الممثلة القزمة ميمي ماتي تنال لقب المرأة الأكثر شعبية في فرنسا

تفوقت على عاهتها وأصبحت رمزا للأنوثة التي لا تعترف بالعقبات والمقاييس

TT

عمرها تجاوز الخمسين وطولها لا يزيد على 1.32 متر لكنها جاءت في المرتبة الأولى بين النساء الأكثر شعبية في فرنسا، حسب الاستطلاع نصف السنوي الذي تجريه صحيفة «الجورنال دو ديمانش» بالتعاون مع مركز متخصص في قياس اتجاهات الرأي العام. كما حلت في المرتبة الثالثة في القائمة المختلطة، مباشرة بعد لاعب كرة المضرب السابق يانيك نواه وبطل كرة القدم المعتزل زين الدين زيدان. وبهذا تفوقت القزمة الشقراء على شخصيات شهيرة مثل الوزيرة السابقة سيمون فاي والنجمة إيزابيل أدجاني وحتى على الفرنسية الأولى كارلا بروني.

إنها ميمي ماتي، الممثلة التي تعرف كيف تضحك الجمهور في مشهد ثم تبكيه في المشهد التالي. ورغم قصر قامتها، فقد عاشت ميمي حياة عاطفية سعيدة وحققت مسيرة فنية باهرة النجاح، خصوصا بعد سلسلة أفلامها التلفزيونية التي تنتجها «القناة الأولى» وتقوم فيها بدور «جوزفين الملاك الحارس». وبفضل نجاح السلسلة، جددت إدارة القناة التعاقد مع ميمي ماتي لسنتين مقبلتين. في طفولتها في مدينة ليون، جنوب فرنسا، أصيبت ميمي بمرض حال بينها وبين النمو الطبيعي. لكن طموحها كان أكبر من قامتها، فتسجلت في مدرسة للتمثيل في مدينة نيس وانضمت، بعد تخرجها، إلى فرقة «تياتر دو بولفار» حيث تعرفت على الممثلتين ميشيل بيرنييه وإيزابيل دو بوتون وشكلت معهما ثلاثيا كوميديا اسمه «البنات». ولم تقتصر عروض «البنات» على المسارح بل اقتحمن المقاهي التي تقدم فصولا هزلية وشاركن في برامج إذاعية وقدمن استعراضاتهن الخاصة من تأليفهن وأشهرها «متوفر بثلاثة مقاسات». لكن الثلاثي تفرق بعد سبع سنوات من العمل المشترك ومضت كل منهن في حال سبيلها.

توقع كثيرون أن تنتهي ميمي ماتي مع انفراط عقد فرقتها الفنية عام 1993. لكنها فاجأت الجميع، في العام التالي، باستعراض منفرد بعنوان «ميمي في الروعة»، كتبه خصيصا لها الكوميدي بيير بالماد. ومنذ ذلك الحين والأدوار تكتب خصيصا لتتلاءم مع ممثلة قزمة ذات عينين زرقاوين صافيتين ووجه ملائكي لا يفتقر إلى الشيطنة. وتكرست هذه الأدوار التي تجمع بين الطيبة والمكر الجميل مع بطولتها لسلسلة الأفلام التلفزيونية التي تؤدي فيها شخصية جوزفين، المرأة الظريفة القادرة على حل أعقد المشكلات.

وخلال 13 عاما متواصلة، قدمت ميمي ماتي أكثر من 50 فيلما في هذه السلسلة. وكانت «القناة الأولى» تحصد ملايين المشاهدين مع بث كل حلقة، متفوقة على القنوات الأخرى حتى ولو كانت هذه تبث مباراة رياضية أو فيلما هوليووديا أو مقابلة مع زعيم سياسي. صارت القزمة الشقراء عملة صعبة في المشهد الاجتماعي، وداعمة قوية للجمعيات الخيرية والعمل الإنساني. وأخذ المعلنون يسعون وراءها لكي تظهر في إعلانات مساحيق الغسيل أو المنتجات الغذائية، خصوصا أن ربات البيوت يحببنها والأزواج يعشقون مزاحها. إنها الساحرة التي تكتفي بفرقعة أصبعيها لكي يتحقق لها كل ما تريد. وبسبب انتصارها على ما كان يعتبر عاهة جسدية ونقصا في الأنوثة، تحولت ميمي ماتي إلى رمز للتعايش مع الواقع ونموذج للمرأة الحديثة والقوية التي لا تعترف بالمقاييس الجمالية التقليدية ولا يقف بينها وبين سعادتها حاجز.

أحبت ميمي كثيرا وتزوجت على كبر، أي في ربيعها الثاني والأربعين. وزوجها هو الطباخ الشيف بونوا جيرار الذي التقته أثناء تقديم أحد عروضها في بلدة سان بريوك، على الساحل الغربي لفرنسا. وحكاية تعرفها عليه تستحق أن تروى. فقد كان جالسا في القاعة يتفرج عليها مع الجمهور ووقع اختيارها عليه لكي يصعد على المسرح كما هي عادتها في دعوة بعض المتفرجين، بدون تعيين، لمشاركتها في الحوار. ويبدو أن الحب كان بالمرصاد للممثلة البارعة وللشيف الماهر، فنجحت الطبخة.