فرقة «بوني إم» الأسطورية تغني وترقص في رام الله

واحدة من فرق عالمية كثيرة تشارك في مهرجان فلسطين الدولي

عضو من فرقة «بوني إم» تحيي المعجبين في رام الله (أ.ف.ب)
TT

تشارك الكثير من الفرق الموسيقية العالمية في مهرجان فلسطين الدولي للرقص ومن أشهرها فرقة «بوني إم» الألمانية التي اشتهرت في سبعينات القرن الماضي، وقدمت جميعها لوحات فنية راقصة في المهرجان الذي يعقد حاليا دورته الثانية عشرة، التي انطلقت في قصر الثقافة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، ويستمر حتى السبت.

ويظهر الحضور الكبير كل ليلة اهتماما فلسطينيا متزايدا في المهرجان الذي عادة ما يثير جدلا في أوساط المتشددين في الأراضي الفلسطينية الذين يعتبرونه ينافي العادات والتقاليد، لكن منظميه يردون بالقول إنه محاولة لنشر الوعي والثقافة وفك العزلة.

وقالت مديرة المهرجان إيمان الحموري «يحاول المهرجان في كل عام أن يفتح النوافذ على ثقافات العالم المختلفة، إنه محاولة لنشر الوعي الثقافي والفني وفك العزلة باتجاه التفتح والنمو والتنوير».

واختار المهرجان، الذي سيعرض أيضا في الخليل وبيت لحم وجنين وحيفا، تسليط الضوء على قضية شح المياه التي يعاني الفلسطينيون من نقصها بشكل متزايد كل عام بفعل سيطرة إسرائيل على مواردهم المائية وبيع مياه لهم أقل بكثير من احتياجاتهم.

وقالت حموري في كلمة الافتتاح «في كل عام يختار المهرجان رمزا أو فكرة ويلقي بظلالها على أمسياته وعروضه تأكيدا على ارتباطه بهموم الناس وقضاياهم.. وهذا العام اختار الماء كقضية لحيويتها وبعدها الحقوقي وتعبيرا عن رفضنا لمصادرة الاحتلال لمواردنا المائية والتحكم في كمية ماء الشرب لأصحاب هذه الأرض».

وافتتحت فرقتا «ليغاسي» الجورجية، و«الفنون الشعبية» الفلسطينية المهرجان برقصات واستعراضات متميزة، ولاقت العروض استحسانا كبيرا وصفق الحاضرون طويلا للفرقتين.

وبينما جسدت الفرقة الجورجية في رقصاتها تاريخ جورجيا في العصور القديمة والحديثة عبر رقصات منفردة وثنائية وجماعية حاكى بعضها معارك استخدمت فيها السيوف، قدمت الفرقة الفلسطينية لوحات تجسد نقص المياه في الأراضي الفلسطينية.

وقدم 50 راقصا وراقصة في فرقة الفنون 4 لوحات يظهر فيها الراقصون وهم يؤدون ما يشبه صلاة الاستسقاء قبل نزول المطر الذي يجري جمعه في بئر يتقاتل عليه الفلسطينيون والإسرائيليون.

ويشارك في المهرجان إلى جانب فرقتي «ليغاسي» و«الفنون الشعبية»، فرقة «دي مورسيا للفلامنكو» من إسبانيا، وفرقة «بوني إم»، والفرنسي من أصل جزائري الشاب فضيل، وطارق الناصر وفرقة «رم» من الأردن وفرقة باسل زايد «تراب»، وفرقة «قنديل»، وشادية منصور الفلسطينية الأصل البريطانية المولد والجنسية.

وقالت سهى البرغوثي رئيس مجلس إدارة مركز الفن الشعبي إن المهرجان يسعى إلى تطوير الحس الفني والثقافي الفلسطيني، وترسيخ مبدأ التعددية الثقافية، ومد جسور التواصل والتعاون مع دول العالم، من خلال الفن والرقص الإبداعي.

وأوضحت البرغوثي سبب اختيار إدارة المهرجان لقضية الماء من أجل تسليط الضوء عليها وقالت: «لقد تم اختيار قضية الماء لأهميتها، بسبب الوضع المائي الصعب الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني، وتراجع الحصص المائية التي يمنحنا إياها الاحتلال، والتي تراوحت مكانها على الرغم من الزيادة السكانية التي بلغت نحو 1.5 مليون نسمة في الضفة الغربية وقطاع غزة».

وأضافت البرغوثي: «الوضع المائي في فلسطين صعب وخطير جدا، حيث إن إسرائيل تستغل معظم كميات الأمطار التي تسقط في المناطق دون منحنا حقنا في ذلك حسب المعايير الدولية، التي أقرت أن نسبة استهلاك الفرد للماء يجب أن تبلغ 100 لتر يوميا، في حين أن الواقع أقل من ذلك بكثير».

وقالت هنا عواد من اللجنة الإعلامية للمهرجان «نعمل على كسر الحصار الثقافي المفروض من قبل الاحتلال على الفلسطينيين، ونعمل أيضا على كسر الحصار المفروض على الماء والدفاع عن حرية الفلسطينيين بالحصول على المياه الصحية والسليمة».

وأطلق مركز الفن الشعبي في منتصف الثمانينات أول نسخة من فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى، لكنه سرعان ما توقف بسبب الانتفاضة الأولى ومن ثم الثانية واستؤنف المهرجان قبل أعوام.

وقالت الحموري «صمد المهرجان في السنوات السابقة بوجه الاحتلال الذي لم يوفر أي محاولة لإفشاله وذلك بتصعيب دخول الفرق العربية أو منعها من الدخول» وأضافت «وجاءت إجراءاته هذا العام أكثر اضطهادا إذ قام بتصعيب وتعطيل دخول الفرق الأجنبية أيضا».

ويرفض فنانون عرب الحضور إلى رام الله حتى لا يتهموا بالتطبيع، وأعربت حموري عن أسفها لعدم مشاركة الفنانين العرب في فعاليات المهرجان، وقالت إن المهرجان يندرج ضمن المشروع الثقافي الفلسطيني، الهادف إلى حماية تراثنا الوطني، المهدد بالاغتيال من قبل الاحتلال، إضافة إلى كسر العزلة، وتذليل العقبات والمضايقات المفروضة على الشعب الفلسطيني، وخلق الفرح وإشاعته بين المواطنين.