أسبوع باريس للخياطة الراقية ينطلق بعد أن تقلص إلى 3 أيام

الأزمة الاقتصادية ودعوات التقشف ضربت البذخ في الصميم

TT

ينطلق اليوم في باريس موسم عروض الخياطة الراقية لأزياء الخريف والشتاء المقبلين، ويستمر حتى الخميس المقبل، وسط أجواء يخيم عليها القلق بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وتعددت الدعوات في فرنسا، خلال الأسابيع الماضية، إلى التقشف في النفقات العامة، الأمر الذي يتناقض مع ما تعكسه الخياطة الراقية من رفاهية فاقعة وبذخ في الكماليات من الأُمور.

ورغم أن النقابة الوطنية المشرفة على تنظيم هذه العروض قد نشرت برنامجها الذي يضم أسماء بارزة في دنيا التصميم، فإن التشكك ما زال يحيط ببعض المواعيد، كما لوحظ حصر العروض في ثلاثة أيام فحسب، الأمر الذي يؤكد تراجع عدد من دور الأزياء عن وفائها للموعد الشهير عالميا، والعجز عن تأمين مجموعة كافية من التصاميم التي يحتاجها كل عرض، وهو أمر يتطلب نفقات تصل إلى الملايين.

وحسب روزنامة الموسم، فإن المصمم كريستوف جوس سيفتتح عروض الأزياء، كما سيختمها عرض للمصمم فالنتينو نهار الأربعاء المقبل، بينما يخصص نهار الخميس لتقديم مجموعات المجوهرات الراقية لعدد من الدور البارزة في هذا الفن، ومنها «بوشرون» و«شانيل» و«شوميه» و«ديور» و«ميليريو» و«فان كليف آند آربيل».

أما الحدث الأبرز في أُسبوع باريس للخياطة الراقية الذي تقلصت أيامه فيتمثل في عودة المصمم كريستوف لومير الذي ترك، قبل فترة، الإدارة الفنية لشركة «لاكوست» ليحل محل المصمم جان بول غوتييه لدى دار «هيرميس». وغاب لومير سبع سنوات ليعود في هذا الموسم، ليعرض مجموعته التي تحمل علامته التجارية الخاصة من الثياب النسائية والرجالية الجاهزة لربيع وصيف 2011. ونظرا لأن المجموعة لا تأتي في سياق الخياطة الراقية فسيجري تقديمها خارج البرنامج الرسمي للعروض.

الحدث الثاني الذي يترقبه عشاق الفخامة و«أسيرات الموضة» هو مجموعة دار «جيفنشي» التي صممها الإيطالي ريكاردو تيتشي المتخرج في مركز سانت مارتن المرموق في مدرسة الفن والتصميم في لندن. لكن المجموعة لن تقدم عبر عرض تقليدي على المنصة، بل من خلال مواعيد مسبقة مع الزبونات، يجري تحديدها في مبنى خاص يقع في ساحة «فاندوم». وهذه الصيغة في التواصل مع الزبائن تمتلك جاذبيتها الخاصة لأنها أكثر حميمية وتتيح لطبقة من سيدات المجتمع المخملي ونجمات السينما وأميرات العائلات الحاكمة رؤية ما يرغبنه من التصاميم الجديدة وراء جدران لا تتسلل إليها كاميرات الصحافة والأعين الفضولية.

ودفع الإقبال على هذه الصيغة من «العروض الخاصة» عدة دور إلى اعتمادها، مثل «ديور» و«مارتن مارجييلا».

وعموما، فإن التكهنات بموت الخياطة الراقية ليست جديدة، بل كان هناك من تنبأ بها قبل أكثر من عشر سنوات. لكن رغم انسحاب أسماء كبيرة من الساحة، فقد كان هناك مبدعون جدد ينضمون إليها، من اليابان ولبنان وبعض بلاد أُوروبا، بحيث حافظت باريس على موعدها الصيفي السنوي الذي ترسم من خلاله لأنيقات العالم موضة الشتاء الذي سيأتي. والحق أن الخياطة الراقية قد تحتضر، وهو احتضار سيدوم فترة طويلة على ما يبدو. ومن يدري؟ لعل الأزمة تنجلي وتستعيد الفخامة ازدهارها ويغتني الموسم بمواهب شابة تعيد للكماليات مكانتها «الضرورية» بين لوازم العيش.