رائحة الشواء العطرية بمهرجان الكستناء الأوروبي في الخريف

احتفال سنوي تشترك فيه معظم دول القارة من شمالها إلى جنوبها

تعد الكستناء الآن من الأطعمة الغالية الثمن وتباع كحلويات في أفخر المتاجر الأوروبية (رويترز)
TT

ينبعث الدخان من أعداد لا تحصى من النيران في أنحاء قرية وبلدة كولوبرير الفرنسية الصغيرة الواقعة على سفح الجبل، ويمتزج الدخان بالرائحة العطرية لحبات الكستناء المشوية. ويلقي البائعون حبات الكستناء في الهواء من داخل آنية الشواء الحديدية الكبيرة ثم التقاطها مرة أخرى لتستقر داخل الآنية بطريقة تهدف إلى جذب انتباه المارة، ويقدم هذا النوع من الطعام الشهي وهو لا يزال شديد السخونة داخل أكياس ورقية، ويمكنك أن تأكل هذه الحبات الشهية وأنت تسير في طريقك صوب المعلم التالي الذي تعتزم مشاهدته.

ويعد مهرجان الكستناء في كولوبرير الواقعة في منطقة داخلية بالقرب من منطقة كوت دازور بالجنوب الفرنسي من أفضل المهرجانات المعروفة في فرنسا، ويشارك في هذا المهرجان المقام في سلسلة جبل ماورن بإقليم بروفنس أكثر من 30 ألف زائر خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.

ومن المقرر، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، إقامة احتفالات هذا العام أيام الآحاد 17، 24، 31 من أكتوبر، ووقتها ستغلق حركة المرور داخل بلدة كولوبرير، بينما تقف السيارات في طوابير تمتد لعدة كيلومترات على مشارف البلدة.

ولا يعد إقليم بروفنس هو الإقليم الوحيد في فرنسا الذي يقام فيه مهرجان خاص بالكستناء، حيث يستضيف إقليم أرديشيه مهرجانا مماثلا خلال الفترة من منتصف أكتوبر إلى أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، بينما تسود وجبة الكستناء قائمة الطعام التي تقدمها الكثير من المطاعم.

وفي وقت لاحق تتحرك الاحتفالات صوب الجنوب إلى جزيرة كورسيكا بالبحر المتوسط، حيث تتم دعوة الزوار إلى سوق الكستناء المقامة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بقرية بوكوجنانو التي تقع بوادي غرافونا المرتفع الذي تكسوه المراعي.

ولعدة قرون ظلت حبات الكستناء ذات القيمة الغذائية والسعرات المرتفعة، والتي كان يطلق عليها وصف «خبز الفقراء»، طعاما أساسيا وحيويا في كثير من المناطق الأوروبية.

وبمرور الوقت ارتفعت مكانة حبات الكستناء، وتعد الآن من الأطعمة اللذيذة وتمر بمرحلة من الإحياء، كما يتم الاحتفاء بإعادة اكتشاف فن طهي الكستناء في الكثير من مناطق العطلات الأخرى في أوروبا خلال فصل الخريف.

وعلى سبيل المثال يتجمع القرويون في إقليم غاليسيا غرب إسبانيا حول نيران المخيمات للاحتفال بمهرجانهم الكبير، بينما يحتفلون في إقليم الأندلس بالجنوب الإسباني بما يطلق عليه «عيد الكستناء».

كما تقام مهرجانات الكستناء في كل مكان بدءا من جزيرة ماديرا الواقعة بالمحيط الأطلسي إلى بلدة لوفران الكرواتية المطلة على المنطقة الجنوبية الشرقية من ساحل شبه جزيرة إيستريا بالبحر الإدرياتيكي، ويمكن لراغبي قضاء العطلات بمنطقة توسكاني الإيطالية المشاركة في مهرجان الكستناء المحلي في نوفمبر.

ويطلق السكان المحليون بإقليم تيرول بالشمال الإيطالي على الكستناء «كيسشتن»، حيث يتم الاحتفال بهذه الحبات باعتبارها محورا لمهرجان «أيام الكستناء» المقام في بلدتي فويلان وتيسنز هذا العام خلال الفترة من 17 إلى 31 أكتوبر. ويطلق على الكستناء في سويسرا «مارونيز»، ويمكن للزوار مشاهدة مساحات واسعة من غابات أشجار الكستناء في إقليم تيسين.

ويعد الخريف أيضا هو وقت الاحتفال بالكستناء الذي يطلق عليه اسم «كيشيدي» بغابة بفالزرفالد بمنطقة بلاتينيت بغرب ألمانيا، وكان الرومان هم من أدخل الكستناء، وهو نبات ينتمي إلى حوض البحر المتوسط إلى منطقة بلاتينيت، أو على الأقل هذا ما ترويه القصص. ويبدأ موسم الاحتفالات بـ«أيام الكستناء» بمنطقة تريفلسلاند الألمانية وفي بلدة أنفيلر على نهر تريفلس في أوائل أكتوبر.

وتتوج الاحتفالات بـ«عيد الكستناء» بمنطقة هاونشتاين في منتصف أكتوبر، وتتكون الوجبة الشهية بالمطبخ المحلي من حساء الكستناء والنقانق المقلية والفطائر والكعك.