احتفاء ثقافي رسمي بعبده خال في فرنسي

السفير آل الشيخ يؤكد على خلق جسور التواصل الإعلامية والفكرية بين الرياض وباريس

طفلة تقدم باقة ورد للروائي عبده خال («الشرق الأوسط»)
TT

بحضور مساعد وزير الثقافة والاتصال الفرنسي للعلاقات الدولية جون فليب أوشو، ومدير شؤون الشرق الأوسط في الوزارة، ومسؤولين في مؤسسات ثقافية وفكرية فرنسية كرمت سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس الروائي السعودي عبده خال وسط حضور كوكبة من رموز الثقافة والإعلام الفرنسيين والسعوديين، حيث دعت السفارة إلى هذه التظاهرة نخبة من الكتاب في محاولة منها لخلق جسور من التواصل بين المؤسسات الصحافية والفكرية في كلا البلدين. وفي بداية الاحتفال خاطب السفير السعودي الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ الحضور باللغتين العربية والفرنسية قائلا:

أحييكم في هذه الليلة الباريسية الثقافية الممزوجة بالصحافة السعودية، وبقيمتها الأدبية العربية وموضوعيتها الإعلامية. فهنا كوكبة من رموز الإعلام والصحافة، يتوسطهم روائي صحافي سعودي انقادت له جائزة عالمية. فهو كاتب عَكاظي لا يتحدث إلا بموضوعية وعمق، يحمل طموح الشباب على أكتافه النحيلة، فيسبح في فضائه، ويدندن على أوجاعه، بلغة رائعة ثرية. فبورك لأهل الوطن السعودي هذا الإنجاز.

السادة الحضور نحتفي وإياكم اليوم بإنجاز يسعى إليه كل الروائيين العرب، فلم يظفر بها هذا العام إلا ابن الوطن (عبده خال)، لتثبت «ترمي بشرر» أننا في زمن الرواية السعودية. فهنيئا للوطن بعبده وأمثاله، ولنفرح بحصاد الوطن، في رحاب باريس النور، هذه المدينة الحالمة العاشقة، للثقافة وأهلها مهما كان منبعها.

السادة الحضور: تحتفي السفارة بالرموز الإعلامية في خضم إنجاز ثقافي نبيل، كتأكيد على الدور المناط بنا وتنفيذا للمسؤولية الموصين بها من قبل قادة دولنا، في خلق جسور التواصل المعرفية بين بلدينا والتعريف بالمنجزات لدى كل منا سواء في فرنسا أو في المملكة.

أشكركم ونحن في حضرة الكتابة والإعلام وأهله لتلبية الدعوة، ومشاركتنا متعة الفوز بهذا المنجز الوطني الثمين.

عقب ذلك تسلم الروائي عبده خال درع السفارة بهذه المناسبة ثم اتخذ من الحديث عن نشأة الرواية وتطورها من خلال كلمة شكر في مقدمتها السفير على الحفاوة التي حظي بها والتكريم الذي لقيه، وتطرق عبده خال في حديثه الذي أبهر الفرنسيين إلى المدارس المختلفة التي ساهمت في بلورة مفهوم الرواية مركزا على دور روسيا وروائييها الكبار كنلوستوف وبوشكين في توجيه الرواية نحو رصد الواقع الاجتماعي، فيما نهضت المدرسة الفرنسية بتطعيم الرواية بالأبعاد الفلسفية، وخاصة الوجودية. وجاء دور روائي أميركا اللاتينية لترسيخ ما عرف باسم رواية الواقعية السخرية التي مزجت بين السرد الواقعي والسرد المتخيل وأسبغت على الرواية أبعادا شعرية لم تكن معروفة ومألوفة لدى الكتاب الواقعيين أو أولئك الذين اتجهوا بالرواية نحو آفاق الفلسفة.

ثم عرض عبده خال للحضور تجربة في الإمساك بشخوص الرواية، مشيرا إلى أنها مهمة صعبة لا تتوقف عند إنشاء الشخصيات وإنما الإمساك بها وتحويلها إلى كائنات حية لها أفعالها وأدوارها ومصائرها التي تنتهي إليها وأشار إلى أن العمل الفني ناتج عن حوار مستمر بين كاتب النص الروائي وشخوصه التي تستسلم له حينا وحينا تعانده وتخرج وصائية وتتبنى نفسها من خلال ما يعرض لها من صيرورة وتحول مشكلة بذلك تكوين العمل الروائي وبنيته الفنية.

واستغرق عبده خال بعد ذلك في الحديث عن بعض شخصيات روائية مشيرا إلى أنه حاول اصطحاب بعض هذه الشخصيات إلى حفل التكريم غير أنها لم تستجب لدعوته كي تحضر حفل تكريمه في باريس النور والثقافة والصحافة والذي هو حفل تكريم لها.

وفي حديث لمساعد وزير الثقافة والاتصال الفرنسي للعلاقات الدولية جون فليب أوشو، الذي اعتبر التظاهرة السعودية في باريس هي دلالة على استثمار المملكة في مشهدها الثقافي المندمج في طيات دبلوماسية سفارتها في باريس، حيث كان وزير الثقافة مبتهجا من قدوم الكوكبة الإعلامية السعودية التي كان ينتظرها منذ أسابيع بعد أن مثل فرنسا في أكبر مهرجان ثقافي في الرياض عشية أن حل ضيف الشرف على الجنادرية، وتطرق إلى حماس الوزير في دعم التواصل الثقافي بين البلدين الصديقين الذين تربطهما علاقات استراتيجية مبنية على الثقة عند كل من قيادتيه وشعبيه. واعتبر التواصل الثقافي والإعلامي بوابة أخرى يمكن التعرف على الآخرين معترفا أن مخيلة الشعب الفرنسي تقتصر دائما على جمال الصحراء وثراء النفط في المملكة، لكن مثل هذه المبادرات ستكون كفيلة بإيصال الرسائل الثقافية المستندة على الحقائق التاريخية والخيال الإنساني الواسع المتجذر في عمق الحضارات الإنسانية.