ماراثون من الأمسيات الرمضانية الثقافية والفنية تتبارى فيه الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في مصر، بينما تحتضن بعض فصوله أماكن أثرية وبعض القصور الملكية احتفاء بالشهر الكريم، فللعام الثاني على التوالي يدخل المجلس الأعلى للآثار خضم هذا الماراثون ببرنامج ثقافي وفني متنوع يقام وسط الأجواء الساحرة لقصر محمد علي في المنيل على نيل القاهرة.
وافتتح الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار المهرجان مساء أول من أمس (الخميس) بحفل فني أحياه المطرب محمد ثروت.
وقال حواس إن هذا الاحتفال يأتي في إطار الاهتمام بالآثار الإسلامية، ومن خلال شهر رمضان يتم إلقاء الضوء على التاريخ والفنون المختلفة في العصر الإسلامي بمختلف حقبه التاريخية، عبر ندوات علمية يقام على هامشها فقرات فنية من التراث الإسلامي، تضم ابتهالات، وتواشيح دينية، وموسيقى تركية، وأناشيد وموسيقى صوفية، بحضور فنانين متميزين، من بينهم أيضا الفنان إيمان البحر درويش يوم الخميس 9 رمضان، وجهاد عقل يوم الخميس 16 رمضان. كما يشهد المهرجان على هامشه معرضا خاصا للكتب المعنية بالعمارة والفنون الإسلامية، وسيشارك في برنامجه الثقافي نخبة من الكتاب والأدباء، منهم الشاعر أحمد الشهاوي، وسيتحدث عن «رمضان في الشعر الصوفي» في أمسية شعرية يوم الأحد 5 رمضان، كما يتحدث الروائي إبراهيم عبد المجيد عن «رمضان في الروايات المصرية» في أمسية أدبية يوم الأحد 12 رمضان. ويرصد الكاتب يوسف القعيد ملامح «رمضان في الأدب العربي» في أمسية أدبية يوم الثلاثاء 14 رمضان، بينما يقام معرض عام للكتب والنماذج الأثرية، ويتم عمل خصم 40 في المائة على الإصدارات العلمية كافة سواء ما يخص المجلس أو دور النشر المشاركة.
كما يتضمن البرنامج الذي يقام تحت عنوان «ليالي رمضان» عرضا لأفلام تسجيلية عن مختلف المناطق الأثرية، وتقام للأطفال والطلائع ورشتا عمل لتعليم الخط العربي على 3 مراحل، الأولى تبدأ من 2 رمضان حتى 9 رمضان وتتضمن تعليم خط النسخ والرقعة، والثانية تبدأ من 10 رمضان حتى 16 رمضان وتتضمن تعليم خط الثلث والفارسي، بينما تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من 17 وحتى 23 رمضان وتركز على تعليم الخط الكوفي والديواني.
وطبع المجلس الأعلى للآثار بهذه المناسبة أجندة مزودة بمعلومات عن 48 أثرا إسلاميا من مساجد وبيوت وقصور وأضرحة، وأهم الملامح المعمارية لكل عصر، ويتم عرض ذلك بشكل سهل ومبسط يمكن للعامة الاحتفاظ بها كمرجع للآثار الإسلامية الموجودة في القاهرة.
واعتمد وزير الثقافة فاروق حسني البرنامج الثقافي والفني الذي أعده صندوق التنمية الثقافية للعرض بمراكز الإبداع التابعة للصندوق خلال شهر رمضان المعظم ويتضمن أكثر من 100 عرض فني ولقاء ثقافي بمشاركة كوكبة من نجوم الفن والثقافة في مصر والعالم.
وقال المهندس محمد أبو سعده مدير صندوق التنمية الثقافية، إن العروض سوف تقدم في 11 مركزا تابعا لصندوق التنمية الثقافية وهي: «قصر الأمير طاز»، و«مركز طلعت حرب الثقافي»، و«مركز الخزف» بالفسطاط في منطقة مصر القديمة، و«بيت الهراوي» خلف الجامع الأزهر، و«وكالة الغوري» و«قبة الغوري» بشارع الأزهر، و«بيت السحيمي» بالجمالية، و«مركز إبداع الطفل»، و«بيت العيني»، ومركز «إبداع القاهرة» الذي يقدم عروضه للشباب الموهوبين الدارسين في استديو مسرح مركز الإبداع الفني حيث يواصل عرضه لمسرحية «ظل الحمار» للمخرج إسلام إمام، وذلك في الفترة من 9 رمضان حتى 23 من الشهر الكريم، وكذلك مركز «إبداع الإسكندرية» الذي يستضيف بعض العروض الفنية المتميزة، فضلا عن «بيت الشعر العربي» في «بيت الست وسيلة» الذي سيشهد الكثير من الأمسيات الشعرية لشعراء مصريين وعرب.
ومن الفنانين المشاركين في برنامج الصندوق: الفنان مدحت صالح، والفنان بشير، والفنان مجد القاسم، والشيخ الهلباوي، والشيخ يس التهامي، والشيخ محمود يس التهامي، والشيخ وليد شاهين، والفنان طارق فؤاد، والفنانة منال، والفنانة وعد البحيري، والفنانة نادية مصطفى، والفنانة آسيا، والفنان أسامة الشريف، والفنان النوبي كرم مراد، والفنان محمد حسن وفرقته، فضلا عن مشاركة كوكبة من أساتذة العزف والإبداع، أمثال: يحيي خليل، ونصير شمة، ومجموعة عيون، والفنان فتحي سلامة، وعازف الجاز أسامة عز الدين، وفنانة الماريمبا نسمة عبد العزيز، وفنان الكمان عبده داغر، وثنائي العود غسان اليوسف ودينا عبد الحميد، والفنانة منال محيي الدين (الهارب).
ويقدم الصندوق أيضا مجموعة من الفرق المتميزة منها: «المولوية»، و«سداسي شرارة»، و«أهل المغني»، و«ليالي الشرق»، و«وسط البلد»، و«السمسمية»، و«تمازيك»، و«صحرا»، و«الطنبورة»، و«فرقة التنورة»، و«النيل للآلات الشعبية». وحظي برنامج الصندوق بمجموعة كبيرة من العروض الخاصة بالأطفال منها: عروض «مسرح العرائس»، و«عرائس الماريونت»، وعروض «الأراجوز» و«خيال الظل»، فضلا عن بعض الورش الثقافية والفنية.
وتحتل معارض الفن التشكيلي في المراكز الإبداعية التابعة للصندوق مكانة كبيرة، حيث يتم تقديم، في أكثر من ليلة، عرض فن تشكيلي للكثير من الفنانين أصحاب الأسماء اللامعة والشباب التشكيلي المتميز، إضافة إلى معرض «ملتقى الخط العربي» في «قبة الغوري» في دورته الأولى تحت عنوان «رواد الخط العربي» حيث يعرض روائع فناني الخط العربي، هناك أيضا معرض «رمضان زمان» في «مركز طلعت حرب الثقافي» بالتعاون مع سلسلة «أيام مصرية»، ومعرض «الآثار المصرية المستردة من الخارج» في «قصر الأمير طاز» بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، ومعرض لـ«خريجي كلية الفنون الجميلة».. هناك المعرض الدائم لمنتجات «الخزف والحرف التقليدية» ويقام على مدار رمضان في مراكز: «قبة الغوري»، و«وكالة الغوري»، و«قصر الأمير طاز»، و«مركز الإسكندرية للإبداع»، و«مركز الحرف التقليدية» في الفسطاط.
أما أمسيات وليالي رمضان في قطاع الفنون التشكيلية تحت رعاية رئيس القطاع الفنان محسن شعلان، فتتنوع أنشطتها في المتاحف والمراكز الثقافية التابعة للقطاع.