«جبران يزور بيروت»: حدث ثقافي فني تكريما للأديب اللبناني الراحل

معرض للوحاته ونشاطات متنوعة بمشاركة محترفين وهواة

TT

من بشري في شمال لبنان حيث كانت «ترقد» أعمال الأديب والفنان اللبناني جبران خليل جبران في المتحف الخاص به، إلى بيروت وتحديدا على درج الفن في منطقة الجميزة القريبة من مدرسة الحكمة التي تلقى فيها دروسه، انتقلت بعض لوحات جبران لتعرض في معرض خاص ولتشكل حدثا حمل عنوان «جبران يزور بيروت» يتخلله نشاطات مختلفة مستوحاة من أعماله لمدة شهر كامل.

فعلى جدران غاليري «Laboratoire d›art»، حيث تصدح الأغنية الخاصة بشخصية جبران والتي كتبها الشاعر اللبناني هنري زغيب ولحنها وجدي شيّا، تعلو بعض المخطوطات و6 لوحات «نحتت» بأنامل جبران منذ عشرات السنين لتشكل نموذجا عن أعمال هذا الفنان اللبناني الأميركي الذي لم ينعم وطنه بشهرته الحقيقية إلا بعد وفاته في الولايات المتحدة الأميركية. انطلاقا من أهمية أدب جبران وضرورة تسليط الضوء على أعماله كانت فكرة إحياء ذكراه من خلال نشاطات فنية وثقافية تعيد التذكير بأدبه الخالد وبأفكاره. 6 لوحات «جبرانية» تم نقلها تحت حماية أمنية مشددة وبمرافقة مندوبين من متحف جبران على طول الطريق المؤدي من بشري إلى بيروت بعدما أوكل مهمة توضيبها ونقلها لشركة خاصة للمحافظة عليها ومنعا من تعرضها لأي أذى. لـ«مي زيادة» حبيبة جبران التي كانت تعيش في منطقة الجميزة حصة من هذه اللوحات ويعود تاريخها إلى عام 1920، وأخرى حملت عنوان «الضرير وأمه» رسمها بين عامي 1925 - 1926، كذلك كان لـ«التفكير والتأمل» و«الرقص والإيقاع» حضور بين لوحات المعرض البيروتي....

ويقول رئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق لـ«الشرق الأوسط»: «اخترنا درج الفن ليكون المكان الذي تعرض فيه أعمال جبران وتحيي ذكراه كونه يمثل المكان الذي يستقطب المثقفين بشكل عام والجيل الجديد ليكون له فرصة التعرف على (أدب جبران) الذي يبدو أنه لا يلقى منه الأهمية اللازمة، وذلك بمشاركة شخصيات فنية وثقافية لبنانية جديرة بأن توصل (الصورة الجبرانية) بأفضل طريقة». وعن سبب اختيار عدد محدد من اللوحات يقول الشدياق: «إن نقل اللوحات التي يتطلب ترميم كل منها أكثر من 15 ألف دولار أميركي، يتطلب شروطا محددة للمحافظة عليها لا سيما أن عمر أقل واحدة منها يتجاوز المائة عام، كذلك يجب الحرص على أن يفصل بين كل لوحة وأخرى ما لا يقل عن المتر الواحد». وعن الخطوات المستقبلية التي قد تقوم بها لجنة جبران يضيف: «نحن على استعداد لنقل أعمال جبران وتنظيم المعارض في كل المناطق اللبنانية على أن يتم توفير الشروط اللازمة للمحافظة على اللوحات، وأهمها حرارة مكان العرض التي يجب أن لا تزيد أو تقل عن 20 درجة وأن تثبت الرطوبة على 50 في المائة، والأهم أن يتم نقلها بطريقة محترفة ودقيقة. واليوم نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة لأربعة معارض في عام 2011 في أستراليا ونيوزلندا وسويسرا وألمانيا».

من جهته، يقول إبراهيم سماحة صاحب غاليري «Laboratoire d›art» لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الحدث هو بمثابة تكريم لجبران الأديب والفنان اللبناني الذي بالتأكيد لو كان لا يزال على قيد الحياة كان رحب بالفكرة. وتأتي كل النشاطات التي ننظمها إلى جانب المعرض بمشاركة محترفين وهواة لإلقاء الضوء أكثر على أهمية أعمال جبران الفنية والأدبية».

وكان «الحدث الجبراني» قد افتتح الخميس الماضي مع الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي بينما كان اللقاء الثاني يوم الأحد مع قراءات بصوت الفنانين رندة الأسمر وجوزيف بو نصار. كذلك ستستكمل النشاطات الأسبوع الحالي بندوة تحمل عنوان «لكم لبنانكم ولي لبناني» حول موضوع الحريات يشارك فيها إعلاميون، ثم حفلة موسيقية يحييها الفنانان ماريو الراعي ورامي حنا عزفا على الغيتار والكمان. أما الختام فسيكون «يوم مفتوح، أيام من وحي جبران خليل جبران»، وهو عبارة عن لقاء مع الرسامين الهواة الذين سيفتح أمامهم درج الفن ليطلقوا العنان لمخيلتهم الفنية ويرسموا جبران على طريقتهم وكما يرونه ليتم بعد ذلك إسدال الستارة على الزيارة الجبرانية البيروتية قبل أن تعود أعماله إلى بشري، وذلك من خلال توزيع جوائز لأفضل ثلاث لوحات، على أن يتم تنظيم معرض في ما بعد لكل اللوحات التي رسمت في هذا اليوم الطويل.