الفنان السعودي أحمد ماطر يطلق معرضة الفردي الأول في لندن

يقدم على هامشه كتابا عن تجربته الفنية في عيون خبراء الفن

لوحة «التطور الإنساني» لأحمد ماطر
TT

يعود الفنان التشكيلي السعودي أحمد ماطر إلى العاصمة البريطانية محملا بلوحاته وصوره وكتاب يسرد رحلته الفنية التي انطلقت من عسير وجابت العالم. لكن عودة ماطر إلى لندن هذه المرة تتميز بأنها ستمثل مرحلة هامة في حياته الفنية فهو سيقيم فيها معرضا فرديا يضمنه مجموعة من أشهر أعماله بالإضافة إلى كتاب يلقي الضوء على أعماله الفنية.

ستيفن ستابلتون مدير المعرض المتنقل «حافة الصحراء» التي قدم الفن السعودي المعاصر لجماهير لندن عام 2008 يقول إن معرض ماطر الفردي في لندن ليس الأول من نوعه بالنسبة للفنان فقد سبقته معارض أخرى بعضها فردي مثل معرضه في دبي ومعارض متفرقة في جدة ولكن بشكل ما يعد المعرض اللندني هو المعرض الفردي الأول للفنان خاصة من ناحية كم الأعمال المقدمة.

المعرض يقام على هامش معرض «فريز آرت» الشهير بلندن وسيقوم الفنان أيضا بإطلاق الكتاب الذي تنشره دار «بووث كليبورنو» وترعاه مؤسسة «جدوى للاستثمار» والشركة السعودية للأبحاث والتسويق. ويضم الكتاب مجموعة من المقالات والشهادات التي يقدمها مجموعة من كبار الاختصاصيين الفنيين العالميين حول فن أحمد ماطر ومن هؤلاء فينيشيا بورتر أمينة قسم العالم الإسلامي والشرق الأوسط المعاصر بالمتحف، وليندا كوماروف رئيسة قسم فنون الشرق الأوسط بمتحف لوس أنجليس كاونت للفن والمستعرب والكاتب البريطاني تيم ماكنتوش سميث والفنان والشاعر أشرف فياض.

الكتاب بالعربية والإنجليزية ويؤكد ستابلتون أن أهمية مثل هذا الكتاب تكمن في أن العالم الغربي لا يعرف الكثير عن الفنانين العرب، وبالتالي فإن الكتاب يمكن اعتباره بمثابة الأساس الذي يقف عليه فن ماطر وبذلك يصبح مرجعا لمن يريد معرفة المزيد عن الفنان وحياته.

وأحمد ماطر يعد واحدا من أبرز الفنانين السعوديين على الساحة العالمية الآن فقد عرضت أعماله في فينيسيا والقاهرة ودبي ولوس أنجليس وبرلين كما ضم المتحف البريطاني إحدى لوحاته ضمن مقتنياته. والمتأمل لأعمال أحمد يرى فيها ترابطا واضحا ما بين مهنة الطب التي ما زال ماطر يزاولها وبين الفن الذي فتح له أبوابا كثيرة للتعبير عن عالمه الخاص والتراث المحلي.

وتذكر فينيشيا بورتر أن أول ما سحرها في أعمال ماطر هو لوحة «أشعة سينية» وتشير إلى الإشارات القرآنية التي ضمتها اللوحة إلى جانب العبارات الطبية ورسم للكعبة، وتربط بين تلك الاستخدامات والموروث الديني والفني الذي استوحى منه ماطر إبداعه. فحافات لوحاته تزخر بالألوان والزخارف وكأنها صفحات مخطوطات قديمة وعلى الرغم من ذلك الإطار التراثي للوحة فالمواضيع تتميز بالجرأة والقوة والتفرد.

وسيقدم ماطر في معرضه اللندني نحو 40 عملا تتنوع ما بين التصوير والرسم والفيديو بعضها عرض من قبل مثل سلسلة «استنارات» و«التطور الإنساني» و«أنتينا» الذي عرض مؤخرا في برلين.

ويمثل عمل «التطور الإنساني» علامة جديدة في مشوار ماطر الفني ففيه يتعامل مع قضية الاعتماد على البترول والمخاوف من أن تتطور تلك العلاقة بالإنسان إلى الهاوية. ويبرز الواقع الخاص للفنان عبر عمل «كاميرات المراقبة التلفزيونية» الذي يصور الحياة اليومية للطبيب أحمد ماطر وتنتقل اللقطات من غرفة الصلاة إلى ممرات المستشفى. وفي عمل بعنوان «أنتينا» ينقلنا الفنان إلى المجتمع السعودي في فترة الثمانينات واعتماده على إيريال البث التلفزيوني للحصول على المعلومات من تلفزيونات الدول المجاورة. الـ«أنتينا» بشكل ما يعبر عن ذاكرة مجتمع بكامله على حد تعبير ماطر، وأيضا يعبر عن حالة العطش إلى المعرفة والتواصل البشري. كما يقدم المعرض مشروع «البقرة الصفراء» الذي قدمه ماطر في محاضرة له ألقاها بمتحف اللوفر.

ومن المتوقع أن يقوم ماطر بعد ذلك بجولة على عدد من دول العالم لتوقيع نسخ من كتابه كما سيقيم معرضا في مدينة ميامي الأميركية.