فرنسية تعترف بقتل 8 من مواليدها وإخفائهم في الحديقة ومرآب البيت

12 حادثة قتل بالجملة لأطفال ترتكبها أمهاتهم وقعت في السنوات الأخيرة

دومينيك كوتريه
TT

أحالت الشرطة الفرنسية، أمس، زوجين يقطنان في قرية تقع في شمال فرنسا، إلى النيابة بعد أن عثرت في منزلين مختلفين على جثث 8 أطفال رضع ولدوا في فترات متفرقة. ومن المتوقع أن تواجه والدة الضحايا البالغة من العمر 45 عاما، تهمة القتل العمد لأطفال قاصرين دون الخامسة عشرة من العمر. كما يمكن أن توجه لزوجها الذي يماثلها في السن تهمة عدم الإبلاغ عن الجريمة والمساعدة في إخفاء الجثث.

وليست هذه المرة الأولى التي تصدم فيها حوادث من هذا النوع الرأي العام في فرنسا. لكن الجريمة الجديدة هي الأفظع بين 12 قضية مماثلة خرجت إلى العلن، حتى الآن، خلال السنوات الأخيرة. وكانت قرية فيلييه أُوتيرتر، إلى الجنوب من مدينة ليل، التي لا يزيد مجموع سكانها على 700 شخص، هي مسرح الحادثة التي تصدرت تفاصيلها نشرات الأخبار في وسائل الإعلام الفرنسية، طيلة نهار أمس. وكان أحد سكان القرية قد أبلغ عن الحادث، السبت الماضي، بعد أن اشترى منزلا يعود لوالد المتهمة، وأثناء عمله في زراعة الحديقة عثر على كيسين من البلاستيك فيهما عظام وبقايا بشرية. وأشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أنها تعود لطفلين حديثي الولادة ولا تحمل آثار عنف. ثم تعاقبت الأحداث لتكشف عن وجود جثث أخرى في منزل قريب تقيم فيه المتهمة وزوجها.

وفي مؤتمر صحافي عقده إريك فيان، المدعي العام المكلف بالقضية، بعد ظهر أمس، أوضح أنه استدعى للتحقيق، الثلاثاء الماضي، سيدة تدعى دومينيك كوتريه، هي ابنة صاحب المنزل الذي كان قد توفي قبل سنتين. وعلى الفور اعترفت كوتريه بأنها والدة الطفلين القتيلين، كما دلت الشرطة على جثث 6 مواليد آخرين قالت إنها خنقتهم عقب ولادتهم واحتفظت بهم في مرأب منزلها الذي يقع غير بعيد من المنزل الذي كان عائدا لأبيها. واستمرت تنقيبات الشرطة في الموقعين حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس، بمساعدة كلاب مدربة. وحسب المدعي العام، فإن المتهمة التي هي أم لابنتين شابتين في العشرينات من العمر، بررت فعلتها بأنها لم تكن ترغب في إنجاب مزيد من الأطفال كما لم ترغب في استشارة طبيب لكي يرشدها إلى وسائل منع الحمل. وأضاف المدعي العام أن تهمة القتل العمد لن توجه للوالدة إلا بعد محاكمة ستتأخر عدة أشهر، لحين استكمال التحقيق. أما الأب فقد أنكر علمه بحمل زوجته وبالتالي لقتلها أطفالهما، خاصة أنها تعاني من سمنة مفرطة تساعدها في إخفاء مظاهر الحمل. وهز الخبر القرية الشمالية الهادئة، لا سيما بعد أن شهد الجيران بأن السيد والسيدة كوتريه كانا معروفين بالتهذيب واللطف وحب المساعدة، وليس في تصرفاتهما ما يدل على إمكانية ارتكاب جرائم من هذا النوع. كما ذكر عمدة القرية أن الزوج كان عضوا في المجلس البلدي منذ ثلاث دورات، وأضاف أنه رجل محترم وكان يخدم متطوعا. أما الزوجة، فقال إنها قليلا ما كانت تغادر منزلها ولا تميل إلى المشاركة في الحياة الاجتماعية، كما كانت تعاني من مشكلة في الوزن، الأمر الذي قد يفسر نجاحها في إخفاء حملها عن الجيران.

وفي تصريح لقناة «إي تيليه» الإخبارية، أوضح الدكتور إسرائيل نيسان، وهو خبير نفسي في هذا النوع من الحوادث، أن ظاهرة الأمهات الرافضات للأمومة قديمة وخطيرة، وهي تتعلق باضطرابات نفسية ومشكلات في العلاقة الزوجية تنتهي بأن تعمد الوالدة إلى قتل أطفالها وإبقائهم في مكان قريب منها من دون القدرة على الابتعاد عنهم. وغالبا ما تكون ثلاجة البيت أو المجمدة، هي المكان الذي تخزن فيه جثث المواليد. وبسبب الطابع الخاص لهذه الجرائم فقد طلب المدعي العام إحالة المتهمة إلى خبراء نفسيين وعقليين، كما رجا وسائل الإعلام التحفظ على اسم المكان الذي تحتجز فيه الأم القاتلة، حماية لها من اعتداءات خارجية محتملة.

وحتى الآن، كانت الفرنسية فيرونيك كورجول هي أشهر أم تقتل أطفالها وتحتفظ بهم في مجمدة مطبخها في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، حيث كانت ترافق زوجها المهندس المتعاقد للعمل هناك ومعهما ولداهما البالغين 12 و8 سنوات. وأدينت كورجول، العام الماضي، بقتل 3 من مواليدها، بين عامي 1999 و2003، وصدر عليها حكم بالسجن لمدة 8 سنوات. وفي عام 2007 تم الكشف عن جريمتين من النوع نفسه، الأولى في أغسطس (آب) بعد العثور على جثث 3 أطفال مولودين في سنوات متفرقة ومحفوظين في حقائب صغيرة في مجمدة البيت الذي تقيم فيه والدتهم في مدينة آلبيرفيل، شرق فرنسا. واعترفت الأم بما اقترفته. وتكشفت الحادثة الثانية في أكتوبر (تشرين الأول) بعد العثور على 6 جثث لأطفال حديثي الولادة في مخزن منزل يقع في بلدة فالوني، على ساحل بحر ألمانش شال غربي البلاد. واعترفت والدة الضحايا بأنها قتلتهم بين عامي 2000 و2007 وحكم عليها بالسجن 15 عاما.