مخرج لبناني يجسد بعض حكايات «ألف ليلة وليلة» على مسرح فلسطيني

بمشاركة 30 فنانا وفنانة من سبع دول

TT

جسد المخرج اللبناني الأصل نبيل الأظن مساء أول من أمس (الاثنين) مجموعة من روائع «ألف ليلة وليلة» على مسرح جامعة النجاح الوطنية المعمول على نظام المدرجات الرومانية القديمة باستخدام فنون الموسيقى والغناء والحكواتي والسيرك بمشاركة 30 فنانا وفنانة من سبع دول.

واختار الأظن حكاية «أنيس الجليس» إحدى قصص «ألف ليلة وليلة» لتكون هي العرض الأساسي للعمل الذي أطلق عليه «ليل الليالي» واستمع فيه الجمهور على مدار ما يقارب الساعتين ونصف الساعة إلى الرواية من أربعة حكائين دمجوا فيه اللغتين العربية والإنجليزية بمرافقة فرقة موسيقية عزفت ألحان الأبيات الشعرية التي تحتوي عليها الرواية وقدمتها مغناة الفنانة الفلسطينية إيناس الحاج.

وقال الأظن لـ«رويترز» بعد العرض «أنا أحب المزج بين الأعمال المسرحية المختلفة واستخدام لغات مختلفة من أجل التضامن ومعرفة الآخر. لدينا في هذا العمل فنانون من البرازيل وأميركا ولبنان وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وكينيا وفلسطين». وأضاف «أنا سعيد جدا أن يكون حفل إطلاق هذا العمل من نابلس» التي أجريت فيها «التمارين على هذا العمل قبل الانطلاق إلى باقي مدن الضفة الغربية، إضافة إلى أن العمل جار لترتيب مجموعة من العروض الخارجية لم تحدد بعد».

ويرى الأظن في هذا العمل نوعا من «التواصل مع التراث الإسلامي الخالد في وقت يصعب فيه أن نحافظ على هذا التراث الذي أرى فيه رمزا للحرية».

وأوضح المخرج أن إنجاز هذا العمل كان بمثابة تحد مزدوج يتمثل في عرض «ألف ليلة وليلة» في قالب مسرحي معاصر «تحد في شقه الفني يقتضي أن أتخيل هذه الحكايات في إطار يختلف تماما عن فن الاستشراق التقليدي وتحد في شقه الآيديولوجي يتيح لي أن أرفع النقاب عن وجه الإسلام المشرق الحامل بقوة المقاومة لكل أشكال الاضطهاد».

وكتب في تقديمه للعمل «ومن هذا التحدي المزدوج ولد حلم ما لبث أن تحول إلى تصور مسرحي متغير الشكل ومتعدد اللغات، ساحر ومسحور يقدم في الفضاء الفلسطيني أولا ثم في الفضاء المتوسطي بعد ذلك».

ويأخذ الأظن جمهور المسرح إلى بغداد حيث مكان الرواية بمجسم سفينة صنع من صناديق خشبية وشراع و12 بحارا يجدفون للوصول بها إلى بغداد، حاملة على متنها بطلي الحكاية علي نور الدين والجارية أنيس الجليس.

وقال الأظن «هذا العمل صمم للعرض في الفضاء الخارجي لأنه مرتبط بالمكان». ويتضح ذلك من طريقة نقل الجمهور من زاوية إلى أخرى في ساحات الجامعة قبل الوصول إلى قاعة المسرح حيث العرض الرئيسي.

ويستمع الجمهور إلى غناء عربي أصيل، وقام الملحن الفلسطيني وعازف العود عماد دلال بتلحين الأبيات الشعرية لهذا العرض والذي قال لـ«رويترز» بعد العرض «تلحين أبيات شعرية باللغة العربية الفصحى إضافة إلى أنها طويلة بعض الشيء كان صعبا جدا إضافة إلى أن الوقت محدود ولكني ما إن بدأت في البيت الأول حتى سارت الأمور على أكمل وجه».

ويشاهد الجمهور على وقع سرد الحكاية ألعاب سيرك قدمها محترفون من خلال حركات بهلوانية في الهواء، إضافة إلى عروض استخدمت فيها مشاعل النار دلت على مهارات فنية وقدرات كبيرة من خلال وضع النار على الجسد أو إطفاء مشاعل كبيرة باستخدام الفم.

ويعتبر هذا العمل الثاني للمخرج نبيل الأظن بالتعاون مع المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، فقد سبقه مسرحية «عقد هيلين». وقال جمال غوشة مدير عام المسرح لـ«رويترز» بعد العرض «نحن سعداء جدا بإنجاز هذا العمل بالتعاون مع المخرج نبيل الأظن وهذه تجربة جديدة بالنسبة لنا في المسرح الوطني، أن نقدم عملا يدمج مجموعة من الفنون في وقت واحد».

وأضاف «كما تعلم، العرض الأول يكون تجربة حية أمام الجمهور وسيمكننا من تلافي بعض الأمور التي حدثت هنا وهناك لتطوير هذا العمل بما يتناسب مع المكان الذي يعرض فيه. الفكرة في العمل أنه قائم على المكان الذي يعرض فيه».

ولم ينس مقدمو العمل تذكير الجمهور بالحالة الفلسطينية والذي بدا أنه خروج عن النص للإشارة إلى ما تعانيه من انقسام عند الحديث عن الجزء المتعلق بصرف الأموال في الحكاية لتتم الإشارة إلى أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه مجتمعان لمناقشة موضوع الوحدة الوطنية التي هي أهم من صرف فاتورة مالية». واختتم العرض بلوحة فنية راقصة شارك فيها الجميع من حكواتيين وأعضاء فرق الرقص.

وأبدى الجمهور إعجابه بما شاهده من عروض فنية متعددة، وقالت الشابة ريم صالح «العرض جميل جدا. كنا نسمع عن حكاية (ألف ليلة وليلة)، شكرا لكل القائمين على هذا العمل الذين مكنونا من مشاهدة جزء من هذه القصص على المسرح. أدعو الجميع لمشاهدة هذا العمل. لم نشعر بطول الوقت الذي استغرقه العرض». ومن المقرر أن تتواصل عروض هذا العمل ليقدم مساء اليوم مرة أخرى في نابلس قبل عرضه في رام الله والقدس في الأيام المقبلة.