مهرجان العدو أمام الثيران ينتقده مدافعون عن حقوق الإنسان وتعتز به مدينة بامبلونا

يدر على المدينة 74 مليون يورو في شكل عائدات سياحية

يبدأ الحدث بإطلاق صاروخ من شرفة مبنى بلدية المدينة وينتظره ما يربو على أربعة آلاف عداء من عدائي الثيران كلهم تقريبا من الرجال (أ.ب)
TT

ما زالت مدينة بامبلونا الإسبانية تحتفل بمهرجان العدو أمام الثيران الذي أصبح من معالم صيفها. ورغم التحذيرات من خطورة الوجود أمام الثيران والحوادث التي تسببت في مقتل 15 شخصا منذ عام 1924، ما زال المئات يشاركون في المهرجان السنوي، ربما حبا في المخاطرة وتعزيزا لأحد مهرجانات المدينة الشهيرة. وأكد مجلس المدينة في 100 ألف نشرة وزعها في بامبلونا أن «العدو أمام الثيران خطير جدا. يستطيع الثور قتلك»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وتقدم النشرة أيضا عدد من النصائح للمشاركين في المهرجان، منها: «إذا سقطت، فابقَ راقدا على الأرض حتى يمر القطيع»، كما ينصح المشاركون بمواصلة الحركة.

وخلدت رواية الكاتب الأميركي أرنست هيمنغواي «الشمس تشرق من جديد»، التي نشرت في عام 1926، المهرجان وتسببت في تحوله إلى حدث عالمي. وحسب وكالة الأنباء الألماينة فإن الحدث يجتذب مليون زائر للمدينة الواقعة شمال إسبانيا، والتي يقطنها 185 ألف نسمة، لمدة أسبوع لحضور الحفلات والاستماع للموسيقى ومشاهدة الثيران.

ويبدأ الحدث بإطلاق صاروخ من شرفة مبنى بلدية المدينة. وفي صباح اليوم التالي تطلق ستة ثيران من ثيران المصارعة، يزن الواحد منها 500 كيلوغرام، حرة في الشوارع الضيقة لوسط المدينة القديمة.

وينتظرها ما يربو على أربعة آلاف عداء من عدائي الثيران، كلهم تقريبا من الرجال، ويرتدون ثيابا تجمع بين اللون الأبيض والأحمر تكريما لراعي المدينة القديس فيرمين.

ويجري العداؤون الذين يعرفون باسم «موثوس»، والذين لا يتسلحون بأي شيء سوى صحف ورقية مطوية، إلى جوار الحيوانات أثناء قطعها مسافة 825 مترا لتصل إلى حلبة مصارعة ثيران محلية. ويتكرر المشهد كل صباح لمدة ثمانية أيام.

ورغم معارضة هيئات الرفق بالحيوان للحدث فإن المشاركين فيه يعتبرون أن مشاهدة الثيران وهي تعدو هو نوع من الفن، وبنفس الطريقة يعتبر مصارعو الثيران الإسبان المتحمسون مصارعة الثيران فنا أيضا.

ويتدرب كثير من «الموثوس» بصورة مكثفة ليكونوا قادرين على إظهار مهاراتهم في العدو، بينما يطلق على العدائين عديمي الخبرة وغير البارعين اسم «باتاس».

أما السائحون الذين يحرصون على زيارة المدينة في هذه الفترة بالذات فإنهم يعتبرون أن العدو أمام الثيران لا يمثل شيئا بخلاف كونه فرصة لرفع هرمون الأدرينالين. ويقوم بعضهم أحيانا بإثارة الثيران من خلال شد ذيول الثيران أو محاولة جذبها من قرونها، وهو ما يعرف بأنه «سيتسار التورو» (إثارة حنق الثور). ويمكن أن يؤدي إلى خروج الثور عن القطيع، ما يعرض حياة كل العدائين القريبين منه للخطر، بالإضافة إلى كونه عملا غير أخلاقي. ويؤدي هذا السلوك إلى إصابة المئات من العدائين والسائحين كل عام.

وتذكر المدينة أن المهرجان تسبب في مقتل أحد السياح العام الماضي، إذ اخترق قرن أحد الثيران رقبته ورئته، ما أسفر عن وفاته.

ويرى الكثيرون أن المنطقة التي قتل فيها السائح كانت السبب في مقتله، إذ إنه كان يقف على منحنى، وهي منطقة تصبح فيها الثيران على الأرجح منفصلة بعضها عن بعض في القطيع وتصطدم أقدامها بالألواح الخشبية التي تبطن طريقها.

ولكن وفاة السائح، الذي كان يدعى خيمينو، لم تجعل المدينة تفكر في إلغاء المهرجان، بل أصبحت تحذر السائحين من الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه خيمينو وتصدر لائحة بالإرشادات التي يجب اتباعها.

وردا على أي انتقادات يواجهها المهرجان قالت آنا إليزالدي، عضو مجلس المدينة المسؤولة عن العدو أمام الثيران، لوكالة الأنباء الألمانية: «عندما تجري ثيران المصارعة هذه في الشوارع فإنه من المستحيل أن لا ينطوي الأمر على أي خطورة».