افتتاح المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية «إيفا» في برلين

التلفزيونات ثلاثية الأبعاد وغسالات ملابس «ذكية» تغزو المعرض

نظارة ثلاثية الأبعاد من «سوني»
TT

يبدو أن «الكلمة السحرية» الكفيلة بتحول كل جهاز إلى عالم خيالي من الصور الجميلة المجسمة، في المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية «إيفا» هذا العام، ستكون «3D» الدالة على الأجهزة الثلاثية الأبعاد (المجسمة). فمعرض «إيفا»، كما هو معروف، لا يتخصص في الأجهزة المنزلية فقط، وإنما يتجاوزها إلى كل ما هو إلكتروني، بدءا بالكومبيوتر وانتهاء بأجهزة الملاحة والهواتف الجوالة، لكن التلفزيونات والكاميرات وكاميرات الفيديو وأجهزة العرض الثلاثية الأبعاد خطفت الأضواء من الأجهزة الأخرى كافة.

بل يمكننا القول إن «إيفا 50»، الذي يحتفل بذكرى تأسيسه الذهبية، وافتتح أمس، ويستمر حتى يوم التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، تحول إلى معرض ثلاثي الأبعاد تحاصر الصور فيه المشاهد من كل جانب، وتكاد الصور فيه تقفز من الشاشات الملونة. والعالم الثلاثي الأبعاد ما عاد مقصورا على مشاهدة التلفزيون بنظارات خاصة، وإنما يضع بين يدي المستهلك إمكانية التقاط الصور المجسمة بنفسه، أرشفتها، تحويل الصور القديمة إلى صور مجسمة، وإرسال الأفلام المجسمة عبر الإنترنيت وتحميلها. عدا عن ذلك فقد تجاوزت تقنية «3D» تقنيات فيلم «أفاتار»، الذي شاهده 2.7 مليار إنسان في العالم، إذ صارت تتيح للمشاهد التخلي عن النظارات الخاصة.

الميول الأساسية في «إيفا 50» كانت تقنيات الصور المجسمة، وطغيان التلفزيون «المهجن»، الذي يدمج التلفزيون والإنترنت معا، عدا عن التلفزيون المتعدد الوظائف، وهو التيار المستقبلي الذي يعد بتحويل التلفزيون إلى إنترنت وكومبيوتر وعارض أفلام ومشغل موسيقى وقارئ آلي في آن. هذا إضافة إلى تعزز نزعة تقليل استهلاك الكهرباء، بمعنى سيادة «الأجهزة الخضراء» على المعرض، وتفوق الأجهزة «الذكية» التي تختار أفضل طرق الاستخدام بغرض الاقتصاد في الطاقة.

من العروض التي اجتذبت الجمهور هي تلفزيونات «سامسونغ» و«إل جي» التي لا يزيد سمك الواحد منها عن 8 ملم على الرغم من سعة شاشاتها (32 بوصة). وفي سلسلة «إل جي» (-9500) رفعت الشركة قوة الكونتراست إلى 10 ملايين: واحد، في حين صارت التلفزيونات من كونتراست 1:50000 تنخفض أسعارها في السوق إلى مجرد 300 يورو. وزودت شركة «سوني» تلفزيوناتها بفتحة خاصة لربط نظارة خاصة تتيح تحويل أي فيلم تلفزيوني إلى ثلاثي الأبعاد.

تأكيدا لسيادة تقنيات الصور المجسمة طرحت «سوني» نوعين من الكاميرات التي تلتقط الصور المجسمة وهي «سوني SLT-A33» وتنزل إلى السوق هذا الشهر بسعر 749 يورو، و«سوني SLT-A55V» التي تلتقط صورا بانورامية مجسمة وتطرح في الأسواق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم بسعر 849 يورو. وزودت سوني الكاميرا بجهاز منمنم يلتقط 20 صورة في الثانية بينما يدير المستخدم الكاميرا من وضع شاقولي إلى آخر أفقي. هذا يتيح للجهاز الإلكتروني مزج أفضل الصور وتقديمها بسرعة كصورة مجسمة واحدة. ولمن يود التقاط الأفلام المجسمة، كما تراها العين البشرية، عليه شراء كاميرا فيديو «باناسونيك» بسعر 1499 يورو.

المهم أيضا أن تقنية «LED» أخلت مكانها بسرعة إلى تقنية «OLED» في حين تراجعت تقنيتا البلازما و«LCD» إلى الخلف. ولكن من يعتقد أن تلفزيونات البلازما ستخسر المعركة سريعا أن يراجع رأيه لأن «باناسونيك» فاجأت الجمهور هذا العام بتلفزيون «1-ز» الذي لا يزيد سمكه على 9 ملم، يعرض الصور بثلاثة أبعاد ويستخدم تقنية البلازما. وتفخر فيليبس بتطوير تلفزيونها «فيليبس سينما» الذي يعرض الأفلام بأبعاد أفلام السينما نفسها (9:21) بدلا من التلفزيونات السائدة (6:19). هذا يعني أن شركة «فيليبس» خلصت المشاهد من الحافات السوداء التي تظهر عند عرض الأفلام فوق وتحت الفيلم.

وعلى الرغم من رواج تلفزيونات وتقنيات الصور المجسمة، فإن السوق لم تزل غير مهيئة لإنتاج تقنية موحدة تسهل الأمور على المستهلك. فهناك الآن تقنيات مختلفة خاصة بكل شركة، وبكل تلفزيون، كما هي الفروق بين تلفزيونات البلازما و«إل سي دي». وربما ستحتاج الشركات إلى سنوات قبل أن توفر تقنية واحدة للمستهلك. خبير السوق كريستوف دي ليوفن من مجلة «بيلد»، قدر الحاجة إلى 3 – 4 سنوات كي تتكامل وتندمج هذه التقنيات.

عموما تقدر إدارة المعرض بيع 100 ألف تلفزيون مجسم في ألمانيا حتى نهاية عام 2010، ويرتفع هذا الرقم إلى 6 ملايين على المستوى العالمي في الفترة نفسها، وإلى 25 مليون على المستوى العالمي حتى نهاية 2012. وعام 2015 سيدخل التلفزيون المجسم إلى بيت واحد من كل 11 بيت في العالم، حسب تقرير لمعهد أبحاث السوق الألمانية (IMS).

وحينما تروق الصور المجسمة للناس فإنها ستمتد، كما هو متوقع، إلى عالم الألعاب الإلكترونية أيضا، فطرحت «نينتندو» نموذجا أولا لمشغل ألعاب بالصور المجسمة ينتظر أن يسّوق في أوروبا في الربع الأول من عام 2011.

على مستوى الأجهزة المنزلية ستتحول الثلاجة إلى بديل للتلفزيون، خصوصا أن الكثير من الثلاجات يتم تزويدها حاليا بتلفزيون مدمج في الباب. وثلاجة المستقبل لا تستهلك الكثير من الكهرباء، تخبر المستهلك عند نفاد عصير البرتقال أو الحليب، تحتفظ بقائمة التسوق التي يكتبها المستهلك وتصححها بعد كل تسوق.

إلا أن غسالات الملابس، ومجففات الملابس، أثبتت تفوقها على الأجهزة المنزلية الأخرى من الناحية البيئية في الأقل. فغسالة «إس جي ريدي» من شركة «ميلة» الألمانية عبارة عن غسالة ذكية تختار مزود الكهرباء بنفسها. وهي تقنية تذكر بتقنية نزلت للسوق قبل عقدين ويقوم فيها جهاز باحث بالبحث في شبكة الهاتف عن أرخص عرض تقدمه الشركات المختلفة. فغسالة «ميلة» الذكية لا تعمل إلا بعد أن تختار أرخص مزودي الكهرباء في تلك اللحظة، وتقوم بذلك بمساعدة جهاز رقمي صغير يبحث في الإنترنيت عن أرخص مزود بالكهرباء. (السعر 2190 يورو). إلى جانبها جهاز لتجفيف الملابس يقتصد في الكهرباء بنسبة 70 في المائة (سعره 1489 يورو).

وعلى صعيد تنظيف الملابس أيضا، زودت شركتا «سيمنز» و«بوش» الألمانيتان غسالات الملابس بخزان «للصابون» بدلا من عبوات الصابون المعتادة. ويمكن تعبئة الغسالة، مثل السيارة، بكمية من الصابون السائل تكفي إلى 20 مرة، ويتولى جهاز رقمي صغير تقدير حاجة الملابس من الصابون حسب درجة اتساخها ودرجة الحرارة التي تحتاجها.

وتبدو قضية الاقتصاد في الطاقة مهمة بالنسبة للعائلات الكبيرة والمطاعم، لأن وكالة الطاقة الألمانية تشير إلى أن تشغيل الغسالة والمجفف (التقليدية) لأربع مرات في الأسبوع يعني استهلاك ما قيمته 19 يورو كهرباء و29 يورو ماء.

معهد فراونهوفر الألماني، وبعد كارثة التدافع التي أودت بحياة 21 شخصا في دويسبورغ (ألمانيا) قبل شهرين، طرح برنامج سوفت وير لكومبيوترات تراقب مثل هذه التجمعات البشرية الضخمة وتتنبأ بحدوثها بشكل مسبق. ويفعل الكومبيوتر ذلك من خلال حساب عدد الناس ومقارنة ذلك بسعة الشوارع والتقاطعات والأنفاق.. إلخ. وعرض المعهد سوفت وير للهاتف الجوال يحتوي على أقصر وأأمن مسالك الخروج من القاعات المغلقة وملاعب الكرة عند حصول الكوارث. لكن الملاح الجديد للسيارات من نافيجوم ينفذ الأوامر حسب صوت سائق السيارة، كما أنه يعلن صوتيا عن مناطق رصف السيارات الفارغة القريبة، حالة الزحام في الشوارع، بالإضافة إلى حالة الطقس والتوقعات الجوية. وهو راديو وتلفزيون صغير وجهاز عرض في آن واحد.

شارك في المعرض هذا العام 1423 شركة، أي بزيادة 22 شركة، وهو رقم قياسي جديد، كما توسعت مساحة المعروضات بنسبة 11 في المائة عن العام المنصرم. وعزت ذلك الدكتورة كريستينا غوكة، مديرة المعرض، في كلمتها الافتتاحية هذا العام إلى توسع مشاركة منتجي الأجهزة المنزلية، وخصوصا التلفزيونات. وأضافت إدارة المعرض قسمين جديدين يراعيان توسع وشمول المعرض للتقنيات الإلكترونية، وهما «iZone» و«IFA e-Library» اللذين يتعلقان، كما هو واضع بتقنية نقل المعلومات والكتب الإلكترونية.