رسامو حي مونمارتر قلقون على مستقبلهم

كان مثار جذب لرنوار وفان جوخ وتولوز لوتريك وبيكاسو

المنافسة تزداد يوما بعد يوم مع نسخ الأعمال الفنية المقلدة التي باتت تباع في المعارض المختلفة (إ.ب.أ)
TT

لم يترك مد العولمة أحدا حتى رسامي حي مونمارتر الذي يعد أحد أركان باريس شأنه شأن برج إيفل وكاتدرائية نوتردام.

المنافسة تزداد يوما بعد يوم مع نسخ الأعمال الفنية المقلدة التي باتت تباع في معارض ومحال تذكارات مجاورة وبأسعار منخفضة للغاية لا تقبل المنافسة. وجود أولئك الرسامين لم يعد متوقفا على منافسة النسخ الصينية المقلدة للأعمال الفنية فحسب، فهناك أيضا رسامون يعملون بشكل غير شرعي في حي بلاس دو تيرتر تلك البقعة الشهيرة من باريس فوق ربوة ساكر كير أو القلب المقدس.

لا تزال هناك لمحة باقية إلى أن تلك الساحة التاريخية كانت مثار جذب لفنانين عظماء مثل رنوار وفان جوخ وتولوز لوتريك وبيكاسو وجورج براك، غير أن رساميها اليوم مهتمون أكثر بحماية سمعة فنهم.

وقال أحد الفنانين بشيء من المرارة: «إن أسطورة فناني مونمارتر لن تبقى طويلا»، لقد أدرك ذلك الفنان البالغ من العمر 58 عاما والذي عرف نفسه فقط باسم ألين، لأنه يقبع في تلك الساحة منذ 35 عاما عندما وضع حامله هناك للمرة الأولى ويعرف تاريخها وما كانت عليه آنذاك.

هناك نحو 300 فنان يحملون ذلك التصريح الذي يشتهيه أي فنان للعمل في بلاس دو تيرتر غير أنهم ليسوا عرضة للانقراض، فقائمة الانتظار للحصول على التصريح طويلة، ومع ذلك تجدهم قلقين من ضياع ذلك التقليد الفني أو اندثاره.

تقول ماري نويل رومفو إحدى فنانات مونمارتر، للوكالة الألمانية للأنباء: «من ناحية تزداد معركة البقاء صعوبة طوال الوقت. ومن ناحية أخرى تزداد الصورة سوءا». كثير من السائحين الذين يزورون القلب المقدس، يعترضهم الرسامون غير الشرعيين قبل أن يصلوا للكنيسة، واللوحات التي ترسم لقاء 1520 يورو (1925 دولارا) ليست هي الشيء الوحيد التي تقضي على قيمة اللوحات من الناحية المادية.

تقول رومفو، (55 عاما)، دفاعا عن مهنتها، بعد أن أسست رابطة لرسامي اللوحات التصويرية: «غالبا ما تكون اللوحات سيئة للغاية لدرجة تصيب السائح بالإحباط.. كما أنها تسيء لصورتنا نحن». وتحظى اللوحات التصويرية والكاريكاتورية بشهرة وإقبال كبيرين في الميدان.

كما تغلغل منطق الربح الخالص لحي مونمارتر، حيث بات الفنانون يحاولون إرضاء أذواق العملاء.

وتعقب رومفو: « للأسف، لأن هذا النمط من الرسم آخذ في التغلغل لأواصر الفن».