ختام «مهرجانات بيت الدين» فارسي مع محمد رضا شجريان

وانقسم السمّيعة بين معجب ومتضجّر

محمد رضا شجريان مع فرقته في اختتام «مهرجانات بيت الدين»
TT

لم يجتذب نجم الموسيقى الفارسية التقليدية محمد رضا شجريان، عدد المتفرجين المتوقع في حفله الوحيد الذي اختتمت به «مهرجانات بيت الدين»، مساء الجمعة الماضي برنامجها لعام 2010. لذلك فبدل أن يقام الحفل في الباحة الخارجية الكبيرة للقصر التاريخي، نقلت الاحتفالية إلى الباحة الداخلية الصغيرة والجميلة، المفتوحة على الفضاء والمزنرة بمبان مكللة بالقناطر وتتوسطها نافورة ماء.

محمد رضا شجريان، وصل إلى لبنان لإحياء هذا الحفل، وقد سبقته شهرته كأهم شخصية إيرانية حية يمكنها أن تقدم بجدارة الموسيقى الفارسية التقليدية، لهذا كانت التوقعات كبيرة. شجريان الذي صعد المسرح بصحبة 17 عازفا على آلات في معظمها وترية إضافة إلى آلتين إيقاعيتين وآلة نفخ واحدة هي الناي، توسط فرقته جلوسا وغنى بالفارسية، بينما كان الجمهور متحفزا لاكتشاف موسيقى وأغنيات تشبهنا بقدر ما لها تمايزها وخصوصيتها. الإيقاع البطيء والحزين للموسيقى مع الكثير من العزف المنفرد الذي يزيد الأجواء هدوءا، أشعرا الكثيرين بأن ثمة ما هو ناقص في هذه الأمسية.

الموسيقى بدت رتيبة ومكرورة في أحيان كثيرة، فيما الكلمات الفارسية للأغنيات عصية على الجمهور بطبيعة الحال، ولم يبذل شجريان جهدا ليتواصل مع الحاضرين، بأي لغة كان. بقيت الموسيقى الفارسية التي أبدى البعض إعجابه بها واعتبرها غريبة ومثيرة بالنسبة له، بينما وجدها البعض الآخر قريبة جدا من العربية لكنها أقل حيوية ونبضا. وإن بدا الأداء الموسيقي مهنيا ومضبوطا إلى حد كبير، فإنه خلا من التجلي الذي غالبا ما يميز هكذا حفلات. كان بمقدور شجريان أو أي من أعضاء الفرقة يجيد لغة نفهمها أن يحيي الجمهور، ويتحدث عن طبيعة الموسيقى التي تقدم، أو التعريف ولو بشكل موجز بالمقطوعات التي عزفت أو الأغنيات التي أداها شجريان، الذي ليس هناك شك في صفاء صوته، وقوة حنجرته. برنامج الحفل الذي وزع على الحضور، لا يعني الكثير لمن هم خارج دائرة الموسيقى الفارسية، وإن أوضح أن بعض المقطوعات هي من تلحين شجريان، فيما ثمة مقطوعات أخرى لمجيد دركشاني.

الفنان محمد رضا شجريان له مكانته الكبيرة في إيران، وحاصل على عدد كبير من الجوائز الوطنية وجائزتين من اليونسكو. تتلمذ في الموسيقى والأداء على أيدي كبار أساتذة الفن الإيراني التقليدي، ودخل عالم الفن منذ كان صغيرا. تعلّم الغناء في سنّ الخامسة على يد والده. وفي سن الثانية عشرة كان قد أتقن مجموعة الرديف التقليديّة الكلاسيكيّة. بدأ مسيرته الفنيّة عام 1959 في إذاعة خوراسان وسطع نجمه في الستينات لتمايزه بأسلوبه الخاص. تعلم في قسم الفنون الجميلة في جامعة طهران وعمل في محطتي الإذاعة والتلفزيون الوطنيّتين وله أبحاث في الموسيقى الإيرانيّة وصدرت له العديد من الأسطوانات وقد ترشح مرتين للحصول على جائزة «غرامي» العالمية وذلك في عامي 2004 وكذلك 2006.

في بيت الدين أدى محمد رضا شجريان مع فرقته غناء وعزفا، ما يقارب ساعتين كاملتين، تعرف خلالهما الجمهور اللبناني على الموسيقى الفارسية التقليدية، لتختتم بذلك مهرجانات بيت الدين لعام 2010، التي كانت عامرة طوال شهر ونصف الشهر، محتفلة بمرور 25 سنة على انطلاقة هذا العرس الشوفي السنوي.