آثار السعودية في معرض باللوفر

تقيمه هيئة السياحة ويضم 300 قطعة أثرية

TT

تستعد الهيئة العامة للسياحة لإقامة معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية» في متحف اللوفر بباريس الذي من المتوقع أن يضم 300 قطعة أثرية سيتم شحنها من المملكة.

وتعمل الهيئة حاليا على مراحل العرض والتجهيز، بالإضافة إلى الإعداد للترتيبات والأنشطة الأخرى التي سيشهدها هذا المعرض الذي سيقام في قاعة نابليون أهم قاعة للعروض الزائرة في متحف اللوفر.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريحات صحافية سابقة أن «هذا المعرض ليس معرضا فنيا ولا فعالية علاقات عامة، وإنما هو معرض لإبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة، وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري». وسيفتتح المعرض في 12 من شهر يوليو (تموز) المقبل وهي فترة حافلة بالسياح وتمثل الذروة في عدد زوار اللوفر، إذ يشهد المتحف خلال هذه الفترة ملايين الزوار من مختلف مناطق العالم. وأشار الأمير سلطان إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعرض المملكة فيها هذه القطع التراثية المميزة والأثرية عن بداية تاريخها وكذلك عن الحقب الإسلامية المتعاقبة وعن العصر الحاضر، لتجسد دورها التاريخي، وأيضا مكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين.

وسيضم المعرض أكثر من 300 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض ومتحف جامعة الملك سعود وعدد من متاحف المملكة المختلفة التي تغطي الفترة التاريخية التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة جدا بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد (الألف السابع قبل الميلاد) ففترة الممالك العربية المبكرة (الألف الخامس قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الثاني قبل الميلاد)، ثم الممالك العربية المتأخرة (الألف الأول قبل الميلاد) ففترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية ومن ثم العصر العثماني، وأخيرا فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور مزدهر يتضح في كافة مجالات الحياة خاصة في خدمتها للحرمين الشريفين.

ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية، تزينها صور المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة. وتأخذ الرحلة شكل سلسلة من أماكن التوقف في بعض واحات شبه الجزيرة الواسعة. وتعتبر القطع المختارة للعرض التي لم يغادر أغلبها موطنها الأصلي من قبل، مثالا شاملا وأصليا لمختلف الثقافات والحضارات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية.

وسيقام إلى جانب المعرض الرئيسي معرض آخر يقام بالتنسيق بين دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار ويضم مجموعة من صور الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجزيرة العربية.

كما سيقام على هامش المعرض محاضرات علمية عن آثار المملكة يلقيها مختصون من الجانب السعودي والفرنسي. كما سيتم عرض عدد من الأفلام والصور وتوزيع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز أهم المواقع الأثرية في المملكة.

ومن المتوقع أن تقام عروض للفنون الشعبية من خلال وزارة الثقافة والإعلام التي ستسهم أيضا في التغطية الإعلامية للمعرض.

وقد تم إعداد كتاب للمعرض يتكون من 600 صفحة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، يتضمن معلومات شاملة عن المعرض وأبحاثا ومقالات وأوراقا كتبت من خلال مختصين من المملكة ومن خارجها عن العمق التاريخي والدور الحضاري المميز للمملكة عبر العصور.

وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والسيد هنري لواريت مدير عام متحف اللوفر قد وقعا يوم الأحد 21/4/1429هـ في مقر الهيئة بالرياض اتفاقية لإقامة المعرض، وذلك تنفيذا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة معرض عن آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور في متحف اللوفر بفرنسا بناء على اقتراح الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال افتتاحهما معرض روائع من الفنون الإسلامية بمتحف اللوفر الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار في المتحف الوطني بالرياض بتاريخ 6/2/1427هـ الموافق 6 مارس (آذار) 2006م.

ويقام المعرض برعاية من مجموعة «شركات عبد الهادي عبد الله القحطاني وأولاده»، والبنك السعودي الفرنسي، وشركة «رباعيات»، و«الشيخ رفعت مدحت شيخ الأرض»، و«الخطوط الجوية العربية السعودية».