TT

انتهت أولى ندوات الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام الهولندية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي بالتأكيد على أن المرأة العربية شخصية قوية وقيادية وأن محاولات الرجال لتقليص دورها أو تهميش مكانتها لا يمكن أن تؤثر في إرادتها التي تكبلها الأعراف والتقاليد بعض الشيء في عدد من الدول لكنها لا تستطيع أن تلغيها.

ونظم المهرجان أول من أمس الجمعة ندوة بعنوان «قوة النساء» تناولت دور المرأة في السينما العربية والدور المطلوب من السينما لدعم قضايا المرأة، وضمت عددا من العاملات بالسينما والنقد والإعلام من دول عربية متباينة اجتمعت آراؤهن على أن المرأة العربية تحتاج المزيد من الاقتناع الداخلي بقوتها لتحقيق ما تطمح إليه خاصة في مجال السينما الذي قطعت النساء فيه خطوات واسعة.

وقالت الكاتبة والحقوقية اللبنانية فيوليت داغر، في تصريحات أوردتها الوكالة الألمانية للأنباء إن نساء العرب لسن بمعزل عن النساء في العالم وإن نساء العالم جميعا يتعرضن للكثير من الانتهاكات ويعشن تحديات كثيرة بسبب السطوة الذكورية الواسعة مشيرة إلى أنه في الغرب كما في العالم الإسلامي تتعرض النساء للضرب والامتهان من الرجال خاصة أزواجهن.

وأضافت داغر أن المرأة كانت قائدة وحاكمة لقرون طويلة ضاربة في التاريخ وأن الوضع القائم يمكن تفسيره باعتباره تراجعا طبيعيا لحساب الرجل قبل أن يعود لها دورها السابق.

وقالت الممثلة التونسية سناء يوسف إن المرأة العربية باتت منجذبة بشكل أكبر للسينما وبات لدينا العديد من الممثلات والمخرجات والكاتبات والمنتجات أيضا في دول كان ظهور المرأة فيها ممنوعا أو مستنكرا في سنوات ماضية مشيرة إلى أن المرأة تحصل في السينما ببساطة ويسر على أشياء ربما لن تحصل عليها في الواقع إلا بالكثير من الجهد والصبر.

وأوضحت أن النساء في الأعمال السينمائية لم يعدن نموذجا للانكسار والضعف فقط مثلما كان الحال سابقا وإنما ظهرت نساء قويات قادرات على التحكم في مصائر ومقدرات من حولهن وتلك بداية لما يمكن أن تشهده المجتمعات العربية في المستقبل القريب.

وقالت الباحثة السينمائية الاسكوتلندية ستيفاني كريستين إن تعاملها مع صانعات السينما العربية في مصر وتونس مكنها من رصد الكثير من الظواهر التي تؤكد بدء تغير المجتمع العربي فيما يخص النظرة القائمة إلى المرأة مؤكدة أن السينما العربية باتت تركز على قضايا النساء مثلما هو الحال في السينما الأوروبية تماما.

وأضافت أن قوة المرأة تكمن في جاذبيتها أولا ثم قدرتها على التعامل مع الجنس الآخر التي تمنحها القدرة على البقاء والنجاح في مجتمع ذكوري تحكمه مفاهيم الرجال. وقالت الإعلامية المغربية سناء البقالي إنها ترى ضعف المرأة جزءا كبيرا من قوتها وإن المرأة العربية ليست ضعيفة بالمرة وإنما بعضهن يستخدمن مظاهر الضعف المصطنعة للحصول على أغراضهن من الرجال الذين يعيشون وهم القوة بينما هم الأضعف لأنهم يخضعون في النهاية بزعم أنهم لا بد أن يحترموا ضعف النساء.

ويضم المهرجان العديد من الأفلام التي تتناول قضايا المرأة حيث عرض الجمعة الفيلمان القصيران «الحياة بيديها» للمخرجة المصرية سالي أبو باشا و«السيدة المجهولة» للمخرج السوري فجر يعقوب وكلاهما يقدم نماذج أنثوية قوية تواجه الحياة بإصرار على البقاء.

ويستعرض «الحياة بيديها» يوميات مصرية بسيطة تعيش مع أطفالها الثلاثة في قارب صيد بسيط وتكسب قوت يومها من صيد السمك في نيل القاهرة وبيعه بعدما تركها زوجها ورحل ليظهر في نهاية الفيلم صعوبة تحصيل لقمة العيش لولا أنها سيدة قوية حتى إنها تقول: «لا ضل راجل ولا ضل حيطة.. لكن انا عايشة وبربي أطفالي وبتحكم في حياتي».

كما عرض في نفس اليوم الفيلم الروائي التونسي «الدواحة» للمخرجة رجاء عماري وبطولة حفيصة حرزي الذي يدور حول 3 سيدات: جدة وأم وابنة مراهقة، يعشن في فقر وعزلة قبل أن تدخل حياتهن فتاة مرفهة ثرية فتتغير كل تفاصيل الحياة قبل أن نكتشف أن الفقر والكبت والجهل وتسلط الجدة والأم يكون سببا في تدمير حياة النساء الأربع.

وعرض المهرجان الخميس الماضي الفيلم المصري القصير «أحمر باهت» للمخرج محمد حماد الذي يحكي عن مشاعر المراهقات في فترة البلوغ كما عرض أمس السبت فيلم «واحد صفر» للمخرجة كاملة أبو ذكري وبطولة إلهام شاهين الذي يناقش قضية 3 نساء يسعين إلى الزواج لكن مشكلات عدة تواجههن بينها اختلاف الدين والفقر وتحكمات المجتمع. ويستمر المهرجان حتى اليوم الأحد ويشارك فيه 30 فيلما في المسابقات الرسمية الثلاث وبحضور نجوم من دول عربية عدة بينهم التونسيان فتحي الهداوي وسناء يوسف والمصريان أحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي بينما لم تحضر النجمة إلهام شاهين حفل الافتتاح على وعد بحضور حفل الختام.