كنوز و مقتنيات دوقة ديفونشاير تعرض للبيع في المزاد

يضم مفروشات من قصور العائلة الأرستقراطية جمعت على مدى 3 قرون

المزاد ضم مقتنيات متنوعة من قصور عائلة ديفونشاير الارستقراطية بدءا من المفروشات و حتى أكواب الشاي
TT

«كهف علاء الدين»، ذلك ما يطلقه العاملون في دار «سوذبي» على مزاد المفروشات المقبل والذي سيقام في قصر تشاتسورث العريق الذي تسكنه حاليا عائلة دوق ديفونشاير الثاني عشر. يقام المزاد على مدى 3 أيام ويضم عددا ضخما من المفروشات والمتعلقات التي وجدت في عدد من القصور الخاصة بالأسرة وستعرض للبيع بمقر قصر تشاتسورث في مقاطعة داربيشاير بشمال إنجلترا. ويقول دوق ديفونشاير الحالي إنه فوجئ عندما آل إليه قصر تشاتسورث بكم المفروشات التي يضمها المنزل والتي تكومت على مرور القرون وقرر أن يخلص القصر من الكثير من تلك القطع عبر إقامة مزاد ضخم يعود ريعه إلى الصيانة والتجديدات.

المزاد الذي يقام في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من 5 إلى 7 من الشهر، يضم 20 ألف قطعة تتراوح قيمتها التقديرية بشكل واسع ما بين 20 جنيها إلى 200 ألف جنيه استرليني، وهو ما يجعله مزادا ملائما لشريحة واسعة من الناس. يقول الدوق «عندما انتقلنا للعيش هنا وجدنا المخازن ممتلئة حتى إننا لم نستطع فتح أبواب بعضها». وقررت العائلة بأنها لا تحتاج إلى كل القطع المخزنة ومن هنا جاء قرار البيع.

وتتنوع القطع المعروضة ما بين اللوحات الفنية إلى صناديق النشوق، إلى المقاعد والعربات، إلى الطاولات والأرائك، إلى أبواب خشبية مزخرفة كانت جزءا من مفروشات عدد من القصور المملوكة للعائلة مثل ديفونشاير هاوس في بيكاديلي بلندن.

ويتوقع أن تجذب القطع عددا كبيرا من المهتمين بالتاريخ حيث إن هناك عددا منها كان بحوزة جورجيانا دوقة ديفونشاير، التي جسد فيلم سينمائي حديث قصة حياتها، وقامت بدور الدوقة فيه الممثلة البريطانية كيرا نايتلي. ولعل ذلك من أهم عناصر الجذب للقصر الذي شهد ارتفاعا في عدد الزوار بعد عرض الفيلم. ولكن القصر أيضا شهد تصوير عدد من الأفلام السينمائية التاريخية وهو يعتبر من أكثر الأماكن المفضلة لصانعي الأفلام.

ومن المتعلقات الخاصة بالدوقة جورجيانا في المزاد هناك مدفأة رخامية كانت بحجرة الصالون تقدر لها الدار سعرا ما بين 200 ألف إلى 300 ألف جنيه استرليني. والمعروف عن الدوقة أنها كانت مغرمة باقتناء الأشياء الثمينة وأنها كانت تحرص على متابعة آخر صيحات الموضة في أزياء عصرها وأنفقت في سبيل ذلك بسخاء شديد وهو ما أوقعها في الدين. ولعل ذلك أحد العناصر التي تتلاقى فيها مع ملكة فرنسا ماري أنطوانيت صديقتها المقربة. ويضم المزاد عددا آخر من القطع التي صنعت بناء على طلب جورجيانا، منها مقعدان مصنوعان من خشب الورد يقدر سعرهما ما بين 8000 إلى 12 ألف جنيه استرليني.

ويقع قصر تشاتسورث في وسط حدائق ضخمة، وبالتالي فإن الزائر للمنطقة يستطيع الاستمتاع بالحدائق والقصر العتيق بالإضافة إلى معاينة القطع المعروضة للبيع. والبيع في الأماكن المفتوحة أو التي ترتبط بقصور معروفة هو تقليد حديث اتبعته الدار حيث تمت إقامة مزاد الفن المعاصر في حدائق قلعة سادلي في شهر مايو (أيار) الماضي وفي العام الماضي أقامت مزادا للأعمال الفنية في حدائق قصر تشاتسورث. واحتضن القصر أيضا عددا من المعارض الفنية المعاصرة.

القصر يتميز من الداخل بالستائر الفخمة وأعمال رخام مصممة بطريقة معقدة وأعمال فنية مزخرفة ومكتبات شاهقة وغرف تناول طعام فخمة وقاعة أثرية وحديقة شاسعة. الجدير بالذكر أن المفروشات المعروضة كانت في أغلبها موجودة في ديفونشاير هاوس في بيكاديلي والذي كان المقر الرئيسي لجورجيانا وضم أفخم مقتنيات الأسرة بشكل يفوق ما يوجد في باقي قصور الأسرة. وفي عام 1920 تم هدم ديفونشاير هاوس في بيكادلي ونقلت جميع المفروشات وقطع الأثاث وحتى الأبواب إلى قصر تشاتسورث حيث احتلت مكانها في مخازن القصر. ولعل هذا ما يفسر تنوع القطع المعروضة في المزاد، إذ نجد فيها المكتبات الخشبية والأبواب والمقاعد واللوحات وأيضا الصناديق الخشبية والسجاد والأوعية وأدوات تناول الشاي.

ويتكلف دخول المنزل 25 دولارا وبعدها يسمح لك بالدخول إلى عالم الطبقة الارستقراطية البريطانية وبالعودة إلى القرن السادس عشر وما بعده حيث يؤرخ القصر لحياة الأسرة عبر القرون. وهو ما يؤكده دوق ديفونشاير الذي قال إنه خلال عملية اختيار القطع التي ستعرض للبيع وجد نفسه يعود لتاريخ مضى «وجدت نفسي أعود للوراء وأعيد زيارة تاريخ عائلتي عبر كل تلك القطع المتراكمة والتي ظلت بعيدة عن العيون لما يقارب المائة عام». ويشاطر هاري دالمني نائب رئيس مجلس إدارة الدار الدوق هذا الشعور فيقول «استكشاف العلية في قصر تشاتسورث أخذتنا إلى رحلة مدهشة.

فعبر معاينة آلاف القطع لتقدير صلاحيتها عرفنا الكثير من التاريخ الذي وجدت فيه تلك القطع لأول مرة وكان ذلك بمثابة تركيب القطع الناقصة في أحجية ضخمة».