أهوار جنوب العراق.. الطيور تهجرها والسينما تعود إليها

مهرجان الأفلام التسجيلية في الناصرية يفتح أبوابه أمام النساء

جمهور الأهوار يتابع أحد الأفلام التسجيلية («الشرق الأوسط»)
TT

يواصل مهرجان السينما المتنقلة عروضه في أهوار جنوب العراق ويقام بدعم من فريق الإعمار الأميركي في محافظة ذي قار التي مركزها الناصرية. فمن أهوار الجبايش التي تم بها العرض الأول إلى أهوار أم الودع كان أهالي الأهوار يتسابقون للوقوف أمام الشاشة الكبيرة التي حطت وسطهم في غفلة من الزمن، كما يقول أبو علي، أحد الحاضرين في هذا العرض.

وقال الكاتب المسرحي علي الزيدي، منسق المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في أهوار جنوب العراق، فالعروض السينمائية التسجيلية كانت بعيدة عن هكذا مناطق». وأضاف: «حضر هذه العروض الكثير من الفئات العمرية منهم من لم يشاهد السينما من قبل، وإن العروض اختلفت بين المضايف والديوانيات والساحات العامة»، وتم خلال المهرجان عرض فيلم «استشهاد هور الجبايش» وبين مخرج الفيلم، علي الشيال، لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه التجربة ستستمر للأيام القادمة وذلك بعد أن لاحظنا النجاح من خلال اتصالات أبناء الأهوار وهم يطالبوننا بعرض الفيلم في قراهم». وزاد: «إن تجربة السينما التسجيلية المتنقلة خطوة إلى إعادة روح المشاهدة الجماعية، وخصوصا أن مدن الجنوب ومنذ عام 2003 لم تشهد أي عرض جماهيري وذلك بسبب غلق دور العرض السينمائي».

الجمهور كان من فئات عمرية مختلفة وكان لنساء الجنوب حضور في هذه العروض.. أم جاسم (60 عاما)، إحدى الحاضرات في المهرجان، قالت: «كنت ومنذ زمن بعيد أسمع عن السينما لكنني لم أحضر أي عرض طوال عمري، وذلك بسبب العادات والتقاليد التي تقيدنا نحن نساء الأهوار»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم تحققت أمنيتي وخصوصا أن العرض الأول كان مخصصا للنساء فقط».

وقال عدنان النجم، أحد الحاضرين في العرض المخصص للرجال: «كنت من بين الواقفين في الحشد، غير أنني فضلت الانزواء بعيدا بحيث أتمكن من مراقبة الشاشة الكبيرة المنصوبة في الشارع العام، وكنت أسمع همهمة الرجال كما لو كان البكاء صمتا، كون الفيلم المعروض حاكى معانات أبناء الأهوار التي هجرتها حتى الطيور بسبب الجفاف».