«سوليدير» تفتتح «مركز بيروت للمعارض» بأعمال الفنان نبيل نحاس

اختار تكريم بيروت بعرض أهم ما أبدع من لوحات خلال 40 سنة

TT

في إطار النشاطات الثقافية والفنية التي تشهدها العاصمة اللبنانية بشكل عام ووسط بيروت بشكل خاص، افتتحت شركة «سوليدير» «مركز بيروت للمعارض» ليكون مكملا لمعالم الواجهة البحرية لهذه المدينة العريقة. ويهدف هذا المركز الذي يمتد على مساحة 1200 متر مربع إلى تنظيم المعارض لكبار الفنانين المعاصرين من جميع أنحاء العالم كي تستعيد بيروت مركزها كنقطة جذب لأهم الإنجازات الفنية والثقافية. ويمثل هذا المركز واحة ثقافية مشرقة لوسط بيروت، متوجا بذلك مرحلة من الإنجازات الثقافية ومؤسسا لمستقبل سيشهد خلاله قلب العاصمة كثيرا من المعالم الفنية والحضارية.

وتتميز الهندسة المبتكرة للمركز بواجهات مغلفة بألواح الألمنيوم المموجة التي تعكس المشاريع المعمارية التي ستشهدها تدريجيا واجهة بيروت البحرية الجديدة. وقد وضع تصميم «مركز بيروت للمعارض» المهندسان اللبنانيان مكرم القاضي وزياد جمال الدين مؤسسا شركة «ليفت» (L.E.F.T) الهندسية التي تمتلك رصيدا مهما من المشاريع العالمية.

ونظرا لأهمية هذا المركز، حرصت شركة «سوليدير» على افتتاحه بحدث استثنائي وهو المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي العالمي نبيل نحاس الذي أراد أن يكرم بيروت بالتفاتة نوعية تتمثل في عرض ما أبدعه من لوحات فنية خلال أربعين سنة من العمل.

وكان نحاس نشأ بين القاهرة وبيروت، ثم انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث حصل عام 1971 على إجازة في الفنون الجميلة من جامعة ولاية لويزيانا في مدينة «باتون روج» وماجستير من جامعة «يال» عام 1973. وتأثر نحاس بكبار الرسامين جعله يتخذ قرار الانتقال إلى نيويورك، حيث نجح في عرض أعماله التي نالت إعجاب النقاد، في أهم صالات العرض. مع العلم أن اعتماد نحاس الأسلوب التجريدي في لوحاته كان له الدور الأهم في استقطاب محبي فنه من خلال قدرته الدائمة على إعادة الابتكار وإدخال تقنيات مميزة في صقل معروضاته. وهو يعتمد في رسوماته على العناصر الهندسية والقوالب الزخرفية المستوحاة من التاريخ الغني للفن الإسلامي، لكنه في الوقت نفسه يعتبر من المتمرسين في التراث الغربي التجريدي؛ إذ يتمازج هذان القطبان في أعماله من خلال رسومات تتسم بألوانها الزاهية توحي بغنى الطبيعة والخيال. أما أهم ابتكارات نحاس فهو طريقة استخدامه نجوم البحر حيث يصبها في قالب من طلاء الأكريليك قبل أن يغمرها بطبقات من الألوان. وقد أدخل نحاس في آخر أعماله بطريقة مميزة وفريدة، أشكالا مألوفة من أشجار الأرز والصنوبر والزيتون التي يتميز بها لبنان تكريما لوطنه الأم.