3 ملايين شخص تابعوا سهرات «مهرجان الدار البيضاء».. وأبرز الحضور رشيدة داتي

رمى أشخاص على الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي قنينات مياه.. وردت «لست عطشانة»

رشيدة داتي تتوسط عمدة الدار البيضاء محمد ساجد، ونزهة الصقلي وزيرة الأسرة («الشرق الأوسط»)
TT

قال منظمو الدورة السادسة من «مهرجان الدار البيضاء» إنه استقطب هذه السنة زهاء 2.8 مليون شخص منهم أزيد من 400 ألف من سكان الدار البيضاء، وشارك فيه حشد من الموسيقيين الأجانب. ومما شجع الجمهور أن الحفلات كانت مجانية في الهواء الطلق وفي عدة أمكنة من المدينة التي تعتبر أكبر مدن المغرب.

وكان من بين الأمور اللافتة هذه السنة، حضور رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية السابقة وعضو البرلمان الأوروبي، وهي من أصول مغربية، «مهرجان الدار البيضاء». واحتشد حولها جمهور من الفضوليين وشرعوا في التقاط صور معها، وحرصت داتي التي كانت ترافقها نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة ومحمد ساجد عمدة الدار البيضاء، على متابعة وصلات غنائية أداها مغني «الهيب هوب»، المغربي مسلم علي في منطقة بن مسيك. وأدى الفنان أغاني من ألبوماته تتميز بالجرأة، وفي إحدى أغانيه يقول مسلم: «قل ورأسك مرفوع أنا مسلم ولست إرهابيا، قل ورأسك مرفوع أنا مسلم ولست انتحاريا...».

ويقول الفنان مسلم إن مواضيع أغانيه ربما لا تعجب البعض، وأضاف: «أنا لست من طينة الفنانين الذين يغنون أغاني عاطفية أو تلك التي يرقص عليها الجمهور، أغانيّ دائما مع قضايا الشعب وتعالج ما يهم الشباب المغربي».

وفي اليوم الثاني للمهرجان شهدت خشبة «لاكورنيش العنق» حفلا حضره جمهور غفير، حيث غنت فيه فرقة «ناس الغيوان» و«المشاهب» و«جيل جيلالة»، واستعادوا ذكريات المد اليساري الذي ساد المغرب خلال الستينات والسبعينات. وأبان الحفل عن رسوخ أغاني مجموعات السبعينات والثمانينات في ذاكرة المغاربة، لوحظ أيضا التجاوب الكبير للجمهور مع هذه الفرق، حيث ظل الجمهور يتابع الحفل حتى الفجر.

في اليوم الثالث شهد حفل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي الذي حضره أزيد من 250 ألف شخص، بعض التوتر عندما رمى أحد الأشخاص قنينات مياه بلاستيكية على المطربة اللبنانية، فغضبت وقالت إن الذي رمى القنينة ليس مغربيا، لكنها استدركت قائلة إن الذي رمى القنينة ظن أني عطشانة، وشربت قليلا من ماء القنينة، وقالت إنها تثق في جمهورها وتحب المغرب كثيرا، ولم تمر سوى دقائق، حتى رميت قنينة أخرى عليها وركلتها المطربة اللبنانية، وقالت موجهة حديثها إلى الشخص الذي رمى القنينة «لست عطشانة» وأضافت: «شربت الكثير من الماء هذا اليوم».

وأدى الحادث إلى إيقاف ثمانية أشخاص، وطوق العشرات من رجال الأمن مقدمة المنصة وجوانبها لإيقاف عملية رشق المطربة اللبنانية بالقنينات البلاستيكية. ولم يعرف سبب غضب الجمهور، لكن المنظمين قالوا إنه حادث معزول مستدلين بحضور نحو ربع مليون لسهرة الفنانة هيفاء وهبي.

وفي اليوم الرابع والأخير كانت منصة ساحة الراشيدي مسرحا لعروض فنية ورقصات أداها كل من الفنانة الفرنسية من أصول مغربية زهرة هندي، وفرقة الفيزيون المغربية «مازاغان»، ومغني موسيقى الكناوة حميد القصري، وعلى عكس السهرات الأخرى قضى الجمهور البيضاوي سهرة هادئة تلك الليلة، استمتع فيها عبر موسيقى بمختلف اللغات، ولم يعكر صفوها أي حادث، ولوحظ أنها كانت أكثر تنظيما وحتى الجمهور كان منضبطا بشكل كبير.

وطوال أربعة أيام من عمر المهرجان استضافت المنصات الضخمة التي نصبت في خمسة مواقع مختلفة من المدينة نحو أربعين حفلا موسيقيا أحيته 24 فرقة غنائية مغربية و12 فرقة غنائية أجنبية، وبلغ عدد الفنانين نحو 400، وبالموازاة مع ذلك أقام المنظمون أزيد من 60 نشاطا فنيا وثقافيا وفكريا جال مختلف أحياء المدينة، إذ نظمت مسابقات في رقصة «البريك دانس»، بالإضافة إلى تنظيم معارض للرسم وأمسيات شعرية ومشاهدات لفن الفيديو.

وشارك هذه السنة فنانون عالميون في المهرجان، مثل الأميركي من أصل جامايكي شين بول والأميركية ميسي إليوت واللبناني جاد الشويري والفرنسي من أصل مالي أوكسمو بوتشينو والفنان المغربي مسلم وحاتم إيدار، وفرق «ناس الغيوان» و«المشاهب» المغربية وغيرها. والفرقة المغربية «واش من هيت»، وفرقة «جيل جيلالة» والفنان الأميركي لي فيلدز و«ذي اكسريشن» ورباب فيزيون المغربية.

يذكر أن دورة هذه السنة شهدت أيضا تنظيم ما أطلق عليه «نزه فنية»، وهي عبارة عن حفلات راقصة في فضاءات لم يعتد الجمهور عليها، وعرفت فضاءات مثل أدراج البرجين التجاريين «التوين سينتر» وممر «سوميكا» حفلات غنائية لأول مرة، إضافة إلى تنظيم لقاءات أدبية وثقافية في حديقة مدرسة الفنون الجميلة.

وعرفت الدورة السادسة لـ«مهرجان الدار البيضاء» أيضا قبل العروض الموسيقية تنظيم حفل افتتاح ضخم في الهواء الطلق تحت عنوان «ساحة الملائكة» قام به فنانون وبهلوانيون من «استوديوهات مارساي» الفرنسية، وشاهد الحفل الذي طاف بأهم شوارع وسط مدينة الدار البيضاء الآلاف، بالإضافة إلى عرض لمخلوقات غريبة وضخمة وحيوانات طائرة في الهواء تنثر ريش الطيور على الجمهور. وقال المنظمون إنهم سعوا من خلال ذلك إلى التواصل مع أكبر عدد ممكن من السكان، وأن يكون أيضا من حق الأحياء الشعبية مشاهدة فنانين لا يرونهم إلا على شاشات التلفزيون.