قرار برلمان إقليم كاتالونيا بمنع مصارعة الثيران يثير ردود فعل غاضبة

يسدل الستار على عام ونصف من الجدل والتوتر بين المؤيدين والمعارضين

ابتهج مؤيدو منع مصارعة الثيران بالقرار وتعالت أصوات التصفيق والتهنئة، بينما قوبل القرار من قبل محبي مصارعة الثيران بالحزن العميق (ا.ف.ب)
TT

أثار قرار برلمان إقليم كاتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، يوم الأربعاء، بمنع مصارعة الثيران في الإقليم، ردود فعل عنيفة من قبل مؤيدي هذه المصارعة، وانتشرت الشرطة في الشوارع تحسبا لحدوث مواجهات بين المؤيدين والمعارضين، بعدما صوت برلمان كاتالونيا بأغلبية 68 صوتا مقابل 55 صوتا، وامتناع تسعة عن التصويت.

وقد صوت لصالح القرار أغلب الأحزاب المحلية، مثل الحزب الجمهوري الكتلاني وحزب الخضر الكتلاني، بينما عارضه الحزب الشعبي، وترك الحزب الاشتراكي وحزب التقارب والاتحاد لأعضائهما حرية الاختيار.

وقد ابتهج مؤيدو منع مصارعة الثيران بالقرار وتعالت أصوات التصفيق والتهنئة، بينما قوبل القرار من قبل محبي مصارعة الثيران بالحزن العميق، حتى إن بعضهم أجهش بالبكاء. وأخذ مؤيدو المصارعة بالهتاف أمام البرلمان المحلي: «إنهم خونة، إنهم خونة»، وقابلهم مؤيدو منع المصارعة بهتافات: «برشلونة ضد الثيران. أوي. أوي. أوي» للدلالة على البهجة والسرور.

وقبل تصويت البرلمان انتقدت «آنا مولا»، وهي مسؤولة المبادرة الشعبية من أجل منع مصارعة الثيران، أولئك الذين يقولون إن مصارعة الثيران جزء من الفن، وقالت: «إن الفن الحقيقي يساهم في خلق الحياة لا أن يقتلها... إنها اللحظة التي نستطيع فيها أن نرسل رسالة من أجل الشفقة بهذا الحيوان».

وبعد معرفة نتيجة التصويت أعربت اليثيا سانغيث رئيسة الحزب الشعبي في كاتالونيا عن امتعاضها الشديد وقالت: «إنه يوم حزين في كاتالونيا»، واتهمت الحزب الاشتراكي وحزب التقارب والاتحاد بأنهما قد ساهما في تمرير القرار عندما قررا ترك حرية الاختيار لأعضائهما، وقالت: «من غير الممكن لأي حزب أن يتخذ قرارا (مع وضد) في آن واحد، في مسألة مهمة مثل مصارعة الثيران»، وأضافت أنها ستتقدم إلى مجلس النواب الإسباني باقتراح كي يعتبر مصارعة الثيران جزءا من التراث الإسباني ولا يحق للبرلمانات المحلية التدخل في شؤونه.

وعلق رافائيل لونا من الحزب الشعبي، وهو من مؤيدي مصارعة الثيران، بأن «بني الإنسان هم وحدهم الذين يتمتعون بالحقوق وليس الحيوانات».

وفي مقابل هذا، من جهة المبتهجين، لم يخفِ جوان بيغثيركوس، رئيس الحزب الجمهوري الكتلاني، سعادته البالغة بعد معرفته نتيجة التصويت، وقال: «كل البيولوجيين يؤكدون أن الحيوان يتألم ويعاني، ولهذا فإن نتيجة التصويت تعتبر انتصارا للأخلاق... لنعمل على خلق مجتمع إنساني يحترم الجميع، وهذه رسالتنا إلى أجيالنا القادمة».

وأعرب فرانثيسكو بانو، رئيس حزب الخضر الكتلاني، عن سروره أيضا وعلق: «بعيدا عن وجهات النظر المؤيدة والمعارضة، فإن اللون الأحمر يعني الدماء، واللون الأخضر يعني الفن والحياة، وهذا اللون الأخير استطاع أخيرا أن يحقق هذا الإنجاز الكبير لكاتالونيا».

وعلى الرغم من أن حزب التقارب والاتحاد ترك لأعضائه حرية التصويت، فإن أغلب أعضاء الحزب صوتوا لصالح المنع، ومنهم رئيس الحزب ارتوب ماس، وامتنع أيضا بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الكتلاني عن التصويت مثل أنتوني كاستيلس مسؤول الشؤون الاقتصادية للحزب.

وبهذا المنع يسدل الستار على عام ونصف من الجدل والتوتر في الساحة الكتلانية بين المؤيدين والمعارضين لمصارعة الثيران، إلا أن مؤيدي المصارعة لم يستسلموا حتى الآن، وأعلنوا بأنهم سيتقدمون بطعن إلى المحكمة الدستورية، ضد هذا القرار.

ويخشى الكثيرون من أن يؤثر القرار على السياحة في الإقليم، وعلى الحكومة المحلية الآن أن تدفع بين 300 إلى 500 مليون يورو كتعويضات لمؤسسات الثيران.