أحفاد عائلة إيفان الرهيب الروسية يطالبون باستعادة قصر الكرملين

المحكمة تمنح الحكومة شهرا لإثبات ملكيتها للمكان

تاريخ روسيا المتقلب أدخل إلى قصر الكرملين القياصرة والشيوعيين.. والآن الدولة الروسية الحديثة التي يتربع عليها الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس وزرائه الرئيس السابق فلاديمير بوتين (إ. ب. أ)
TT

من يملك الكرملين؟ هذا السؤال قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، إلا أن القضاء الروسي يعتقد أنه سؤال في محله وعلى حكومة الرئيس ديمتري ميدفيديف أن تثبت ملكية الدولة الروسية للمبنى، الذي يشكل أهم معلم في العاصمة الروسية موسكو، بعد أن بدأ أحفاد ايفان الرهيب يطالبون باسترجاعه.

إلا أن ممثلي الحكومة الروسية قالوا إن الأمر مضحك ولا يستحق الرد، ولن يحالف القضية النجاح. لكن قالت محكمة في موسكو إنها ستنظر في القضية، ومنحت عائلة روريك حق الاستئناف، وطلبت من الدولة تقديم الإثباتات ووثائق تسجيل الأراضي قبل 14 سبتمبر (أيلول) المقبل.

القضية المرفوعة حاليا في المحاكم الروسية تقدمت بها «مؤسسة الأمراء»، الذين يمثلون أحفاد عائلة روريك التي حكمت روسيا القيصرية من القرن التاسع وحتى القرن السادس عشر. وتقول المؤسسة إن العائلة الحاكمة آنذاك أقامت في المكان الذي تبلغ مساحته 69 هكتارا ولهذا يجب إعادته إلى الأحفاد.

وقال رجل الأعمال الروسي الأمير الأكبر فالاري كوباريف (47 عاما) في تصريحات أوردتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: «أريد أن أذكر السلطات الروسية بأن الكرملين تملكه عائلة روريك»، مضيفا أن عائلته يعود أصولها إلى أمراء الفايكينغ.

الأمير يطالب بأحقية الوجود الدائم لمؤسسته في أحد قصور الكرملين الأربعة وأبراجها الشهيرة التي يصل تعدادها إلى 19.

وخلال تاريخ روسيا المتقلب استولى على الكرملين الكثير من الحكام، منهم عائلتان ملكيتان (منها الروريك) إضافة إلى البلاشفة الذين استولوا على البلاد بعد الثورة التي أطاحت بروسيا القيصرية وجاءت بالحكم الشيوعي، وأخيرا الدولة الروسية الحديثة التي جاءت نتيجة ثورة الانفتاح، التي وضعت حدا للحكم الشيوعي.

ويقال إنه من الصعب جدا على الدولة إثبات ملكيتها للمكان ولا يوجد أي أوراق لإثبات ذلك بسبب التاريخ المتقلب لروسيا. ويريد الأمير أن يمنح حق إدارة القصور، وأن تعطى الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية حق الإقامة في المكان أيضا، وأن يكون للمؤسسة الحق في تنظيم اللقاءات الثقافية والدينية والسياسية في المبنى.

وقال الأمير: «هذا العقار لم يشتره أحد منا ولم يأخذ منا حسب القانون، ولهذا فإنه لا حق للسلطات الفيدرالية في الوجود فيه. إننا كأحفاد عائلة روريك نطالب باسترجاع المكان، والحصول على إيجار بدلا من الوجود غير القانوني للدولة فيه وتعويضا من الدولة».

أصبح الكرملين هو المقر الرسمي للسلطات السوفياتية الشيوعية بعد الثورة البلشفية، أما الآن فقد أصبح المقر الرسمي للرئيس ديمتري ميدفيديف وحكومته. البناية الحالية هي ما كان يعرف بالقلعة التي كانت قائمة على نهر موسكو والتي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الخامس عشر، عندما قام ايفان الثالث، الذي ينتمي إلى عائلة روريك بترميمه.

وجاء بعد ذلك ايفان الرهيب، الذي أمر ببناء كاتدرائية سانت باسل في الساحة التي أصبحت تعرف بالميدان الأحمر بجانب الكرملين. وكان قد عرف بقبضته الحديدية وشغفه بتوسيع إمبراطوريته.

ومع أنه من الصعب دخول عامة الناس إلى المكان فإنه يبقى من أكثر الأماكن التي تجذب إليها السياح في موسكو.

وهناك عائلات أخرى حكمت روسيا مثل عائلة رومانوف التي قال ممثلوها إنهم ليسوا بصدد رفع أي قضايا للمطالبة بحقوقهم في المكان.