حواس لـ «الشرق الأوسط»: روبوت طوله 11 سم سيكشف عن أسرار الهرم الأكبر بعد شهرين

3 أبواب سرية تحير علماء الآثار.. وهرم خوفو ما زال مليئا بالألغاز والأسرار

الأهرامات لا تزال خزان أسرار («الشرق الأوسط»)
TT

تستعد بعثة الآثار المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس للقيام بواحد من أهم الاكتشافات الأثرية على الإطلاق في غضون شهرين، بمحاولة كشف غموض وأسرار الأبواب السرية داخل هرم الملك خوفو بالجيزة بروبوت صغير يبلغ طوله 11 سم من ابتكار علماء جامعة ليدز البريطانية. ويعتبر هرم الجيزة الأكبر حتى اليوم معجزة البناء الباقية على مر العصور وإحدى أهم عمائر المصريين القدماء. وقال الدكتور حواس الأمين العام لهيئة الآثار المصرية لـ«الشرق الأوسط »، هرم خوفو الأكبر ما زال مليئا بالألغاز والأسرار، ونأمل في كشفها في المحاولة المقبلة، وأوضح، أجرينا خلال العام الحالي تجارب عدة استعدادا لكشف أسرار 3 فتحات بها أبواب سرية، منها اثنتان في الطرف الجنوبي وثالثة في الطرف الشمالي.

وقد تم الكشف لأول مرة عن وجود أبواب سرية داخل الهرم الأكبر وذلك عام 1991. عندما أغلق الهرم الأكبر لأول مرة لعلاجه من ارتفاع نسبة الرطوبة بداخله نتيجة كثرة عدد الزائرين للهرم الأكبر. وقال حواس لقد اخترت فريقا من علماء الروبوتات تابعا لجامعة ليدز لأنه كان الأكثر جدية، وهو فريق متخصص في الروبوتات يعمل على تجهيز إنسان آلي يأمل في حله لغز الهرم الأكبر في الجيزة الذي ظل لنحو 4500 عام يسحر الناس ويبهرهم دون أن يتمكن أحد من اختراق أسراره. ويعرف الهرم الأكبر باسم هرم خوفو نسبة إلى الفرعون الذي بناه عام 2560 قبل الميلاد، وهو الشاخص الوحيد من معجزات الدنيا السبع الذي ما زال قائما. وفي قلب الهرم توجد غرفتان تعرفان بغرفة الملك وغرفة الملكة، ويمتد من غرفة الملك ممران عموديان بزاوية 45 درجة يؤديان إلى الخارج. ويعتقد أنهما صمما لإطلاق روح الملك إلى قبة السماء ليأخذ موقعه بين النجوم. ومن غرفة الملكة يمتد ممران مشابهان اكتشفا عام 1872 ولكنهما عكس السابقين لا يؤديان إلى الوجه الخارجي للهرم. ولا أحد يعرف حتى الآن وظيفتيهما، وقد أرسلت عام 1992 كاميرا داخل الممر المؤدي إلى الجدار الجنوبي لغرفة الملكة وكشفت عن أنه يغلق بعد 60 مترا بباب حجري من حجر الكلس بمقبضين من النحاس. وفي عام 2002 حفرت بعثة آثارية أخرى عبر هذا الباب لتكشف عن باب آخر على بعد 20 سم خلفه. ويحاول العلماء في جامعة ليدز وضع اللمسات الأخيرة على إنسان آلي يأملون في أن يقوم بمهمة تتبع الممر إلى نهايته والكشف عن أسراره. ويعرف المشروع باسم مشروع جيدي وهو الساحر الذي استشاره الفرعون خوفو عند بناء الهرم، وسيزود الإنسان الآلي بمعدات حفر ليتمكن من الحفر عبر الأبواب الحجرية واكتشاف ما وراءها. ويقول حواس ظل موضوع كشف الأبواب السرية داخل هرم الملك خوفو، المعروف باسم الهرم الأكبر بالجيزة، من أكثر مواضيع الآثار إثارة وتشويقا، والجميع ينتظر لحظة دخول الروبوت الذي يحمل كاميرا دقيقة إلى داخل ممرات الهرم الضيقة، للكشف عن الأسرار المخبأة. أعتقد أن عام 2010 سوف يكون عام الكشف عن سر هرم الملك خوفو، أعظم بناء معماري شيده ملوك الفراعنة في التاريخ.

ويوضح حواس «نحن نعرف أن هذه الأبواب قد بدأ الكشف عنها منذ 10 سنوات عندما قررنا إغلاق الهرم لأول مرة لعمل مشروع للتهوية، بعد أن وصلت نسبة الرطوبة إلى أكثر من 80%، نتيجة لازدياد عدد السائحين الذين يدخلون الهرم». ويضيف قمنا بالاستعانة بروبوت ألماني لمحاولة تنظيف الممرات الصغيرة التي لا يزيد قطرها عن 20×20 سم، وهي ما يطلق عليها خطأ اسم «فتحات التهوية»، وتوجد في الجدارين الشمالي والجنوبي من حجرة الدفن الثالثة التي بها التابوت الغرانيتي، ويعتقد أن الملك خوفو قد دفن في هذه الحجرة. كما توجد أيضا نفس هذه الفتحات بالحجرة الثانية داخل الهرم، التي يطلق عليها خطأ «حجرة الملكة». وهذه الفتحات لم تكن واضحة للعين، حيث إنها كانت مغلقة من الخارج، حتى جاء المغامر الإنجليزي ديكسون عام 1873م، واستطاع بالمصادفة العثور على هذه الفتحات، وقام بفتحها، واتضح أنها تدخل بعمق داخل الهرم. وعندما جاء الألماني رودلف جانتنبرنك في عامي 1991 - 1993 ووضع جهاز الروبوت، الذي أطلق عليه الاسم الفرعوني «وب واووت»، بمعنى «فاتح الطرق»، استطاع الروبوت في الموسم الأول الدخول إلى الفتحة الشمالية لحجرة الدفن الثالثة التي يوجد بها التابوت. وكنت أجلس وأتابع ما يجري من خلال شاشة تلفزيونية داخل حجرة الدفن، ولأول مرة نرى إنسانا آليا يدخل الهرم وهو يحمل كاميرا صغيرة، وطوله لا يزيد عن 15 سم، ولأول مرة أيضا أرى بعيني معجزة هرم الملك خوفو التي جعلت جمعية المهندسين المعماريين بنيويورك تعلن أن المعجزة الهندسية لبناء الهرم تعتبر الوحيدة التي يقفون أمامها عاجزين عن حل لغزها.