«هارفارد».. الأفضل في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم

جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تتقدمان على جامعتي إسطنبول وطهران

جاءت نتائج الترتيب الجامعي الذي وضعته جامعة شنغهاي جياوتونغ الصينية بخصوص التقدم الجديد الذي أحرزته بعض الجامعات السعودية متوافقة مع دراسة بريطانية نشرت حديثا وبينت أن دول الخليج تعيش الآن نهضة علمية («الشرق الأوسط»)
TT

احتلت جامعة هارفارد الأميركية المرتبة الأولى في قائمة أفضل جامعة في العالم لعام 2010، محتفظة بتاجها الثمين للعام الثامن على التوالي. كما احتلت الجامعات الأميركية مراتب متقدمة في قائمة «الترتيب الأكاديمي لجامعات العالم» (ARWU) التي تنشرها جامعة شنغهاي جياوتونغ الصينية سنويا منذ عام 2003.

وحققت جامعات من الشرق الأوسط تقدما في قائمة عام 2010، إذ دخلت جامعتان سعوديتان قائمة أحسن 500 جامعة في العالم بدلا من جامعة واحدة العام الماضي، وهما جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران.

واحتلت الجامعات الأميركية ثماني مراتب من بين أفضل 10 جامعات في العالم كما احتلت 54 مرتبة أيضا من بين أفضل 100 جامعة، إذ جاءت بعد جامعة هارفارد جامعتا كاليفورنيا في بيركلي، وستانفورد، ثم معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، تلته في المرتبة الخامسة جامعة كمبردج البريطانية التي كانت تحتل المرتبة الرابعة في القائمة نفسها لعام 2009، ثم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فجامعات برينستون وكولومبيا وشيكاغو. واحتلت جامعة أكسفورد البريطانية المرتبة العاشرة. وقد انخفض عدد الجامعات البريطانية في قائمة أحسن 500 جامعة من 40 إلى 38 جامعة.

واحتلت جامعة الملك سعود المرتبة 324 في القائمة بينما احتلت جامعة إسطنبول المرتبة 424، وجاءت مرتبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 427 بينما جاءت جامعة طهران في المرتبة 490 من القائمة.

كما أظهر الترتيب العالمي للجامعات تقدم الجامعات الآسيوية واحتلالها 106 مراكز من بين قائمة أفضل 500 جامعة، وأن الجامعات الصينية هي الأفضل أداء. ودخلت 34 جامعة صينية إلى قائمة أفضل 500 جامعة في ترتيب عام 2010، أي أكثر من ضعف عددها عام 2004.

وإضافة إلى قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، تنشر المؤسسة أيضا قوائم لأفضل الجامعات في الاختصاصات الأكاديمية: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، وعلوم الكومبيوتر، والاقتصاد/ إدارة الأعمال. كما تنشر قوائم إضافية لأفضل الميادين الأكاديمية: العلوم الطبيعية والرياضيات، والهندسة/ التكنولوجيا وعلوم الكومبيوتر، وعلوم الحياة والزراعة، والطب السريري، والصيدلة، والعلوم الاجتماعية.

وفي قائمة أفضل الجامعات في العالم في العلوم الطبيعية والرياضيات التي نشرت على موقع مؤسسة «ARWU» الإلكتروني، تبوأت جامعة هارفارد المركز الأول أيضا تلتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ثم جاءت جامعة كمبردج البريطانية في المرتبة الثالثة ثم جامعة برنستون في المرتبة الرابعة تلاها معهدا كاليفورنيا ثم ماساشوستس للتكنولوجيا، ثم جامعة ستانفورد. واحتلت جامعة طوكيو المرتبة الثامنة تلاها المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ ثم جامعة كولومبيا الأميركية. وجاءت جامعة أكسفورد البريطانية في المرتبة الحادية عشرة.

ويصنف الترتيب الأكاديمي 1000 جامعة كل عام وتنشر قائمة أفضل 500 جامعة على الإنترنت، ويركز بشدة على إنجازات البحث العلمي.

ويستخدم التصنيف ستة مؤشرات لترتيب الجامعات على مستوى العالم، منها: عدد الطلبة والأساتذة الحائزين على جوائز نوبل، وعدد الباحثين البارزين فيها، وعدد المقالات المنشورة في كبريات الدوريات، ونصيب كل فرد من حجم الأداء مقارنة بحجم المؤسسة التعليمية.

وقد حظيت جامعة هارفارد بالمرتبة الأولى في القائمة بفوزها بخمسة من أصل ستة مؤشرات، من ضمنها تفوقها في مؤشر العلوم، وفي علوم الفيزياء.

وكانت صحيفة «التيمس» اللندنية العريقة قد وضعت أيضا نظاما خاصا بها لتصنيف جامعات العالم منذ عام 2004. ويسمى هذا التصنيف «ترتيب جامعات العالم لملحق التعليم العالي لصحيفة (التيمس)/ مؤسسة كيو سي» منذ عام 2008 بعد تعاون الصحيفة مع شركة «كواكوريلي سايموندس المحدودة». وتعتبر هاتان القائمتان الأفضل في العالم.

ويشير عدد من الدلائل إلى عدم ارتياح الجامعات الأوروبية للتصنيف الذي تقدمه قائمة ««ARWU الصينية الدولية. وقد زار وزير التعليم الفرنسي جامعة جياوتونغ الشهر الماضي لمناقشة القائمة قبل نشرها وفقا لما ذكرته النشرة الإنجليزية لوكالة الصحافة الفرنسية، كما قام عشرات من رؤساء الجامعات الأوروبية بزيارات مماثلة. وعلق ينغ تشينغ المدير التنفيذي لمركز أفضل الجامعات العالمية في جامعة جياوتونغ في حديث للوكالة: «إننا نؤمن بأن القائمة ستكون مهمة لخبراء الجامعات والعلماء حول العالم إلا أننا لم نكن لنتصور أبدا أنها ستكون مؤثرة بهذا الشكل».

وجاءت نتائج الترتيب الجامعي الذي وضعته جامعة شنغهاي جياوتونغ الصينية بخصوص التقدم الجديد الذي أحرزته بعض الجامعات السعودية متوافقة مع دراسة بريطانية نشرت حديثا وبينت أن دول الخليج تعيش نهضة علمية.

قوائم الجامعات الجيدة عالميا (أفضل 500 جامعة) التي تقوم العديد من المؤسسات العلمية والإعلامية مثل صحيفة «التيمس» وبعض المؤسسات الأميركية بترتيبها حسب الأفضلية كانت في السابق خالية من أي ذكر للجامعات العربية.

وقالت الدراسة التي أجريت مؤخرا في لندن إن العلم والثقافة العصرية غيرا الكثير داخل المجتمعات الإسلامية خاصة في دول الخليج العربي. وأضافت الجمعية الملكية البريطانية في دراستها أن الثقافة والبحث العلمي كانا مهملين من حيث التمويل المالي لمدة طويلة في البلاد الإسلامية، إلا أن الكثير منها يعيش الآن نهضة حقيقية في مجال الثقافة والعلوم.

وذكرت لورنا كاسلتون نائب رئيس الجمعية أن دول الخليج خاصة بدأت «عصرا ذهبيا جديدا»، حيث ازداد عدد الشباب الذين يلتحقون بالجامعة، كما أن الاستثمار في البحث العلمي يتم بكثافة عالية جدا.

وسوف تنشر أسباب ونتائج هذا التحول الاجتماعي في دراسة تمتد ثلاثة أعوام للوقوف على أوضاع هذه البلاد. وفي حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قالت كاسلتون إن النتائج الأولية للدراسة تشير إلى أن دول الخليج هي أكثر الدول الإسلامية التي تستثمر في البنية التحتية والمجال العلمي والثقافي.

وتضيف كاسلتون: «نحن نبحث بطبيعة الحال أوضاع دول شديدة التباين تشترك فقط في أن أغلبية سكانها مسلمون. والكثير من هذه الدول لها تقاليد كبيرة في المجال الثقافي والتعليمي مثل باكستان وماليزيا وإيران، التي تحاول أن تصل حاضرها بتقاليد البحث العلمي الكبرى التي كانت سائدة في العصور الوسطى. أما اللاعبون الجدد فهم دول الخليج كقطر وأبوظبي وغيرهما، وهي دول تستثمر الكثير في البنية التحتية وتمويل الجامعات لديها، وقد لاحظت هذه الدول أنها تتغير وعليها أن تضخ أموالا أكثر في الثقافة والتعليم».

وعن سؤال حول مدى مشاركة النساء في هذا التحول الاجتماعي قالت كاسلتون: «في بعض هذه الدول تبلغ حصة النساء في الجامعات أكبر من حصتهن في الولايات المتحدة ذاتها، ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال تبلغ نسبة النساء في الجامعات 58 في المائة، مع ملاحظة أن الكثيرات منهن لا يعملن بعد تخرجهن، إلا أنني أرى أن ذلك سيتغير في المستقبل. فالنساء سيتمكن في وقت ما من التعاون معا بصورة أكبر كما هو حالهن في العالم الغربي وهكذا يتمكن أيضا من تغيير وضعهن داخل المجتمع الإسلامي، فربط النساء المتزايد بالتعليم والثقافة ربما يؤدي إلى قلب مجتمعات بكاملها رأسا على عقب، والنساء المثقفات لا ينجبن على الأقل عددا كبيرا من الأطفال، وهكذا تزداد الرفاهية».

وعما إذا كان يجب على الغرب أن يقلق من المنافسة العلمية والبحثية لهذه الدول، قالت كاسلتون: «يجب أن نقلق لأن دول الغرب سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة صارت تعاني أكثر من ذي قبل من ضيق الموارد المالية، إلا أنه ما زال هناك الكثير من الوقت لكي تكرس هذه الدول الإسلامية تقليدا علميا متبعا. لكن هذه الدول تتميز بامتلاكها الأموال الكثيرة، وتقدمها في المجالات المذكورة منوط بقدرتها على جذب العلماء والخبراء المتميزين، غير أن هناك بلا ريب احتمالا أن يسافر الناس مستقبلا إلى قطر مثلا أو إلى أي دولة عربية أخرى لتلقي أفضل علاج طبي».