توقيع أول ميثاق سعودي اجتماعي يستهدف 100 ألف أسرة في مختلف المناطق

يهدف إلى تعويد أفراد المجتمع الجدد على الالتزام بالقوانين

صورة للشخصية الكرتونية «سعفة»
TT

نتيجة لارتفاع نسبة الجرائم داخل الأسرة، وصدور أحكام قضائية في أكثر من محكمة في السعودية على آباء وأمهات متورطين في تعذيب أطفالهم، أو غيرها من القضايا الإنسانية، وقعت عدد من الأميرات وسيدات المجتمع السعودي على النسخة الأولى لأول ميثاق سعودي يحمل اسم «ميثاق سعفة الأسري» الذي يستهدف نحو 100 ألف أسرة سعودية في مختلف مناطق المملكة، وذلك كباكورة أعمال أكبر مشروع وطني توعوي تتبناه الأميرة صيتة بنت عبد العزيز.

ميثاق سعفة الأسري الذي يعد وثيقة وطنية اجتماعية يتضمن عدة بنود، من ضمنها مفهوم الأسرة قبل الزواج والعلاقة بين الزوجين وعلاقة كل من الوالدين والأبناء بعضهم ببعض، إلى جانب الأسرة الصغيرة بالأسرة الكبيرة «الوطن».

وجاءت مراسم التوقيع، بعد أن اطلعت الحاضرات على الميثاق، في حفل خاص أعلن فيه عن الرؤية العامة للميثاق وأهدافه الأسرية، في حين بادرت الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين بالتوقيع على الميثاق بعد أن أبدت إعجابها بأهدافه الاجتماعية، مشددة على ضرورة تفاعل المجتمع السعودي مع مفردات الميثاق، في إحداث تغييرات إيجابية على مستوى الأسرة، والدور الكبير الذي تضطلع به مؤسسات المجتمع المدني، والقطاعات الأهلية في دعم هذا المشروع الحيوي.

وأضافت قائلة: «إن ما تضمنه الميثاق، يمثل نموذجا أخلاقيا وتربويا، مستمدا من الشرع الحنيف، والقيم النبيلة، والأهداف التربوية، التي تحفظ للأسرة كرامتها، وكينونتها، ورفاهيتها».

فيما اعتبرت الأميرة نورة بنت عبد الله بن محمد، المشرف العام على مشروع «سعفة» دعم الأمراء والأميرات، وسيدات المجتمع السعودي، وموافقتهم للتوقيع على ميثاق سعفة الأسري، تعبيرا عن مسؤولية كل أسرة في السعودية، من خلال المشاركة في كل المشاريع الوطنية والاجتماعية، التي تعزز دور الفرد والأسرة في نماء مجتمعه وأمنه ورفاهيته.

ويتضمن ميثاق سعفة الأسري مشاركة فاعلة من المجتمع السعودي، في تحقيقه كميثاق شامل للأسرة، وذلك بمشاركة خبراء مختصين في العلوم السلوكية، والإنسانية، والتربوية، كما سيتضمن جوائز للأسر التي قدمت تجارب مميزة بعد اعتمادها للميثاق كسلوك يومي وحياتي، وفق آلية وتقييم من قبل لجنة من المحكمين والمقيمين المتخصصين في هذا المجال.

كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة أن ميثاق سعفة الأسري يتجزأ إلى جزأين أولهما الجانب الأكاديمي، بينما يتمثل الجزء الثاني في مشاركة المجتمع لوضع بنود وملاحظات عليه، لافتة إلى أن تلك الخطوة تستمر قرابة 3 أشهر ليتم فيما بعد توقيع المسودة النهائية له ومن ثم توزيعها على كافة شرائح المجتمع بالسعودية سواء يدويا أو إلكترونيا بهدف تقييمها لمدة عام كامل من بدء توزيعها.

وتنبع الفكرة الرئيسية لميثاق سعفة من سن عدة قواعد أسرية جديدة متوافقة مع الشريعة الإسلامية والعادات التي نشأ عليها المجتمع، والمتلخصة في أن تربية الأبناء لا تعني كساء وإطعاما وإنما تعتبر مهمة صعبة تتمثل في غرس القيم والمعايير التي يجب أن تقوم بها الأسرة.

وتتضمن أهداف الميثاق تنظيم شؤون الأسرة السعودية عبر الجوانب الاجتماعية والأمنية والاقتصادية وذلك من خلال خلق عدد من القوانين المكتوبة والموقع عليها من قبل الأفراد لتطبيقها بما يعود بالنفع على الأسرة، وإشاعة مفهومها المتكافل من خلال الميثاق الذي يسعى بدوره لجمع مليون توقيع والتكريم السنوي لأفضل خمس أسر سعودية ناجحة وملتزمة بتطبيق الميثاق.

كما يهدف الميثاق إلى المساهمة في بناء مجتمع منضبط بعدد من البنود الوطنية الاجتماعية للحد من المشاكل الناتجة عن الخلافات والتفكك الأسري، والبحث مجددا عن إعادة مفهوم الترابط الأسري بعد أن تعرض لهزّات عدة في ظل التطورات السريعة التي تمر بالعالم اليوم، وإيجاد دور جديد للأسرة داخل المجتمع يهتم بالتنشئة الصحيحة وذلك بما يساعد على تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز الانتماء والولاء للوطن.

ويعمل ميثاق سعفة الأسري على ترسيخ مفاهيم جديدة داخل الأسرة من خلال تقديم حلول جديدة وعصرية يمكن من خلالها التغلب على كثير من المشكلات اليومية، ومنح الفرصة لعدد من المهتمين في علم الاجتماع لتوسيع ميادين دراساتهم بالاعتماد على النتائج المرحلية والنهائية للميثاق وذلك عن طريق كمية من المعلومات التي يمكن أن يقدمها أو حتى في الحصول على تفاصيل جديدة لم تكن متاحة في إطار المسح الشامل.

ويسعى الميثاق من خلال أهدافه إلى تعويد الأفراد الجدد في المجتمع أو الجيل القادم للأسرة السعودية على الالتزام بالقوانين وتشكيل ذلك كقاعدة فطرية تبدأ أولا من تطبيق بنود الميثاق الأسري والالتزام بما جاء فيه.