المطرزة بالحلي وسرج قديمة مطرزة وآنية فخارية وآنية زجاجية ونصوص قديمة صورة كاملة عن الأثر الثقافي. وتقول سينثيا كولبرتسون، وهي أمينة أخرى للمعرض: «في الواقع، يوجد شيء لكل شخص داخل هذه المعرض، تاريخ وأسلحة وحلي وأعمال فنية وفن عظيم».

وقام الأمناء بتمشيط العالم لمدة ثلاثة أعوام تقريبا بحثا عن الفن الذي سيطر على تاريخ الحصان العربي.

وداخل كلية أول سولز في إنجلترا، وجد مدير المتحف بيل كوك حصان «حتي» القديم، وتمثال راكب تيراكوتا الذي كان يزين غرف المؤلف والمغامر تي إي لورانس، المعروف باسم لورانس العرب. وخلال دقائق وافقت الكلية على عرض العمل الفني في كنتاكي. كما يعرض خنجر وحلق وأحبال تعود إلى لورانس. وتعود قطعة «حتي» إلى 2300 قبل الميلاد.

ويقام المعرض تحت رعاية الاتحاد السعودي للفروسية، الذي يترأسه الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، والأمير نواف بن فيصل بن فهد. وتبرع السعوديون بأكثر من 2.3 مليون دولار لإحضار المعرض إلى الولايات المتحدة.

ويقول الأمير نواف إن جده لأبيه كان آخر الفرسان الذين وحدوا الدولة على صهوات الخيل. وأوضح قائلا: «أردنا إظهار علاقتنا الدافئة على المدى الطويل مع الولايات المتحدة خارج الأطر السياسية. واختارت ليكسنغتون نفسها لتكون مكان معرضنا». وتقول هيئة سباق الخيل البريطانية، إن خيول ثوروبرد الفائزة بديربي كنتاكي جاءت من سلالة بدأت في 1680 - 1724 من خلال 3 خيول عربية: جودولفين، ودارلي، وبيرلي تورك.

ويحتفظ عشاق الجياد بدءا من ملكة بريطانيا، إليزابيث، إلى حاكم دبي بجيادهما في ليكسنغتون، حيث يساعد الجير مع المياه النقية والعشب الأزرق على بناء حصان السباق الكفء. ويقول الأمير نواف: «سيكون من الخطأ اختيار أي مدينة أخرى».

وداخل المدينة يعد تدريب الخيول نمطا فنيا وينظر إلى السلالات مثل الذهب، وترجع الكثير من الأعمال الفنية هذا الهوس إلى القدماء. ويصف لوح من الطين التدريبات والوسائل المستخدمة حاليا. وينقل لوح «تشاريوت هورس ترينينغ» التنشئة والتدريب. ويحتوي أحد الكتب على أولى سلالات الجياد. وفي سبتمبر (أيلول)، سوف تستضيف ليكسنغتون الألعاب العالمية للفروسية، وهذه أول مرة تقام فيها هذه الفعالية خارج أوروبا.