6 فنانين عرب يعيدون رسم الحكايات الرمضانية ومشاهد من الحياة اليومية

في معرض جماعي بقاعة رؤى بالقاهرة

احتلت مفردة «الدراويش» كرمز وتيمة دينية مركز الصدارة في لوحات المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

حكايات رمضان وتقاطعاتها مع الموروث الثقافي والروحي في عالمنا العربي، شكلت تيمة رئيسية، انطلقت منها أعمال 6 فنانين عرب من مصر والأردن ولبنان وسورية والعراق، ضمهم معرض جماعي افتتح مؤخرا في قاعة رؤى للفنون بالقاهرة، ويستمر حتى 28 سبتمبر (أيلول) الحالي.

تضمن المعرض 34 لوحة تنوعت فيها الرؤى والأفكار والخامات والألوان ما بين الإكريليك والجواش ومواد مختلفة على القماش، بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، ولوحات الحروف التي تعنى بجماليات الخط العربي، وهو ما يعكس تنوعا فنيا فريدا للأجواء الرمضانية، ومدى خصوصيتها في كل بيئة عربية، كما لعبت بعض اللوحات على وتر الحياة اليومية العربية فقدمت مشاهد للنساء وربات البيوت في أجوائهن المنزلية الحميمة، وأيضا مشاهد واقعية تعبر عن كثير من مفارقات الحياة في الشارع العربي.

احتلت مفردة «الدراويش» كرمز وتيمة دينية مركز الصدارة في لوحات المعرض، فبرزت على نحو خاص في عملين من 5 أعمال شارك بها الفنان الأردني محمود صادق. شكل العملان استعارة حميمة لأجواء وسمات الفن الإسلامي، سواء من حيث التكوين والأسلوب، أو من حيث الروح الخاصة. كما شارك الفنان هاني الحوراني بـ5 جداريات تنتمي لفن الخط، منها جدارية عن الدراويش، اعتمد فيها على التلخيص والاختزال للكثير من التفاصيل، كما يهتم الحوراني بسطوح وملمس الخطوط، معتمدا على منظومة لونية خافتة وهادئة ليشيع جوا من الوقار والزهد، كما يقوم بأعمال توليفية لمجموعة كبيرة من الصور تشكل كل منها أجزاء من جدارية كبيرة تجعلها أقرب إلى اللوحات المجردة. أما رنا شلبي فقد أطلقت على لوحاتها الست اسم «دراويش». فيما يبرز في أعمالها الحس المعماري كضابط إيقاع في فضاء التكوين، وهذا نابع من دراساتها المعمارية المتنوعة، وعملها مع المعماري الشهير الراحل حسن فتحي لسنوات كثيرة.

ويشارك الفنان عمر الفيومي بـ5 لوحات تمثل موتيفاته المصرية خصوصا حواريات النساء، ووجوه المقاهي الشعبية بطقوسها وتنويعاتها الخاصة.. كما يشارك الفنان المصري رضا عبد الرحمن بـ5 أعمال تتبدى فيها خبرته العميقة في فنون التصوير والرسم والموزاييك والحفر والنحت.

أما الفنان السوري ناصر نعسان آغا فيشارك بعمل زيتي كبير يمثل مدينة حلب الشهباء، التي يعيش فيها ويعمل متفرغا للعمل الفني بها. يجمع الآغا في لوحاته بين الحس التجريدي والبناء الواقعي مما أضفى عليها سمات شخصية متميزة وقدرة على تجاوز الرتابة إلى مرحلة من الديناميكية والحيوية، كما تبرز النغمية في تقاطعات البرودة والدفء، التي تتوزع من أعلى وأسفل اللوحة وكأنها مقطوعة موسيقية، تتدفق بأحاسيس منظمة فوق سلالم لونية متآلفة تارة ومتباينة تارة أخرى. ومع ذلك تعكس اللوحات ولعا بالفوضى، ومحاولة البحث عن لغة أخرى لتأمل العالم والتواصل مع الآخر.

وعلى وتر الآيات القرآنية وفضاء أسماء الله الحسنى يلعب الفنان العراقي علي العبادي عبر 8 لوحات خطية، تتحول الحروف فيها أحيانا إلى عناقيد للغضب والتمرد والثورة، وأحيانا أخرى للحب والخير والسلام. ويهتم الفنان بالمردود البصري المباشر للوحات، سعيا لعلاقة حية مع المشاهد المتلقي، لذلك يحرص على أن تكون للوحاته رنينها الخاص وذبذبة جمالية تتناثر من شتى الزوايا على سطح العين، وكأنها زخات مطر خفيف.