السيرة الذاتية لتوني بلير تثير زوبعة جديدة

كاتب سيناريو فيلم «الملكة» يتهمه بسرقة محادثة من خياله حول لقائه مع الملكة

TT

رغم الضجة العالمية والزوبعة السياسية التي أثارتها مذكرات رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، وكذلك المبيعات غير المسبوقة التي حققها الكتاب، والتي جاءت الأعلى في تاريخ كتب السيرة الذاتية في متجر «ووتر ستونز»، فإنها، أي المذكرات، لم تثر إعجاب المتخصصين في مراجعة هذا النوع من الكتب.

وقال الكاتب والصحافي البريطاني المخضرم أنتوني هوارد في لقاء مع الإذاعة الرابعة التابعة لهيئة البث البريطاني إن «الرحلة - حياتي السياسية» الذي نشر قبل أسبوع، لا يحتوي على معلومات قيمة من الناحية التاريخية ولا يقدم الكثير بالنسبة للمؤرخين في المستقبل حول صعود تيار «العمال الجديد». وكان السبب، كما أضاف هوارد، أن توني بلير ليس بالمؤرخ ولا بالصحافي ولهذا جاء كتابه خاليا من أي قيمة صحافية أو تاريخية.

ويعتقد هوارد أن الكتاب يحتوي على «محادثات» قد تثير اهتمام بعض القراء، خصوصا تلك التي رواها حول محادثته مع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية، التي اعتبرت خروجا عن التقاليد البروتوكولية المعمول بها في الأوساط السياسية البريطانية. وقال إنه لم يقرأ في حياته يوما سيرة ذاتية تبوح بما يدور فيما وراء الكواليس بمحتوى اللقاءات مع الملكة، وكان هذا شيئا غريبا في الواقع.

إلا أن بعض المهتمين قالوا إن محادثة توني بلير مع الملكة هي من وحي خيال رئيس الوزراء السابق، وجاء نصها في فيلم «الملكة» الذي أنتج عام 2006 ونالت عنه الممثلة البريطانية هيلين ميرين جائزة الأوسكار.

في كتاب «الرحلة - حياتي السياسية» يصف توني بلير لقاءه مع العائلة المالكة، ويقول إن زوجها الأمير فيليب دوق أدنبرة كان يقوم بنفسه بالشواء وكانت الملكة تعد المائدة وتجمع الأطباق بعد الانتهاء من تناول المشويات. ويروي بلير المحادثة بينه وبين الملكة، التي أغضبها كذلك بعد نشر الكتاب.

وقال بلير إن الملكة قالت له «هل تعرف أنك رئيس الوزراء رقم عشرة من الذين قادوا حكومتي. الأول كان وينستون تشرشل الذي أصبح رئيسا للوزراء قبل أن تولد».

ويقول كاتب السيناريو لفيلم «الملكة» بيتر مورغان إن هذا المشهد في الفيلم بين هيلين ميرين التي قامت بدور الملكة ومايكل شين الذي قام بدور توني بلير كان من وحي خياله. ويتساءل مورغان كيف أن المحادثة كما تخيلها في السيناريو جاءت مطابقة بالكامل للمحادثة التي يرويها بلير في كتابه عن الملكة.

وأضاف مورغان في تعليقات لصحيفة «الديلي تلغراف» أنه يعتقد أن بلير مثله مثل الرئيس الأميركي الراحل يخلط عادة بين الحقيقة والخيال، أي بين ما حدث في الواقع وما قيل في الفيلم.

وقال بول بوغارد المتحدث باسم دار النشر «نوف» إن بلير لم يشاهد الفيلم أبدا.

وكان قد أثار الكتاب منذ الإعلان عن نشره حفيظة أعوان بلير السياسيين. وطالبت بعض المنظمات المعادية للحروب بمقاطعته، لكن بلير قال إنه سيتبرع بجميع الأموال التي يجنيها من الكتاب. وقال بلير إنه سيتبرع بالدفعة المقدمة التي حصل عليها مقابل مذكراته التي ذكرت تقارير أنها 4.6 مليون جنيه إسترليني (7.09 مليون دولار) وأيضا عائد المبيعات إلى هيئة خيرية تدعم الأعضاء الحاليين والسابقين بالقوات المسلحة البريطانية.

وقالت مكتبة «ووتر ستونز» إن الإقبال على شراء مذكرات توني بلير الشخصية لم يكن غير مسبوق في أول يوم ينزل فيه إلى الأسواق. وقالت المكتبة إن المبيعات في فرعها في منطقة البكاديللي بوسط لندن كانت الأعلى في تاريخ مبيعات كتب السيرة الذاتية.

وكان بلير (57 عاما) أكثر رئيس وزراء عمالي بقاء في المنصب وفاز في 3 انتخابات متتالية قبل أن يتنحى في 2007. وهو الآن مبعوث المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.

وقام بعض النشطاء بتأسيس موقع على الإنترنت يطالب الناس بأن يقوموا بالاحتجاجات ضد بيع الكتاب في خانة السيرة الذاتية للكتب وطالب هؤلاء بأن يباع في المتاجر في قسم كتب الجريمة لقناعتهم بأن بلير «مجرم حرب» بسبب الضحايا الذين سقطوا في الحرب العراقية.