أجواء كرنفالية صاحبت مهرجان الكوربة 2010

موسيقى وغناء ورسم على الإسفلت تحت شعار «الموسيقى لغة السلام»

أطفال وشباب يرسمون على الإسفلت في مهرجان الكوربة 2010
TT

أجواء احتفالية شهدتها منطقة الكوربة بمصر الجديدة، أحد أرقى الأحياء القاهرية، في الاحتفـال السنوي بعـيدها، الذي يقام في مثل هذا الوقت من العام، تحت اسم «مهرجان الكوربة». وأقيم المهرجان للمرة أولى قبل ست سنوات للاحتفال بمرور مائة سنة على إنشاء حي مصر الجديدة. وينظم المهرجان حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام، بالتعاون مع جمعية مصر الجديدة.

شارك في المهرجان هذا العام، الذي أقيم تحت شعار «عالم واحد: الموسيقى لغة السلام»، عدد من الفرق الموسيقية من مختلف أنحاء العالم، في محاولة للتأكيد على أن الموسيقى هي لغة السلام التي توحد الشعوب.. وقدم كورال أطفال مصر الجديدة عرضا متميزا، أعقبه الثنائي البلجيكي جولي دوميليو وإيف دي جورمير، قبل أن تقدم ميشيل راوندز من أستراليا ألحانا لاتينية وموسيقى الجاز، وبعدها فرقة «Crash, Boom, Bang» التي قدمت موسيقى بوب روك.

وشارك الفنان المصري يحيى خليل في الحفل بتقديم موسيقى الجاز، وفى ختام الاحتفال انتزعت المطربة التركية هاديسا تصفيق الحضور بعد أداء مميز. وبسبب الإقبال على حضور المهرجان أغلق شارع بغداد الذي احتضن فعاليات الحفل، حيث تم قصره على المشاة فقط. وبدأ الحفل في الثانية من بعد الظهر، وامتد حتى انتصاف ليل القاهرة، وتوافدت حشود كبيرة من سكان مصر الجديدة وغيرها من مناطق العاصمة المصرية، إضافة إلى تواجد ملحوظ للأجانب، الذين أعربوا عن سعادتهم بالجو الكرنفالي الذي شهدته المنطقة.

وأقيم على هامش الحفل الموسيقي فعاليات أخرى، منها الرسم على الإسفلت، شارك فيها الأطفال والكبار على السواء، وعروض الفنون الشعبية، وانتشر باعة الحلوى والبالونات ليمنحوا الحضور مزيدا من المرح الكرنفالي. ولم يغب كأس العالم لكرة القدم عن أذهان المنظمين، وتم وضع شاشة عملاقة لعرض وقائع هذا الحدث المونديالي الكبير الذي تنظمه القارة الأفريقية للمرة الأولى في تاريخها. وتقع منطقة الكوربة بحي مصر الجديدة، شرق القاهرة، ويعتبر من أرقى أحيائها، ويعود تاريخه إلى العصر الفرعوني، حيث كان يسمى قديما مدينة أون، التي عرفت في العهد اليوناني باسم هليوبوليس، أي مدينة الشمس. لكن التاريخ الحديث لمنطقة مصر الجديدة يرجع إلى مطلع القرن الماضي حينما فكر البارون إمبان، صاحب بنك «بروكسل» البلجيكي لأول مرة في إقامة مدينة جديدة في صحراء القاهرة الشرقية. وعرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء الحي، واختار له اسم «هليوبوليس». وبالفعل اشترى البارون أراضي من الحكومة في عام 1905، في منطقة كانت تفتقر تماما إلى المرافق والمواصلات.

وحتى يستطيع جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر في إنشاء مترو، ما زال يعمل حتى الآن، وأخذ اسم المدينة، حيث كلف المهندس البلجيكي أندريه برشلو، الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة «مترو باريس»، بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة. كما بدأ في إقامة المنازل على الطراز البلجيكي الكلاسيكي العريق، بالإضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق، وبناء فندق ضخم هو فندق «هليوبوليس بالاس».

وقرر البارون إقامة قصر أسطوري لا يزال قائما إلى الآن، ويعد من معالم مصر الجديدة، وصمم بحيث لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخل جميع حجراته وردهاته، وهو من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق. وصممه مهندس فرنسي، يدعى ألكسندر مارسيل، كان يعرض تصميما لقصر يتبنى الطرازين الأوروبي والهندي، في معرض هندسي في باريس عام 1905، حيث أعجب به البارون واشتراه، ليكون من أولى البنايات التي زينت صحراء مصر الجديدة، وجمع مارسيل في تصميمه بين أسلوبين معماريين، أحدهما ينتمي إلى عصر النهضة، خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي، بقبته الطويلة المحلاة بتماثيل بوذا، وقد جلب رخام القصر من إيطاليا، والكريستال من تشيكوسلوفاكيا، ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12 ألف و500 متر، وانتهى بناؤه في عام 1911.