لندن بدأت موسم التنزيلات مبكرا بسبب شهر رمضان هذا العام

الزبون العربي لا يريد منتجات قديمة بل يتوق لمنتجات جديدة ومتميزة

موسم التخفيضات في بريطانيا بدأ مبكرا هذا العام (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في ظل استمرار تأثير الأزمة المالية فضلا عن أجواء التقشف التي بدأت تهدد بها حكومة الائتلاف البريطانية، تسري في أوساط الموضة عموما والمنتجات المترفة خصوصا، قشعريرة يحاول البريطانيون التغلب عليها بأي شكل من الأشكال. من هذه الأشكال إيجاد مضادات واستراتيجيات تجارية من شأنها أن تحرك السوق وتجنبها حالة الركود التي يمكن أن تلم بها فيما لو أثرت هذه السياسة التقشفية على ثقة المستهلك. الطريقة المثالية دائما كانت إغراء هذا الأخير بموسم التنزيلات الذي تخفض فيه أسعار المنتجات المترفة إلى النصف أو أكثر، مما يجعل الأغلبية تتهافت على المحلات في هذا الشهر للحصول على قطعة كان من الصعب الحصول عليها في الظروف العادية. لكن اللافت هذا العام، أن موسم التنزيلات بدأ مبكرا في لندن تحديدا، والسبب ليس فقط الأزمة الاقتصادية بل أيضا شهر رمضان الذي سيكون في عز الصيف، الوقت الذي كان فيه العرب، وخصوصا الخليجيون، يتوافدون على العاصمة البريطانية لقضاء إجازاتهم هربا من الحر ولكسر الروتين. لكن تزامن شهر رمضان في الفترة التي تعول عليها المتاجر والمحلات الكبيرة على هذا الزبون المقتدر والسخي، جعلت هذه الخطوة حتمية. فمحلات «سيلفريدجز» في «أكسفورد ستريت» أكبر شارع موضة في بريطانيا، مثلا افتتحت الموسم يوم 14 من الشهر الحالي، أي قبل أسبوع من افتتاحها له في العام الماضي، ولم تمض سوى أيام حتى تلته محلات لا تقل أهمية عنه مثل «هارودز» و«هارفي نيكولز» وغيرهما. الهدف كما اعترف معظمهم هو اصطياد زبائن يتلهفون على الحصول على «لقطات» بأسعار مخفضة إلى النصف أو أكثر أحيانا، وهؤلاء يشكلون في الغالب الزبون المحلي العادي، وبهذا يتخلصون من بضائع العام الماضي ليفسحوا المجال لبضائع جديدة للموسم المقبل، ويخاطبون الزبون العربي المقتدر الذي لا تهمه التخفيضات بقدر ما يهمه الحصول على منتجات جديدة. وتقدر أوساط الموضة أن هذا الزبون يصرف ما لا يقل عن 250 مليون جنيه إسترليني في فترة الصيف، وبما أن رمضان هذا العام سيكون في النصف الأول من شهر أغسطس (آب) فهذا له دلالة مخيفة بالنسبة لهم، وهو أنه سيقضي فترة أقصر في لندن، وبالتالي عليهم أن يطرحوا منتجات موسمي الخريف والشتاء القادمين في أقرب فرصة ممكنة. وهذا يعني أن تجار التجزئة والمحلات الكبيرة عليهم التخلص من بضائع الموسمين الماضيين في غضون أربعة أسابيع. هذه الاستراتيجية لم تأت من فراغ بل وليدة دراسات لأحوال السوق في هذه الفترة، أكدت أن هذا الزبون من نوع خاص، يعشق سياحة التسوق ولا يبخل على نفسه في فترة الإجازات مما ينعش المحلات والفنادق والمطاعم على حد سواء. وحسب شركة «غلوبال بلو» المتخصصة في ضرائب القيمة الإضافية التي يحق للزبون غير المقيم في بريطانيا استردادها قبل خروجه من البلد، فإن خمسي السياح ((two fifth من منطقة الشرق الأوسط هم من المتسوقين الجيدين. وفي لقاء له مع جريدة «الديلي ميل» صرح نايغل داسلر من الشركة أن المتسوقين العرب، من الشرق الأوسط تحديدا، لا يهتمون بالمنتجات المخفضة التي باتت موضة قديمة من المواسم الماضية، بل يريدون كل ما هو جديد. وأضاف أنه «كلما كانت هذه المنتجات متميزة وفريدة من نوعها، زاد إقبالهم عليها». ومن المتوقع أن يصرف الزبون العربي هذا العام نحو 300 مليون جنيه إسترليني في كل من «أكسفورد ستريت»، و«بوند ستريت»، و«ريجينت ستريت» وحدها خلال الأسابيع السبعة المقبلة، حسب ما صرحت به جايس تيرييل، من شركة «ذي نيو ويست آند كومباني» التي أضافت أنه كان مهما أن يبدأ موسم التنزيلات في هذا التوقيت قبل حضور هذا السائح الكريم والعاشق للموضة، للتخلص من البضاعة القديمة وفسح المجال لأزياء وإكسسوارات ومجوهرات الموسمين المقبلين. يذكر أن الزبون الخليجي صرف العام الماضي نحو 250 مليون جنيه إسترليني، وذهبت الحصة الأكبر من هذه النسبة لمستحضرات التجميل والعطور.