طبيب روسي.. يقترح إنشاء معهد لتقويم العظام في العراق

ينقل تقنية «إيليزاروف» إلى كردستان

TT

تزدحم عيادته يوميا بعشرات المراجعين من أبناء كردستان الذين يعانون من أمراض واعوجاجات في العظام، ولا يتحرج بعضهم من وصف علاجات الطبيب الروسي البروفسور إسماعيلوف - «المعجزة»، خاصة أن النتائج الباهرة التي حققها هذا الطبيب أذهلت الأوساط الطبية في إقليم كردستان.

هذا الطبيب المقيم في إيران الذي يتردد على كردستان بين فترة وأخرى لمعالجة العشرات من المرضى والمعاقين، يعتمد تقنية «إيليزاروف» الطبية المنتشرة في أنحاء العالم في معالجة مرضاه، وهو علم أثبت، حسب قوله، نتائج مذهلة في معالجة المعاقين، بل إن هذا الطبيب سجل رقما قياسيا في تطويل القامة بنسبة 51 سم متخطيا بذلك الرقم القياسي المسجل وهو 37 سم.

وبعد نجاحه في إجراء أكثر من أربعة آلاف عملية لتقويم العظام ومعالجة الإعاقة، نال إسماعيلوف جائزة تقديرية من الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين تقديرا لأبحاثه وجهوده.

ويقول في حوار مع «الشرق الأوسط» إن الطريقة التي يعتمدها في علاجاته والمعروفة بطريقة «إيليزاروف» نسبة إلى العالم الذي طورها، أثبتت نجاحها في كثير من دول العالم، وكانت سببا في درء قطع الأعضاء (اليد والساق) في كثير من الحالات. وأضاف أنه يأسف «لأن هذه الطريقة لمعالجة المرضى والمعاقين غير معروفة في كردستان التي أزورها حاليا، على الرغم من أنها منتشرة في جميع أرجاء العالم. ومع ذلك فأنا لا أجري أي عملية من دون إعطاء الضمانات للمريض وذلك بعد تشخيص حالته، إذ يهمني أن أعالج المريض بالدرجة الأولى، ولا تهمني المكاسب المادية مثل بعض الأطباء».

ويبدي البروفسور الروسي استعداده لإنشاء معهد مختص في هذا العلم في كردستان إذا تلقى دعما من حكومة الإقليم، ويقول إن «العراق وبسبب تعرضه لحروب متعددة هو الدولة الأكثر حاجة إلى إنشاء مثل هذه المعاهد، لأن هناك عشرات الآلاف من المعوقين بسبب تلك الحروب هم بحاجة إلى المعالجة».

ويشرح البروفسور إسماعيلوف طريقة «إيليزاروف» الذي تخصص فيها بالقول: «بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت أنواع جديدة من الأمراض وسط الضحايا، وكانت الطرق المعتمدة حينذاك هي طرق تقليدية كلاسيكية، ولكن أحد العلماء الروس ويدعى غافريل أبراموفيتش إيليزاروف تمكن من ابتداع طريقة جديدة لمعالجة جرحى الحرب، وذلك بربط الحديد خارج جسم الإنسان، وعرفت هذه الطريقة باسم مبتدعها البروفسور إيليزاروف». ويستطرد بالقول إن «تقنية إيليزاروف تنقذ المصاب من عملية البتر والتعويق، وكذلك من نقل العظام من مكان إلى آخر، فهذه التقنية تعتمد أساسا على تطويل العظام وتقويمها، وهي منتشرة في أرجاء روسيا كافة، وقد أنشئ مركز علمي لدراسة هذه التقنية في سيبيريا الروسية درس فيه كثير من الطلاب في مختلف أنحاء العالم».

وكان البروفسور إسماعيلوف أحد طلاب هذا المركز العلمي، وكان واحدا من السبعة الأوائل المتخرجين في هذا المركز العلمي، ثم حاز درجة الأستاذية في هذه التقنية عام 2000، وذهب إلى إيران وافتتح في عاصمتها طهران مركزا لـ«تقنية إيليزاروف»، وعالج هناك أكثر من أربعة آلاف من المعوقين، وحقق نسبة نجاح تفوق 90%، وكان معظم المراجعين من ضحايا الحرب العراقية الإيرانية».

* طريقة شد العظام

* وتتلخص طريقة «إيليزاروف» في نشر العظم المراد شده، وتركيب جهاز الشد ثم الانتظار لمدة أسبوع إلى عشرة أيام ثم البدء في عملية إبعاد أطراف العظام بعضها عن بعض تدريجيا بمعدل ملليمتر واحد يوميا لإعطاء الفرصة لتكوين عظم بين أطراف العظام المنشورة. ويتم الإبقاء على الجهاز ما بين ثمانية أسابيع إلى ثلاثة أشهر حتى تتصلب العظام المكونة في الفراغ لفترة تسمى «فترة الدمج» Consolidation period.

وكان البروفسور الروسي إيليزاروف قد طرح نظريته عام 1951 التي أطلق عليها «شد وتطويل العظام» (Law of Tension & Stress) وذلك عند معالجته لأحد مرضاه، وأجرى بعدها عدة تجارب ودراسات قام بنشرها عام 1988 مكملا بذلك محاولات من سبقوه من علماء في هذا المجال.