«أسبوع مجوهرات بيروت 2010».. ملتقى أحدث صيحات الحلي والساعات الفاخرة

جمع 70 عارضا من لبنان والهند وإيطاليا والإمارات وتايلاند والولايات المتحدة

TT

في حدث هو الأضخم في عالم صناعة المجوهرات والساعات والإكسسوارات على مستوى لبنان والشرق الأوسط، استضافت بيروت الأسبوع الماضي «أسبوع مجوهرات بيروت 2010»، الذي نظمته الشركة الدولية للمعارض، تحت رعاية وزير السياحة ودعم نقابة الصاغة والجواهرجية في لبنان.

أكثر من سبعين عارضا من كبار مصممي المجوهرات وصانعيها في لبنان، بالإضافة إلى مشاركة عارضين من بلدان أخرى بينها الهند وإيطاليا وتايلاند ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، اجتمعوا في المعرض الذي امتد على مساحة 3000 متر في مجمع «البيال» بوسط بيروت.

المعرض، الذي ينظم للسنة الثالثة عشرة على التوالي ويعتبر الأرقى على صعيد المنطقة، شكل مساحة جمعت مصممي المجوهرات وعارضيها برواد المعرض، الذين ضاقت بهم المنصات الموزعة في أنحائه. وانطلاقا من أن المجوهرات هي الطريق الأقرب إلى قلب المرأة، لا سيما المرأة العربية، فقد طغى حضور العنصر النسائي فيه، واستمتعت سيدات المجتمع المخملي اللبناني والوسط الفني والسياسي باكتشاف أحدث صيحات الموضة في عالم المجوهرات الراقية والساعات الفاخرة والحلي المرصعة بأجود أنواع الأحجار الكريمة.

وفي حين أشار ألبير عون، رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمعارض ومديرها العام، إلى أن «(أسبوع مجوهرات بيروت) يشكل منصة مهمة لعرض آخر ابتكارات الصائغين المحليين والعالميين، ويحث الزوار على اختيار أفخر المجوهرات وأجملها»، رأت مديرة المعرض، ساندرا غطاس، أن «أسبوع مجوهرات بيروت يؤكد أن المصوغات الذهبية والأحجار الكريمة، وعلى رأسها الماس، ليست مجرد حلي للزينة فقط... بل هي استثمار على المدى الطويل ولكل زمان، دون أي تغيير في قيمتها الفعلية».

وفقا للمنظمين، فإن أهمية المعرض هذا العام تكمن في جمعه الترفيه إلى التثقيف، إذ إنه بالإضافة إلى العروض المميزة لأحدث الابتكارات، تضمن المعرض دورات تدريبية مكثفة عن الماس المصقول، نظمها المعهد الدولي للأحجار الكريمة، بهدف تزويد الراغبين بمعرفة متقدمة عن الماس وأصالته وهويته، استنادا إلى النظم المعترف بها دوليا.

وحقا، استطاع المعرض إرضاء جميع الأذواق، بفضل المجموعات المتنوعة التي تضمنها، والتي جمعت بين الكلاسيكي المنجز بمهارة والعصري الجريء، والألوان التقليدية والصارخة، في قالب مشبع بروح فريدة من الأصالة.

وتمايلت العارضات الأنيقات بالمجوهرات التي أضفت بريقا على إطلالاتهن على المسرح الذي شيد خصيصا داخل المعرض. وبرزت في هذا السياق مجموعة «فواياجور» اللبنانية لناحية محاكاتها مفهوما جديدا في عالم المجوهرات، يرتكز إلى التشجيع على حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال صناعة مجوهرات من مواد رءوفة بالبيئة لفتت الأنظار بألوانها الطبيعية وبأحجارها الكريمة المتناغمة مع الطبيعة وألوان الزهور الربيعية.

وعلى منصات العرض، أيضا، حضرت مجموعة «موزو» العالمية للزمرد الكولومبي، الذي يعد من أكثر أنواع الزمرد قيمة وشهرة وجودة، ويقترن اسم المجموعة ببلدة موزو موزو الواقعة في الجزء الغربي من مقاطعة بوياكا في كولومبيا، الشهيرة بتعدين الزمرد.

كذلك شكلت مجموعة «إيفيز» محطة مميزة في المعرض، إذ إنه بالإضافة إلى مجموعاتها المنوعة من اللؤلؤ والزخارف والمجوهرات الخاصة بالأعراس، أطلقت مجموعة مبتكرة وعصرية من التيتانيوم. والتيتانيوم، كما يعرف كثيرون، عبارة عن معدن خفيف الوزن، الرمادي لونه الطبيعي، ويستخدم في الإكسسوارات بشكله النقي.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، أشار أحد العارضين اللبنانيين إلى أن «فرادة المعرض تتأتى من جمعه العارضين والمصممين مع أكبر عدد ممكن من المستهلكين، الذين هم ليسوا بالضرورة من زبائن هذه المجموعة أو تلك، بمعنى أنه يفتح مساحة جديدة يلتقي فيها البائع بالمستهلك».

من ناحية ثانية، وفي حين تهدف بيوت المجوهرات اللبنانية إلى تأكيد حضورها وعرض مجموعاتها، وسط الكم الهائل من العارضين المحليين، تحاول الشركات الأجنبية اختراق سوق جديدة بالنسبة لها - هي السوق اللبنانية - من خلال تقديمها مجموعات فريدة من نوعها، على غرار مشاركة إحدى الشركات الهندية. ويوضح أحد مديريها لـ«الشرق الأوسط» أن دخولها حلبة المنافسة يأتي عبر تقديم مجموعة عصرية تحاكي عصر «الأنتيك»، بحيث تبدو المجوهرات الحديثة الصنع أشبه بإكسسوارات «الأنتيك».

وفيما يخصه، يشدد أحد العارضين الإيطاليين على أن المشاركة في أسبوع المجوهرات في بيروت تفسح له المجال في التعرف إلى سوق جديدة واكتشاف أذواق وأهواء جديدة، قد لا يكون من الممكن اكتشافه لها في بلاده.

وهكذا، على إيقاع الموسيقى المنبعثة من بيانو وضع في جانب من المعرض وتولت سيدة أنيقة العزف عليه، حملت المجوهرات المعروضة زوار المعرض إلى عالم مشع من الرومانسية والأحلام.. عالم مرصعة ملامحه بالماس والذهب واللؤلؤ، يبدو أنه لن يكون يوما إلا حكرا على الطبقة الثرية والمجتمع المخملي.