لأول مرة في تاريخها.. جامعة الكوفة تختار عميدة لإحدى كلياتها

الدكتورة ابتسام المدني لـ «الشرق الأوسط»: أنا فخورة بهذه الثقة.. ووجدت الدعم من الجميع

د. ابتسام المدني («الشرق الأوسط»)
TT

أصبحت الدكتورة ابتسام المدني أول امرأة تتولى منصب عميد كلية في تاريخ جامعة الكوفة مما يشكل قفزة مهمة تحققها المرأة في مدينة دينية محافظة ويغلب عليها الطابع الذكوري. ووصف رئيس الجامعة، الدكتور عبد الرزاق العيسى، عميدة كلية التربية الأساسية الجديدة بأنها الأجدر وذات كفاءة علمية كبيرة وتستحق أن تكون في هذا المنصب.

والدكتورة ابتسام عبد الكريم المدني من مواليد محافظة ديالى وأكملت دراستها الابتدائية والثانوية في مدينة بعقوبة ونالت البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من كلية تربية ابن رشد في جامعة بغداد، ثم عملت أستاذة في الكلية من عام 1969 ولغاية عام 2003، وعندما تدهورت الأمور الأمنية في العراق انتقلت إلى جامعة ديالى كي تكون قريبة من سكنها، لكن موجة الإرهاب والعنف التي عصفت بالبلاد عام 2006 أجبرتها بعد مقتل أكثر من 18 من طلاب وأساتذة الجامعة على الهجرة إلى مدينة النجف التي تعتبر موطنها الأصلي، وعينت رئيسة لقسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات.

«الشرق الأوسط» التقت العميدة، التي بدت واثقة من نفسها وحازمة في إدارة الكلية، وقالت عن بداية افتتاح الكلية في عام 2008: «شكلت لجنة من جامعة الكوفة برئاستي لوضع دراسة لفتح الكلية بقسميها: القرآن الكريم، واللغة العربية، وقد تم وضع الدراسة وعرضت على الجامعة ووزارة التعليم العالي وتمت الموافقة على افتتاح الكلية». وعن سبب اختيار هذين القسمين، قالت الدكتورة ابتسام: «تم اختيار القسمين لأن اللغة العربية في الوقت الحاضر تتعرض إلى هجمة شرسة لإماتتها ولإشاعة العامية». وأضافت: «تم اختياري من قبل رئيس الجامعة، وأنا فخورة جدا بهذه الثقة التي أعطيت لي، وإن شاء الله سوف أكون عند حسن ظن الجميع». وتابعت: «الكل يتصور أن مجتمع محافظة النجف (التي تتبعها الكوفة) منغلق ولكن لم ألمس هذا على الإطلاق، بل إنهم ينظرون إلى المرأة حسب استحقاقها، ووجدت أيضا الترحيب والدعم من الجميع». بدوره، قال رئيس الجامعة عن اختيارها: «يجب أن لا نميز بين العنصر النسوي والعنصر الذكوري في عمله وعلينا اختيار الأكفاء لعمادة الكليات ورئاسة الأقسام في كليات الجامعة، وهذا ما يحدث»، مضيفا: «جاء اختيار الدكتورة ابتسام على أساس كفاءتها العلمية وحسن سيرتها وهي أول امرأة تتسنم منصب عميد كلية ولكن لن تكون الأخيرة.. فسوف يكون هناك ترشيح لكل امرأة لديها الكفاءة العلمية لشغل منصب عميد كلية وحتى لشغل منصب رئيس الجامعة».

وعن المرأة في محافظة النجف، قالت ابتسام المدني إنها «امرأة قوية وصلبة ولا تحتاج إلا إلى الأجواء العلمية لكي تتطور، وإذا تحقق ذلك سوف تقدم المرأة النجفية ما لم تستطع تقديمه النساء في المحافظات الأخرى».