أسبوع من مطاردة مشتبه به في بريطانيا ينتهي بانتحاره

أحيت القضية مخاوف من تكرار عمليات إطلاق النار بشكل عشوائي شبيهة بحالة راح ضحيتها 13 شخصا مؤخرا

أحكم الطوق على موات في محيط روثبيري خلال المطاردة التي تابعتها محطات التلفزيون البريطانية مباشرة وشارك فيها نحو 160 شرطيا (أ.ب)
TT

انتحر المسلح البريطاني الهارب راؤول موات بإطلاق النار على نفسه في وقت مبكر من صباح أمس (السبت) بعد مواجهة مع الشرطة استمرت 6 ساعات. وحاصرت الشرطة البريطانية موات (37 عاما) في وقت متأخر أول من أمس (الجمعة) وبدأت في التفاوض معه بعد مطاردة مثيرة استمرت أسبوعا.

وكان قد أطلق موات النار على صديقته السابقة سامنثا ستوبارت، 22 عاما، وقتل صديقها الجديد في هجوم في قرية بالقرب من نيوكاسل في شمال شرقي إنجلترا بعد ساعات من الإفراج عنه من سجن دورهام في شمال شرقي إنجلترا.

وأفادت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أن موات أطلق النار على نفسه بعد ست ساعات من المفاوضات المتوترة.

وقال التقرير إنه نقل إلى مستشفى نيوكاسل في نحو الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (الواحدة بتوقيت غرينتش) حيث أعلن عن وفاته لدى وصوله إلى المستشفى.

وتجري الشرطة تحقيقا في الوفاة. وأوضحت «سكاي نيوز» أن عناصر الشرطة لم يطلقوا النار خلال المواجهة كما لم يصب أي شخص آخر.

وكانت الشرطة طوقت مساء الجمعة راؤول موات (37 عاما) الذي كان يعمل حارسا لملهى ليلي، والملاحق بتهمة قيامه في بداية يوليو (تموز) الحالي وبعيد خروجه من السجن بقتل صديق عشيقته السابقة، وإصابتها وشرطي بجروح خطيرة في بلدة روثبيري شمال نيوكاسل (شمال شرقي إنجلترا).

والرجل أب لثلاثة أطفال. ويشتبه بأنه أطلق النار وقتل بسبب الغيرة من الصديق الجديد لعشيقته السابقة، وسبب لها جروحا خطيرة في غيتسهيد في ضاحية نيوكاسل. ويبدو أنه أطلق النار ببرود أعصاب ليل الثالث إلى الرابع من يوليو (تموز) على شرطي في دورية وسبب له جروحا خطيرة.

وأثارت مطاردة راؤول موات اهتماما بعد أن أطلقت الصحف عليه كل صفات «الرجل الشرير» من مدمن على المنشطات وصاحب سوابق واستخدام العنف في علاقاته العاطفية وجحوده تجاه أبويه، وإهماله لأطفاله، والتي أضافت إليها تهمة القاتل.

وأحكم الطوق على موات في محيط روثبيري خلال المطاردة التي تابعتها محطات التلفزيون البريطانية مباشرة وشارك فيها نحو 160 شرطيا (من الوحدات الهجومية والقناصة والوحدات الخاصة في سكوتلانديارد) بدعم من المروحيات والآليات المصفحة الخفيفة.

وبثت «بي بي سي» لقطات لهدف التقطته معدات الرؤية الليلية في نهاية عملية المطاردة تحت المطر. وقد سمع إطلاق عيار ناري وعواء كلاب.

وقال المفوض مارك دينيت إن الشرطة عثرت على رجل تتطابق مواصفاته مع راؤول توماس موات نحو الساعة السابعة مساء أول من أمس (الجمعة) على ضفة نهر في محيط روثبيري. وأضاف «عندما عثرنا عليه كان مسلحا وأُرسل خبراء مفاوضات تفاوضوا معه لساعات».

وأحيت القضية مخاوف من تكرار إطلاق النار بشكل عشوائي على عامة الناس من قبل لونر ديريك بيرد، الذي قتل 13 شخصا في إطلاق نار في منطقة ليك ديستريكت في شمال إنجلترا الشهر الماضي قبل أن يطلق النار على نفسه.

ونفت الشرطة، الحريصة على حماية رجالها، أن صديق سامنثا كان شرطيا، وذلك بحزم، موضحة أن سامنثا ستوبارت (22 عاما) كذبت على موات تحت ضغط تهديداته وضرباته بهدف إخافته. واتصل موات بالشرطة بسرعة كما لو أنه يريد توضيح موقفه. وقال لهم حينذاك «أنتم لا تأخذونني على محمل الجد».

ورد المفوض نيل أدامسن أمام الصحافيين «نحن نأخذك على محمل الجد». وقد أصبح هذا الضابط يتوجه مباشرة إلى الرجل الفار في كل مرة يظهر فيها على التلفزيون. وواصل موات محاولات الاتصال بتركه رسائل إلى الشرطة وإلى صديقته السابقة معبرا فيها عن أسفه لجرحها. ودعته صديقته عن طريق المفوض أدامسن، إلى الاستسلام.

وقد أوقفت الشرطة ستة أشخاص ساعدوا موات خلال فراره. ولم يصب أي شرطي بجروح خلال عملية المطاردة.

وأعلنت لجنة التحقيق المستقلة في الشرطة البريطانية أمس فتح تحقيق داخلي إثر انتحار موات.

وطلبت الشرطة من «اللجنة المستقلة للشكاوى» التابعة لجهاز الشرطة صباح السبت التحقيق في الحادث، كما تنص عليه القوانين لأن شرطيين اتصلوا بموات قبل مقتله.

وأعلن ناطق باسم «اللجنة المستقلة للشكاوى» أن التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كانت السلطات بذلت فعلا كل ما في وسعها لتفادي مقتل المشتبه فيه. وأوضح أن المحققين سيجمعون خصوصا شهادات أشخاص حضروا المفاوضات بين الشرطيين وموات.