50 ساعة من الموسيقى والعروض المسرحية المتواصلة في تونس

تعتبر مقدمة للبرامج التي ستحتضنها مدينة الثقافة

TT

في إطار إعطاء فكرة حول ما يمكن برمجته من أعمال ثقافية في المستقبل القريب بعد فتح مدينة الثقافة أمام المبدعين التونسيين، أقيمت خلال هذا الأسبوع بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات تظاهرة ثقافية حملت عنوان «50 ساعة موسيقى»، تم خلالها تقديم 50 عرضا فرجويا من مختلف الألوان الفنية.

وأشار محمد زين العابدين، رئيس وحدة التصرف في مدينة الثقافة، في ندوة صحافية، إلى أن التظاهرة تتضمن برمجة فنية ثرية موزعة على 50 عرضا، وهي تمثل تجربة نموذجية للعمل المستقبلي في مدينة الثقافة لاختبار كفاءة التقنيين والفنانين في التفاعل مع مختلف الوضعيات في عروض متنوعة تجمع بين الموسيقى والغناء والمسرح والفنون المرئية، فضلا عن معرض للفنون التشكيلية وآخر للنحت وصالون أدبي. وقال أيضا إنها خطوة تسبق الانطلاق الفعلي لمشروع مدينة الثقافة. وأضاف «نحن اليوم في حاجة إلى جمهور واع ومثقف ومتعلم لا يأتي للرقص والهستيريا. نحن نعمل على تقديم فنون راقية لم تكن متوافرة وسنراهن عليها».

التظاهرة أطربت الجمهور الذي صفق بحرارة للعروض المميزة، ومنها حفل توزيع جوائز أصوات تونس للأوبرا.. وشهدت المسابقة مشاركة 23 شابا، وحصل فيها هيثم الحذيري على جائزة الرجال، أما الجائزة النسائية فأسندت مناصفة بين هندة بن شعبان ويسرى ذكري. والجائزة كانت في حدود 5 آلاف دينار تونسي (نحو 4 آلاف دولار أميركي).

كما عرضت خلال اليوم الأول من هذه التظاهرة مسرحية «السيدة الخادمة» المقتبسة من عمل إيطالي يرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وهو العرض الذي أمنته فرقة الأوركسترا بتونس تحت قيادة التونسي رشيد قوبعة، وشارك فيه الفائزون في مسابقة الأوبرا دور الخادمة والثري. وفي المسرحية تحاول الخادمة بكل الطرق استمالة «السيد النبيل» الذي رباها كي يقبل بالزواج منها، وأن يعترف أمام الجميع بحبه لها، لكن كل ذلك تم عبر الموسيقى.

ومن خلال المزج بين الأوبرا والجاز والموسيقى الأندلسية تمكنت كثير من العروض من شد الانتباه، وذلك على غرار عرض «زرياب»، وهو عبارة عن أوبرات غنائية قدمها كل من خالد سلامة والمولدي حسين، وعلى الرغم من تقديم هذا العرض في تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، فإن الإعادة التي تمت بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات قد احتفلت بشكل مختلف بحلول أحد الرموز العربية في المجال الموسيقي بالقيروان وبحثه عن مغنين. العرض قدم مواجهة حامية الوطيس بين التيار المحافظ المعارض للغناء، والتيار المتفتح الذي يعطي للكلمة أكثر من معنى. المواجهة تمت على المسرح في شكل مشاهد فرجوية تراوحت بين الإنشاد الصوفي والغناء الوتري إلى جانب الأوبرا.

تضمنت التظاهرة أنشطة ثقافية أخرى متعددة امتدت على مدى 50 ساعة من العرض المتواصل الذي لا مجال فيه إلا لالتقاط الأنفاس ومواصلة ملاحقة العروض الأخرى من معارض للفن الحديث، وصالونات أدبية ومعرض للنحت، ورقص وطرب عربي وفنون فرجوية متنوعة، مثلت كلها «بروفات» أولى لما يمكن أن تقدمه مدينة الثقافة في تونس التي تم الإعلان عنها منذ سنة 1992 وستفتح أبوابها قريبا، وما إشاعته من فنون مرئية متنوعة جامعة لمختلف التعابير الثقافية. ويتوقع أن تكون المدينة الثقافية الجديدة منفتحة على كبار مدن الثقافة في العالم من خلال منشآتها، ومن أهمها مجموعة من المسارح ومكتبة سينمائية ومتحف وطني وسوق ثقافية إلى جانب مركز للبحوث الثقافية.