معرض للأثاث يعيد شارع المعز لأجواء القاهرة الفاطمية والعثمانية

احتضنه بيتا السحيمي والخرزاتي وحمام إينال الشعبي

TT

تجربة فنية ذات طابع خاص احتضنها شارع المعز الأثري بقلب القاهرة الفاطمية منذ أيام، تحت اسم «+20 Egypt Design»، حيث تم استخدام 3 من أقدم مبانيه التاريخية الغنية بالموروث الثقافي والجمالي لعرض منتجات مجموعة من المصنعين المصريين من مختلف القطاعات الصناعية مثل الأثاث والإضاءة والسجاد والجلود والمفروشات المنزلية والإكسسوارات، بهدف المزج بين كلاسيكية المكان وتشكيلات وتصميمات القطع المعروضة ذات الطابع «المودرن» والمعاصر.

وقامت المصممة العالمية الإيطالية باولا نافوني باختيار وتنسيق المنتجات المعروضة على امتداد الشارع الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 969 ميلادية، بمشاركة أكثر من 70 عارضا من بينهم 55 من المصنعين والمصممين المصريين من شتى أنحاء مصر. وحرصت المصممة الإيطالية على خلق سمات جمالية مشتركة في أسلوب العرض، بين الخلفية التراثية للمكان والمنتجات المحلية والعالمية المعروضة، لجذب المشاهد إلى خصوصية التجربة.

التصميمات التي تم عرضها هي نتاج ورش عمل نظمها المجلس المصري لتصدير الأثاث بالتعاون مع أشهر المصممين العالميين مثل: «Gum Design» و«Lucy Salamanca» و«Pier Andrei Associates» «Dod Arslan» وآخرين جنبا إلى جنب مع عدد من صغار المصممين المصريين لتنمية القيمة المضافة في المنتجات المصنعة لدى المصانع المصرية وتنمية قدرات صغار المصممين المصريين للابتكار من أجل الصناعة.

ففي حمام «إينال» الشعبي الذي شيد في العصر العثماني تم عرض مجموعة مبتكرة من الملابس لصغار مصممي الأزياء المصريين، وتمت الاستعانة بالكرسي المصري التقليدي في تشكيل إيقاع وأبعاد العرض، بطريقة مبتكرة وفريدة، بالإضافة إلى استخدام الكثير من المواد والحليات المختلفة.

أما سبيل السلحدار الأثري، فتم تخصيصه للمصممين الشباب والطلاب الذين يدرسون في آليات التصميم بالجامعتين الأميركية والألمانية بالقاهرة لعرض المراحل المختلفة لعملهم، بجانب عرض نماذج لوحدات إضاءة مصممة بواسطة صغار المصممين المصريين.

كما تم استخدام 3 منازل تاريخية رائعة في شارع المعز بالقاهرة بين المحلات والجوامع والمتاحف التي استضافت الحدث هي: بيت السحيمي، وبيت الخرزاتي، وبيت مصطفى جعفر، كمثال نادر على إمكانية التوظيف الجمالي للمساحات الفضاء في هذه المنازل، والاستفادة من أجوائها التراثية الساحرة.

التقاطع بين التاريخي الغابر والحديث والمعاصر، شكل مدارا حيويا للرؤية بين زوار المعرض، واعتبر كثيرون منهم هذه التجربة مدخلا حقيقيا لوضع مصر بطابعها الفريد على خريطة التصميم والصناعة العالمية.

يقول الفنان التشكيلي الشاب محمد شعبان: «هذا الحدث فريد بالفعل، فهو يتميز بطريقة وأسلوب عرض فريدين، من حيث المزج بين قيم الأصالة بطابعها الراسخ الرصين، وقيم المعاصرة التي تنحو نحو التجريب والابتكار، وبواسطة التوظيف الحيوي للمكان استطاع المعرض أن يشكل جسرا للتلاقي بين الماضي والحاضر، فنحن نشاهد تصميمات وقطعا حديثة من الأثاث، ووحدات من الديكور والإضاءة بعيون مشدودة لأجواء العصرين الفاطمي والعثماني، وكأن ملامح التكنولوجيا في المعرض وليدة هذين العصرين، أو لا تنفصل عنهما، وهذا في حد ذاته شيء جميل وجذاب، وأتمنى أن تتكرر التجربة في أماكن أثرية كثيرة، في القاهرة والمحافظات الأخرى».

ومن جهته يقول المهندس أحمد حلمي رئيس المجلس التصديري للأثاث إحدى الجهات المسؤولة عن المعرض: «نحن فخورون بالمولود الجديد الذي خلق أجواء إيجابية مذهلة لمختلف الثقافات والخبرات التي تتجسد في أشكال الهندسة المعمارية والتصميم والاتصال المرئي والتي أدت إلى تجمع مختلف الأطراف من المصنعين والمصممين والمعماريين والزوار المحليين والدوليين لمعرفة ظاهرة فريدة من نوعها في التصميم والصناعة والثقافة، فقد صنع هذا الحدث وسيلة جديدة للاتصال داخل مصر وخارجها».

وكشف حلمي عن أن المجلس بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة المصري والمركز الأوروبي للأبحاث والتصميم، مهد لهذا المعرض بتنظيم سلسلة من ورش العمل لمحاولة تحفيز ثقافة التصميم في مصر، حيث منحت هذه الورش أيضا الفرص للمصنعين المحليين والطلاب لتصميم منتجات مختلفة وجديدة؛ متعاونين في ذلك مع عدد من المصممين العالميين وعرض المنتجات الناتجة من ورش العمل في قاعة «Pireandrei Associates» و«Gumdesign Group»، علاوة على الكثير من المبادرات التي قام بها المجلس التصديري للأثاث لمساعدة المصنعين المصريين بتقديم منتجاتهم لاجتياز فحوصات الجودة المعتمدة من قبل مراكز الجودة الإيطالية والإنجليزية.

واعتبر حلمي هذا المعرض شهادة على حسن الجودة، مشيرا إلى أنها دائما من السمات الأساسية التي تحتويها منتجات الأثاث المصرية، ولكن تنوع واختلاف التصميمات هو ما يساهم وبشكل متزايد، في إعطاء مصر فرصة التميز عن غيرها من المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة، أما المزج بين كل من الحرفية التقليدية، والخبرة العالمية، بالإضافة إلى الريادة في التصميم، من شأنه وضع الأثاث الذي يحمل شعار «صنع في مصر» في طريقه ليصبح اسما عالميا شهيرا بتصميماته المبتكرة وجودته الفريدة.. وهو ما استهدفه هذا المعرض، على حد قوله.