وزير الداخلية الفرنسي يشتكي مغنيا مغمورا ويمنع أُغنيته من البث

عبدول حمل مسدسا بيده ودعا إلى التصويب على رجال الشرطة

عبدول إكس في لقطة من الشريط
TT

أعلن وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو أنه سيتقدم بشكوى أمام القضاء ضد مغن شاب، شبه مغمور، يدعى عبدول إكس، يؤدي أُغنية عنوانها «أطلق النار على الكوف». و«الكوف» هي مفردة متداولة في اللغة الشعبية وتعني الشرطة. وقال الوزير في تصريح أدلى به على هامش زيارة قام بها لمدينة ليون، جنوب فرنسا، أول من أمس «لن أسمح لمغن باحث عن الشهرة بتهديد رجال ونساء يعملون على حماية أمن مواطنينا إلى حد التضحية بحياتهم». الأُغنية موضوع الشكوى هي من نوع «الراب»، وتأتي في وقت تتزايد فيه المواجهات العنيفة بين قوات الشرطة وشباب الضواحي التي تزدحم بالمساكن الشعبية. وقد كتب عبدول كلمات أُغنيته بأسلوب الشباب المتمرد على السلطة، واستخدم فيها، على عادة مغني «الراب»، مفردات من لغة الضواحي الفقيرة وقام بتسجيل «كليب» متواضع، سرعان ما تسرب إلى موقع «يوتيوب» منذ أوائل الشهر الماضي. وظلت الأُغنية محدودة الانتشار حيث لم يشاهدها سوى بضعة آلاف من المتصفحين، إلى أن ذاعت شهرتها بفضل شكوى الوزير وتناقلتها المواقع الإخبارية.

في الشريط، يبدو المغني وهو يمسك بيده مسدسا ويلوح به، الأمر الذي أثار نقابات العاملين في سلك الشرطة. وأصدر اتحاد النقابات بيانا عبر فيه عن صدمة أعضائه من كلمات الأُغنية التي وصفها بأنها تحرض على قتل الشرطة وإحراقهم في كل أحياء ضواحي باريس. وأضاف البيان أن «حرية التعبير أو الإبداع الفني لا تبرر، بأي شكل من الأشكال، هذه الدعوة إلى العنف».

كما دعت النقابات وزير الداخلية إلى منع بث الأُغنية، وهو ما تمت الاستجابة له حيث اختفت أُغنية عبدول إكس من الشبكة الالكترونية منذ أول من أمس. لكن ليس من المستبعد أن يعاد بثها في حال قضت المحكمة في غير صالح الوزير. فقد سبق للرئيس نيكولا ساركوزي، عندما كان وزيرا للداخلية، أن رفع دعوى ضد المغني الجزائري الأصل «هاميه»، عام 2002، لأنه يتعرض للشرطة في أغنياته بشكل سلبي. وبعد 8 سنوات من الملاحقة في أروقة المحاكم الابتدائية والاستئناف والنقض، أصدر القاضي في يونيو (حزيران) الماضي، قرارا قطعيا ببراءة المغني من التهمة الموجهة إليه.