طالبان عراقيان سئما المأكولات الهندية النباتية ففتحا مطعما في دلهي

أصبح مكانا مفضلا للطلاب العرب والعاملين في السفارات

TT

عندما وصل حيدر جواد إلى دلهي قبل عامين ليدرس هندسة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الملية، لم يستغرق وقتا طويل في التكيف على البلد الجديد، ولكنه عجز عن التكيف على شيء واحد: الطعام.

كان الطعام الهندي غير النباتي كثير التوابل وحارا جدا بالنسبة إليه كشخص عربي. وكان الطعام الشائع المتاح في الأسواق نباتيا، وعندما كان يريد إعداد طعام غير نباتي في المنزل، كان ذلك يؤذي جيرانه النباتيين.

وفي النهاية، كان أمام خيارين: افتتاح مطعم أو تناول طعام نباتي خلال وجوده في الهند. واتفق مع زميل له على أن يقوما بافتتاح مطعم، ومن ثم ظهر «المطعم العراقي» داخل منطقة ليجبات ناجار السكنية في دلهي.

ويقول جواد، (23 عاما)، الذي دخل في المشروع مع صديق له في عمره: «كنا نفتقد الطعام المنزلي، ولذا فكرنا في افتتاح مطعم يمكن للعراقيين والعرب القدوم إليه والاستمتاع بتناول الأطعمة الخاصة بهم داخله». واقترض جواد وصديقه أموالا من أبويهما.

وتظهر في المطعم صور لعدد من المغنين المصريين واللبنانيين والعمانيين المشهورين، وتوجد صورة كبيرة لمدينة مكة ولوحتان زيتيتان على الحائط، مع حوض سمك في أحد الأركان.

ومنذ افتتاحه في فبراير (شباط)، أصبح المطعم مكانا مفضلا للطلاب العرب والعاملين في السفارات والمرضى القادمين من الدول العربية للعلاج، ويأتي هؤلاء جميعا إلى المطعم ولديهم رغبة في تناول أطعمة تذكرهم بأوطانهم.

وتحظى أطباق الأرز بشعبية كبيرة داخل المطعم، ويقدم طبق أرز مع لحم الضأن مقابل 250 روبية وسمك البومفريت مع الأرز مقابل 350 روبية. ويُقبل المرضى على تناول الأسماك والقليل من الأطباق النباتية مثل البقوليات والبامية والسلطة. ويطلب الهنود الذين يذهبون إلى المطعم كبابا عليه توابل أقل من الكباب الهندي. وفي أبريل (نيسان)، أعد المطعم وجبات لأكثر من 500 طالب في المدرسة العراقية وكان ذلك بمناسبة حفل تخرج الطلبة.

ويقول جواد: «هناك الكثير من العراقيين والعمانيين والسعوديين وعرب آخرين يأتون إلى هنا من أجل العلاج الطبي. ويأتي مع المرضى الأقارب، ويبحثون عن أطعمة عربية. ولذا تأتي الكثير من العائلات العربية إلى هنا لتناول الطعام».

ويعمل في المطعم الطاهيان العراقيان مع ندل هنود، وقد غطى هذا المطعم الحاجة للطعام العربي داخل دلهي. ويقدم المطعم خدماته للكثير من السفارات العربية في نيودلهي.

هل رحلتهما إلى الهند مفيدة؟ نعم، هكذا قال جواد مازحا. وأضاف: «لقد تعلمنا أن نكون صبورين في التكيف مع النظام هنا والاعتماد على النفس وأصبحنا أكثر ثقة بأنه يمكننا البقاء داخل دولة أخرى»، هذا بالإضافة إلى تعلم مهارات تجارية. ومن خلال مدة إقامتهما داخل الهند، يحاول الاثنان تحقيق أقصى استفادة من وقتهما من خلال الدراسة والاستمتاع وعمل الأطعمة المفضلة لهما ولروادهم. وبعد عامين عندما ينتهيان من دراستهما، سيعودان إلى العراق ويتركان إرث الطعام لطلاب آخرين في الهند.