مسلسل «الجماعة» ينتهي مبكرا وسط اختلاف حول توظيفه السياسي

مصادر: المؤلف لم يكتب مشهد الاغتيال.. والجماعة ترد بمسلسل قريبا

TT

فيما بدا كمفارقة، اختلطت الأوراق بشأن مسلسل «الجماعة» الذي يتناول في جزئه الأول حياة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وبعد أن رافق إذاعة الحلقات الأولى من المسلسل اعتراض قيادات وكوادر الجماعة والمتعاطفين معها، الذين اعتبروا المسلسل محاولة من النظام المصري لتشويه صورة الإخوان خاصة قبل انتخابات برلمانية ستجري الشهر المقبل، انقلبت الصورة مع حلقاته الأخيرة مع نفي صناع العمل رفض الرقابة في ماسبيرو عرض الحلقتين الأخيرتين واللتين تتناولان مقتل البنا وجنازته.

ما يمكن تأكيده أن المتابعين للعمل سواء من الجمهور العادي أو من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين يستعدون للرد على العمل بكتاب يكشف عما قالوا إنه «افتراءات وكذب حفل به المسلسل»، اندهشوا حين أعلن أمس عن أن الحلقة 28 هي الحلقة الأخيرة، رغم أنه من المتعارف عليه أن تتزامن نهاية أحداث الأعمال الدرامية المعروضة في شهر رمضان مع يومه الأخير وفي بعض الأحيان يستمر خلال أيام عيد الفطر.

وسارع وحيد حامد مؤلف العمل الذي يعتبره الإخوان معاديا للإسلاميين، بنفي الأمر وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن «المسلسل توقف بعد أن انتهى عرضه الدرامي ولا علاقة للأمر بالإشاعات التي يبثها البعض». واتهم حامد جماعة الإخوان بالوقوف خلف شائعة رفض الأمن إذاعة الحلقتين الأخيرتين.

ورغم اختلاف الآراء حول التوظيف السياسي لعمل درامي فإن مسلسل «الجماعة» نجح فنيا بحسب النقاد في إعادة الاعتبار للدراما المصرية، منهيا سنوات من الانتقادات الحادة التي واجهتها بسبب ما قيل إنه تفوق سوري في الدراما التاريخية.

وكان قيادي بجماعة الإخوان قال إن «الأمن تدخل لوقف عرض مسلسل الجماعة لمنع عرض مشاهد اغتيال المؤسس حسن البنا خوفا من تعاطف جمهور المشاهدين مع الجماعة».

ومن داخل «كواليس» العمل قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «نظرا للتكنيك الذي استخدمه المخرج محمد ياسين لم يكن من الممكن الانتهاء من تصوير كامل الحلقات وتم الاتفاق بالفعل على حذف مشاهد من السيناريو».

وأضافت المصادر أن «العمل في نسخته الأولى لم يحتو على تفاصيل عملية اغتيال حسن البنا وبالتالي جنازته وما قيل عن ذلك مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة».

وتابعت المصادر أن الشركة المنتجة مستعينة بعلاقات وحيد حامد نجحت في الاستعانة بستة من أفضل مخرجي السينما المصرية من بينهم شريف عرفة ومروان حامد وآخرون لمساعدة المخرج محمد ياسين ليتمكن من الانتهاء من الحلقة قبل موعد إذاعتها.

وكانت القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية التي تبث المسلسل قد أجلت إذاعة إحدى حلقات العمل لمدة تزيد على الثلاث ساعات نظرا لعدم انتهاء المخرج من أعمال المونتاج.

ورأى مراقبون أنه لا يمكن نفي الاهتمام الخاص من قبل القيادات التنفيذية الرسمية بمسلسل الجماعة قائلين إن هذا يتجلى في الأوقات المميزة التي عرض فيها العمل وفي تخطيه سقف ميزانيات شراء حق العرض المألوفة والتي وصلت مع مسلسل «الجماعة» إلى 4 ملايين دولار. وساهم في تزايد الشعور العام بالاهتمام بالمسلسل اشتراك نجوم السينما المصرية كضيوف شرف الحلقات، وبأسماء مثل أحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، ومنة شلبي.

ومن المرشح أن يستمر هذا الجدل في الازدياد بعد أن أعلن عن جزء ثان وربما ثالث لمسلسل «الجماعة»، وأكثر من ذلك أن «جماعة» وحيد حامد التي غدت موضوعا يوميا في الصحف المصرية ستواجه منافسة درامية ربما العام المقبل من مسلسل تستعد جماعة الإخوان المسلمين لإنتاجه ويتحدث عن تاريخ البنا ونشأة الجماعة من منظور إخواني، حيث أعلن البرلماني الإخواني محسن راضي الانتهاء من كتابة سيناريو مواز يتناول سيرة البنا، ويستغرق العمل الجديد 32 حلقة.

وقال راضي إن العمل سيسوق لشركة إنتاج غير مرتبطة بالجماعة لتنفيذه وبيعه، مشيرا إلى أنه كان قد اتفق مع عدد من الفنانين وبعض كتاب السيناريو لتنفيذ المسلسل «لكن الأمن ضغط على الفنانين فتراجعوا عن المشاركة» بحسب تعبيره.