افتتاح مهرجان «برومز» للموسيقى الكلاسيكية في قاعة «ألبرت هول» بلندن

أطلق عام 1895 في القاعة التي افتتحت عام 1871

تتسع قاعة «رويال ألبرت هول» لستة آلاف شخص تقريبا. والقاعة التي افتتحت عام 1871 هي مبنى دائري مقام بالطوب الأحمر، وتعلو قبتها الحديدية زينات من التراكوتا
TT

تخيل أنك تحضر حفلا أوبراليا لأحد أعمال فاغنر مرتديا زيا صيفيا وحذاء خفيفا (صندل). هذا الأمر ليس مشكلة على الإطلاق في حفلات مهرجان «برومز» للموسيقى الكلاسيكية في لندن. أطلقها للمرة الأولى المنتج الفني روبرت نيومان عام 1895، تحت عنوان «مستر روبرت نيومان برومينيد كونسرتس» (الحفلات الراقصة للسيد روبرت نيومان). وهذه الحفلات تقليد بريطاني لا يلتزم فيها بزي رسمي معين.

كلمة «برومز» تستخدم في الولايات المتحدة لوصف الحفلة الراقصة التي تنظم في نهاية العام للمدارس العليا التي تسبق دخول الجامعة. أما في بريطانيا فتستخدم للحفلات الموسيقية والأوبرالية في القاعات الفاخرة، عندما تزال المقاعد وتصبح القاعة ساحة مفتوحة يجلس أو يقف فيها الناس على الأرض. طبعا في باقي أيام السنة تكون القاعة مقسمة إلى مناطق ومقاعد بأسعار مختلفة، أما في أيام «البرومز» فيكون هناك سعر واحد للمقاعد. كما أن الناس يرتدون ما يرغبون من ملابس دون إعطاء أي اعتبار للرسميات. الكلمة هي اختصار لكلمة «برومانيد»، أي التنزه، ويكون عادة في منطقة محاذية لشاطئ البحر.

وإذا كان جمهور وعشاق الفنون الرفيعة يستمتعون بروائع بيتهوفن ومالر وموتسارت، حيث النساء يرتدين فساتين سهرة والرجال بدلات توكسيدو رسمية، ويتناولون المأكولات والمرطبات خلال فترات الاستراحة، فإن أجواء الحفلات الراقصة (حفلات «البرومز») مختلفة تماما.

كان هدف نيومان الارتقاء بالذوق العام، وكان يعمل في سبيل ذلك من خلال تقديم تلك العروض على مسارح بسيطة، كي يتمكن الناس من تذوق وتقدير الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة. لم يعد هدف حفلات البرومز الراقصة تثقيفيا أو تعليميا، لكنها ظلت تستهدف رجل الشارع.

ومن ثم يمكنك شراء تذكرة لحضور حفل موسيقي رئيسي في قاعة «رويال ألبرت هول» في حي ساوث كنزنغستون، أحد أرقى أحياء العاصمة البريطانية، بسعر متدنٍّ للغاية، حيث لا يتجاوز سعر تذكرة مقعد في المؤخرة سبعة جنيهات إسترلينية (11 دولارا). أما المقاعد الخاصة فيبلغ سعر تذكرتها تسعين جنيها.

غياب قواعد الانضباط الرسمية هو التقليد؛ فتناول الطعام والشراب أمور ممكنة ومسموح بها من الأيام الأولى لتلك الحفلات، على الرغم من أنه يُطلب من المتفرجين الامتناع عن ذلك خلال الفقرات الغنائية.

هذه الأيام، لا يتوجه معظم حضور الحفلات الموسيقية لكافيتريا قاعة «رويال ألبرت هول» لتناول الشمبانيا خلال الاستراحة التي تستمر ساعة كاملة تتخلل عرض «أساتذة نورمبرغ الموسيقيون»، بل يكتفي كثيرون ببعض الشطائر المنزلية في متنزه هايد بارك المجاور للقاعة.

شيء واحد لم يتغير، وهو في الحقيقة السبب الرئيسي وراء عدم اهتمام تلك الحفلات بالمظهر الرسمي، ألا وهو استغلال المساحات الفارغة في القاعة في أداء رقصات «برومز»، فالقاعة تتسع لنحو 1400 شخص واقفين، وتقع قبالة خشبة المسرح مباشرة، وكذلك البهو الذي يلف القاعة من أعلى.

تتسع قاعة «رويال ألبرت هول» لستة آلاف شخص تقريبا، بما في ذلك المقاعد المحجوزة. والقاعة التي افتتحت عام 1871 هي مبنى دائري مقام بالطوب الأحمر وتعلو قبتها الحديدية زينات من التراكوتا. واستضافت القاعة حفلات «البرومز» الراقصة للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية.