75 عاما مضت على ثورة «بنغوين» في عالم نشر الكتب

فكرتها برزت في محطة للسكك الحديدية وتقوم على نشر رواية عالية الجودة بتكلفة زهيدة

TT

تقول دار نشر «بنغوين بوكس»، إن فكرة نشر رواية عالية الجودة بتكلفة زهيدة، برزت في محطة للسكك الحديدية.

ففي حين كان ينتظر في محطة إكستر بعد زيارة لكاتبة الروايات البوليسية الإنجليزية، أغاثا كريستي، رغب الناشر ألان لين في قراءة شيء ما على متن القطار المتجه إلى لندن، لكنه لم يجد سوى المجلات الشعبية وطبعات جديدة لروايات تعود إلى العصر الفيكتوري.

وفكر في أن الكتب الجيدة ينبغي أن تكون متاحة، ليس فقط في المكتبات، ولكن في محطات السكك الحديدية، ولدى باعة السجائر، وسلاسل المتاجر أيضا. وبعد عدة أشهر، اختار لين «بنغوين» (البطريق) رمزا لنشاطه الجديد، وظهرت أول كتب غلافها من الورق المقوى تحمل شعار البطريق عن دار «بنغوين» في صيف عام 1935.

وسرعان ما لقيت هذه الفكرة اهتماما، حيث بدأ نشر كتب ورقية الغلاف في الانتشار حول العالم، وانتشر هذا الأمر خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.

ويقول جون ماكينسون، الرئيس التنفيذي الحالي لـ«بنغوين» خلال مقابلة أجرتها معه مؤخرا هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «عندما أسس ألان لين دار نشر (بنغوين) عام 1935، كانت تداعبه فكرة بسيطة للغاية، ولكن آثارها كانت هائلة، ألا وهي أن تتاح الثقافة العظيمة للجميع بتكلفة في متناول الجميع».

وعلى الرغم من أن تلك ليست المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها إصدار كتب بأغلفة ورقية، حيث إن طبعات بأغلفة رقيقة لأعمال كلاسيكية ظهرت قبل عقود من ذلك، فإنها كانت تلك المرة الأولى التي تحظى بعدد كبير للغاية من القراء. وباعت «بنغوين» ثلاثة ملايين نسخة في العام الأول، وهو العام الذي شهد ما يعرف بـ«الكساد الكبير» وتوسعا في الثقافة الجماهيرية.

وكانت تكلفة الكتب تصل إلى نحو نصف الشلن فقط، أي ما يعادل علبة من السجائر. وإلى جانب التكلفة الزهيدة وجودة المضمون، فإن الشعار المميز لدار النشر تلك (البطريق) أسهم في تحقيق نجاح كبير للغاية لها.

وكان الناشرون التقليديون وبعض المؤلفين، ينظرون شزرا إلى ظهور الكتب ذات الأغلفة الورقية، وعلق الكاتب الإنجليزي جورج أوريل ساخرا بالقول: «تنطوي كتب (بنغوين بوكس) على قيمة رائعة مقابل نصف شلن، وهي من الروعة لدرجة أن هناك شعورا لدى الناشرين الآخرين يجمعهم ضدها، من أجل التصدي لها».

وقال زميله برنارد شو: «إذا كان الكتاب ينطوي على شيء جيد، فالأرخص هو الأفضل».

ونشرت «بنغوين» للكثير من مشاهير الكتّاب باللغة الإنجليزية، وكان أول من نشرت لهم إيرنست همينغواي وأغاثا كريستي. والشركة الآن هي من بين أبرز دور النشر في بريطانيا والولايات المتحدة والكثير من الدول الأخرى.

والتساؤل: هل تستطيع «بنغوين» البقاء في عصر الإنترنت والكتب الإلكترونية؟

يقول ماكينسون: «ليس شيئا لطيفا أن تمتلك كميات ضخمة من الكتب الإلكترونية»، مضيفا أن الناس لا تزال تجمعهم علاقة حب بالكتب في شكلها الورقي المادي.