صناع السينما يعودون إلى باريس

بسبب الإعفاءات الضريبية للأفلام

ليوناردو ديكابريو في مشهد من فيلم إنسبشن الذي صور في باريس (أ.ب)
TT

عاد الكثير من مخرجي هوليوود إلى مدينة النور لتصوير أفلامهم، فباريس لم تعد فقط المدينة التي يتم اللجوء إليها لتصوير بعض المشاهد فقط، ولكنها الآن بفضل تخفيضات ضريبية كبيرة أصبحت نقطة جذب واضحة لصناع الأفلام.

ويوجد المخرج الأميركي وودي ألن هناك حاليا لتصوير مشاهد فيلمه الجديد «ميد نايت إن باريس» الذي تشارك فيه السيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني. وكذلك المخرج العالمي مارتن سكورسيزي.

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد تلقت هذه المدينة نزهة سينمائية رئيسية مع الإطلاق العالمي لمجموعة الخيال العلمي «إنسبشن»، وتستعد الآن لمزيد من النشاط السينمائي في ظل تصوير 20 فيلما مطولا في باريس العام الحالي.

ويأتي هذا النشاط في صناعة الأفلام بعد عام 2009 الذي كان يفتقر إلى البريق، ويرجع السبب وراء هذا النشاط جزئيا إلى تخفيضات ضريبية جديدة بلغت نسبتها 20 في المائة تم تقديمها للأفلام الأجنبية والأعمال التلفزيونية، حسبما يقول المسؤولون في صناعة السينما.

وتم تقديم هذه التخفيضات الضريبية، بحد أقصى 4 ملايين يورو (5.2 مليون دولار)، العام الماضي لتوافق خطة مماثلة في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ما جعلها مواقع أكثر جاذبية من فرنسا.

وقال فرانك بريوت من هيئة «فيلم فرنسا»، وهي هيئة تمولها الدولة وتسعى إلى جذب مشاريع الأفلام العالمية: «لقد حقق الخفض الضريبي هدفه بصورة كاملة».

وقال إن هذا الهدف هو «إحداث نشاط اقتصادي وتمكين صانعي الأفلام الأجنبية من تصوير أفلام عن فرنسا داخل فرنسا وعدم محاكاتها في أي مكان آخر». لكنه لم يشر بصورة مباشرة إلى فيلم الحرب «إنغلوريوس باستردس»، الذي أخرجه تارانتينو عام 2009.

وفي العام الماضي، كان الفيلم الأميركي الرئيسي الوحيد الذي كان تم تصويره في باريس هو «إنسبشن»، الذي صوره المخرج الإنجليزي كريستوفر نولان في العاصمة الفرنسية في أسبوع واحد فقط خلال الصيف.

لكن من المخطط تصوير ثلاثة أفلام رئيسية أميركية خلال هذا الصيف.

وبدأ ألن تصوير أحدث أعماله الأسبوع الماضي، مع لعب سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني ساركوزي أول دور رئيسي لها في فيلم تدور أحداثه في تسعينات القرن الماضي.

وعلى الرغم من طاقم النجوم الذي يشمل ماريون كوتيلارد الحاصل على جائزة أوسكار، والممثلين الأميركيين أوين ويلسون وكاثي بيتس، ركزت الدعاية الأولية لفيلم «ميد نايت إن باريس» على الظهور الأول لعارضة الأزياء التي أصبحت مغنية على الشاشة الكبيرة.

وفي الشهر المقبل، يبدأ سكورسيزي، المخرج الذي حصل على جائزة الأوسكار وقاد روبرت ديو نيرو إلى مرحلة النجومية في فيلم «تاكسي درايفر»، تصوير فيلم «ذي إنفينشن أوف هوغو كاربت» (أو اختراع هوغو كاربت)، الذي تدور قصته حول صبي يعيش بصورة سرية في جدران محطة قطار في باريس في ثلاثينات القرن الماضي.

وستقضي نجمة البوب الأميركية مادونا 3 أيام في باريس خلال شهر أغسطس (آب) المقبل لتصوير جزء من فيلمها «دبليو إي»، الذي يدور حول ملك بريطانيا إدوارد الثامن والمطلقة الأميركية التي تنازل من أجلها عن العرش عام 1936.

وعلى الجانب الآخر، قامت شركة الإنتاج السينمائي الأميركية «باراماونت» بالاستعانة بمؤثرات خاصة لفيلم «ثور» من الشركة الفرنسية «بوف».

واستفاد 22 فيلما بالفعل من هذه الحوافز الضريبية، مما يقود إلى 330 يوما من التصوير السينمائي وإنفاق 100 مليون يورو على أطقم العاملين، وفقا للأرقام الصادرة عن صناعة السينما.

وقال تييري دو سيغونزاك، الذي يترأس اتحاد صناعة السينما الفرنسية «فيكام»، إنه يعتقد أن هذه التخفيضات الضريبية من الممكن أن ترفع إنفاق شركات الإنتاج الأجنبية إلى 200 مليون يورو في العام.

وقال فرانك بريوت إن الحوافز الضريبية الجديدة تعد قيمة مضافة لما قال إنه دولة مثالية لتصوير الأفلام.

وقال: «في فرنسا، لديك نجوم دوليون، وأطقم عمل دولية تحظى بالإعجاب في جميع أنحاء العالم، إنها دولة تبهر العالم بأسره... والمؤثرات الخاصة واستوديوهات الصور المتحركة بنفس مستوى (بيكسار) أو (دريمووركس)».

ومع ذلك أقر بأن فرنسا تفتقر إلى استوديوهات سينمائية ضخمة مثل «بابلسبرغ» في برلين، أو «باينوود» في لندن.

وسيتم سد هذه الفجوة عندما يفتح أول استوديو حديث وضخم في فرنسا، الذي أطلقه المخرج لوك بيسون، أبوابه في ضاحية سان دوني في باريس عام 2012.