بيوت العرافات في العراق لا تخلو من السياسيين والعانسات

عراقيون يطالبون باللجوء لـ«إخطبوط المونديال» لمعرفة رئيس الوزراء المقبل

TT

اعتادت العرافة أم علي أن تفتح أبواب بيتها للزائرين والزائرات بشـــــــــــــــــــــكل يومي لتقرأ للجميع مستقبلهم المرسوم، كما تقول، على كف اليد وربما على الخارطة المرسومة في قعر فنجان القهوة، التي تحسن صناعتها على نار هادئة. وأم علي واحدة من كثيرات امتهن قراءة المستقبل الذي بدا مجهولا لأغلب العراقيين وسط التغيرات الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد بشكل متواصل. وتولع كثير من العراقيين بالذهاب إلى قارئات الكف أو الطالع من الرجال والنساء.

وبعض قارئي الطالع من يؤكد لزائريه بأنه يستطيع أن يكشف السحر عن الساحر والبعض الآخر يكشف المستقبل المادي والأمني وربما السياسي أيضا، مثلما حصل مع أم علي التي أكدت أن شخصا جاء إليها في بيتها مع أفراد حمايته الذين يقارب عددهم الستة. وسألها الرجل عمن سيكون رئيسا لوزراء العراق المقبل. وتقول أم علي إنها لم تعرف كيف ترد على الشخص لكن شعورها بالخوف من هوية الزائر جعلها ترد بأن رئيس الوزراء المقبل سيكون نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته.

وتقول أم علي لـ«الشرق الأوسط»، التي زارتها في منزلها في حي الشرطة بعدما ذاع صيتها بأن كثيرا من العراقيين من بغـــــــداد وخارجها يقومون بزيارتها بشكل منتظم، «أنا لا أعرف شيئا عن الســــــــــــــــــياسة لكنني أعـــــــــــــــــرف أن هناك صراعا بين الفــــــــائزين في الانتخابات، وبما أن الحكومة الآن هي الأقــــــــــــوى قلت إن المالكي ســــــــــــــــيكون رئيسا للوزراء مرة أخرى».

لكن عددا من العراقيين ممن تابعوا مونديال كأس العالم لكرة القدم دعوا إلى اللجوء إلى الإخطبوط بول، الذي تنبأ بنتائــــــــــج مباريات كأس العالم وكانت توقعاته صحيحة. وطالب بعضهم بإرسال الإخطبـــــــوط بول إلى بغداد وأن يوضع أمامه كل المرشحين لرئاسة الوزراء ليختار من بينهم، لكي يعرف العراقيون من سيتـــــــــولى حكومتهم التي تأخر تشكيلها أشهرا طويلــــــــة منذ إجراء الانتخابات في السابع من مارس (آذار) الماضي. ويقول علي خليل وهو من أشد متابعي كرة القدم بأن غالبية أصدقـــــــــــــــائه اقترحوا إحضار الإخطبوط الكروي إلى العراق بعد طول الانتظــــــــــــار.

وبعيدا عن السياسة فإن بيوت قارئات الفنجان تمتلئ بكثير من النسوة الباحثات عن الزواج عسى أن تعثر في فنجان القهوة على عريس المستقبل. وتقول بتول عبد العزيز، ربة بيت وليس لها معيل ويقترب عمرها من الأربعين ولم تتزوج لحد الآن، إنها لم تستطع الارتباط بشخص وأن أحد أبناء عمومتها يريد الزواج منها، لكن «سحرا» أصابه فابتعد عنها. وتقول بتول إنها تريد أن تبعد «شبح السحر» لتتزوجه. وتؤكد أن إحدى العرافات قالت لها إن بإمكانها الزواج منه إذا اقتطعت خصلة من شعر رأسه وأتت بها إلى العرافة لتخيط الخصلة بشعر رأسها، وإنها فعلت ما أرادت العــــــــــــرافة لكن ابن عمهـــــــــا تزوج بامرأة أخرى.