بريجيت باردو تطالب بحظر مصارعة الثيران في فرنسا

بعد قرار برلمان إقليم كتالونيا الإسباني بوقف هذه الرياضة

TT

بعثت الممثلة الفرنسي العالمية المعتزلة بريجيت باردو برسالة إلى جان فرانسوا كوبيه، رئيس مجموعة نواب الحزب اليميني الحاكم في البرلمان الفرنسي، ترجوه فيها دعم مشروع قانون يقضي بحظر مصارعة الثيران في فرنسا. وتتزعم باردو، التي ما زالت تعتبر أشهر ممثلة عبر تاريخ السينما الفرنسية، مؤسسة تحمل اسمها وتدافع بضراوة عن الحيوانات وتطالب بوقف العنف ضدها وحماية الأنواع النادرة منها.

تأتي الرسالة بعدما تقدمت النائبة عن الحزب الاشتراكي جنفييف غايار وزميلتها مورييل مارلان ميليتيلو، من الحزب الحاكم، بمشروع قانون إلى الجمعية العامة خلال الشهر الماضي لحظر مصارعة الثيران التي تدور في حلبات تقع جنوب غربي البلاد، وكذلك صراع الديكة الذي يجري في أجواء من المراهنات الصاخبة. ووقع على المشروع، حتى الآن، 58 نائبا من مختلف الانتماءات. وهي واحدة من الخطوات النادرة التي يتفق فيها فريق من نواب المعارضة مع فريق من نواب الموالاة على هدف واحد.

في رسالتها، خاطبت باردو، التي اشتهرت بأنها كانت رمزا للإثارة في السينما الفرنسية، السياسي كوبيه، مؤكدة أنها تنضم إلى جهود «النائبة الشجاعة» مورييل، التي تنتمي إلى مجموعته البرلمانية. وأضافت: «إن فرنسا، يا سيدي النائب، لا يمكنها أن تحرم من مناظرة برلمانية حول هذا الموضوع. وهناك كثيرون جدا ممن يعولون عليك لكي يصار إلى مناقشة مشروع القانون».

هذا، وكانت عدة مشاريع لحظر مصارعة الثيران قد قدمت إلى الجمعية الوطنية خلال السنوات الست الماضية، لكن أيا منها لم يجد طريقه إلى جدول أعمال الجلسات النيابية. ولكن بعدما اتخذ برلمان إقليم كتالونيا الإسباني يوم الأربعاء الماضي، قرارا بمنع هذا النوع من المصارعة التي تنتهي بقتل حيوانات بريئة، تجدد الأمل لدى أنصار هذه القضية في فرنسا، الذين تتزعمهم كلير ستاروزينسكي، رئيسة الرابطة المناهضة لمصارعة الثيران. وكشفت نتائج استبيان للرأي أشرفت الرابطة على تنظيمه مطلع الشهر الحالي، أن 71 في المائة من سكان مقاطعة «الغارد»، إحدى أهم المناطق التي تحتضن حفلات مصارعة الثيران، أبدوا قلة تعلقهم بهذه «الرياضة». لكن استطلاعا واسعا للرأي أجري في عموم البلاد، عام 2007، كشف أن الفرنسيين منقسمون تماما بشأن هذه الممارسة، ما بين مؤيد للحظر ومعارض له.

من جهة أخرى، لا يخفي عدد من كبار الساسة وأعضاء الحكومة في فرنسا تعلقهم بمصارعة الثيران باعتبارها جزءا من الثقافة المحلية. ومن هؤلاء رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرة الرياضة روزلين باشلو. كما شوهد الرئيس نيكولا ساركوزي، غير مرة، حاضرا في حلبات مصارعة الثيران. وفي رد على رسالة من المحتجين على هذه الممارسة، عبر القائمون على قصر «الإليزيه» عن رأيهم بأن مصارعة الثيران «تقليد يتعلق به مواطنونا في مقاطعات معينة»، وأن تجاهل هذا التقليد هو، بالنسبة لهذه الفئة من الفرنسيين، بمثابة تنكر لهويتهم. وبالتالي، فليس من المصلحة الوطنية وضع فئة من المواطنين في مواجهة مع فئة أخرى.

مما يذكر أنه سبق لبريجيت باردو، أن كتبت لرؤساء الدول وكبار زعماء العالم في سبيل حماية حيوانات كالفيلة والفقم والدببة والأفاعي والثيران والخيول التي تتعرض للقسوة وسوء المعاملة في القارات المختلفة، سواء لأسباب تجارية أو تطبيقا لتقاليد محلية. وخاضت الممثلة التي اعتبرها الجنرال ديغول من مصادر الثروة القومية الفرنسية، قضايا أمام المحاكم من أجل دفاعها عن الحيوانات. كما أنها أنفقت كل ما كسبته من عملها السينمائي وما جنته من عائدات كتبها ومذكراتها، في سبيل هذه القضية.